كغيره من شباب جيل لم يتلقى حظاً كافياً فى الحصول على فرصة عمل، حمل شهادة بكالوريوس التجارة وبدأ فى رحلة البحث عن عمل، لم يترك شركة أو مصنع أو هيئة حكومية إلا ودخلها مقدماً ما يمتلك من شهادات قضى سنوات فى الحصول عليها من الجامعة المفتوحة غير مكتفى بدبلوم التجارة الذى لم يؤهله للعمل فى أى مكان، ولم يكن حال "الشهادة الكبيرة" أفضل من الدبلوم، بعد أن تلقى هائلة من الردود المتشابهة "تعالى بكرة، مفيش شغل" وغيرها من الردود التى حفظها عن ظهر قلب، حتى تغير الرد بعد عدة سنوات من البحث بجملة ظل يتذكرها طوال فترات عمله الطويلة بمركز المعلومات لشبكات مرافق الدقهلية "كفرد أمن".
لم يبدى "عبد الصمد متولى" الشاب البسيط اعتراضا على المسمى الوظيفى الذى حصل من أجله على بكالوريوس التجارة، وسط مواعيد الحضور والانصراف والعمل الإدارى كفرد أمن استمر فى عمله لمدة خمس سنوات على أمل أن يتغير الحال ويعمل بنفس الشركة كمحاسب أو موظف مثل غيره من الحاصلين على نفس الشهادات، الكثير من التظلمات والالتماسات قدمها بصبر طوال خمس سنوات لإعطائه فرصة فى تحسين وضعه الوظيفى دون جدوى، حتى لجأ إلى ديوان المظالم كحل لم يجدى نفعاً بعد عدة زيارات للقاهرة فى محاولات باءت بالفشل.
"أنا معايا بكالوريوس تجارة وبشتغل فى الأمن..حاولت كتير أحصل على حقى فى وظيفة محترمة جوا نفس الشركة بس مفيش فايدة" بنفاذ صبر يحكى "عبد الصمد" الذى قضى سنوات بمرتب بسيط لا يعينه على مصاعب الحياة، فرصته فى الحصول على مسمى أخر أصبحت ممكنة بعد فراغ إحدى الأماكن بالشركة بالشئون الإدارية، ولكنه لم يفلح فى الحصول عليها لغياب "الواسطة" المطلوبة كما أخبره كل من تقدم لهم بالشكوى.."متعرفش يا بنى حد يزقلك الورق زقة"
"قدمت شكاوى للمركز المالى والإدارى، وبعدين المتابعة والاتصالات، وسكرتير عام المحافظة، وطلباتى بتضيع ما بين هيئة والتانية ومفيش حاجة بتتغير" يكمل "عبد الصمد" الذى تاه وسط التظلمات والهيئات الحكومية، "على الأقل يثبتونى أنا بقالى 5 سنين شغال بعقد مؤقت على كف عفريت"
"لا يجوز تعاقد السيد المذكور الحاصل على بكالوريوس التجارة" بختم مكتب التعيينات تتكرر نفس الرسالة مع كل محاولة دون ذكر سبب واضح يمعنه من تعديل التعاقد أو الحصول على وظيفة أخرى.
أما عن ديوان المظالم الذى لم يتلق منه رداً حتى الآن فلم يكن حاله أفضل من أصحاب الشكاوى التى لم تتلقى رداً حتى الآن، "كل اللى أنا طالبه وظيفة أو تثبيت" ينهى حديثه على أمل أن يسمع صوته أحد الممسكين بختم "لا يجوز" قبل تلقى رفضاً جديداً.
مصر فى زمن الشهادات"عبد الصمد" بكالوريوس تجارة والوظيفة " فرد أمن"
الخميس، 04 أكتوبر 2012 04:45 م