زيارة الأبناء أحلى ما يسعد كبار السن فى دار المسنين فى العيد

الجمعة، 26 أكتوبر 2012 05:15 م
زيارة الأبناء أحلى ما يسعد كبار السن فى دار المسنين فى العيد صورة أرشيفية
كتبت سحر الشيمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العيد فرحة لا تكتمل إلا بوجود أفراد الأسرة كبيرها وصغيرها، الكل يتنافس على الحب والتعاون وإدخال السرور على بعضهم البعض، وتحلو "اللمة" بوجود تيتا وجدو، كلا له مذاقه الخاص، حيث تقوم الجدة بإعداد المأكولات التى يحبها الجميع وتشرف على جميع التجهيزات الطعام، ومهمة جدو الأساسية اللعب مع الأحفاد وإدخال السعادة على قلوبهم، وفى هذا الجو المرح اللطيف يبقى أناس نحبهم ويحبوننا فى دار المسنين يقضون أيام العيد يتلمسون من يسأل عليهم أو يزورهم، "اليوم السابع" عيدت على آبائنا وأمهاتنا فى دار المسنين وعرفت كيف يقضون تلك الأيام المباركة.

تقول زينب عبد الحى بعد وفاة زوجى وجدتنى وحيدة فى المنزل، حيث تزوجت بناتى الأربعة، ورغم إنهن أصررن على أن أقيم عند إحداهن إلا أنى وجدت الأمر شاقا على نفسى، فقد تعودت أن أكون مصانة فى بيتى وأنا "درته"، ولن أقبل أى تصرف يضايقنى من زوج ابنتى وإن كان بدون قصد، لذا أحببت البقاء فى دار المسنين، وإن كنت أقضى أيام المواسم والغجازات عند ابنتى الكبرى ثم أعود مرة أخرى للدار حيث الرفقاء الجدد.

" تمنيت أن أجلس عند أحد أبنائى وأقيم عنده بدلا من إقامتى فى دار المسنين "، هكذا بدأت حديثها الحاجة حسنية متولى، التى تستكمل قائلة أعلم أنى مرهقة فى تعاملى مع زوجات أبنائى أو أزواج بناتى، وأعلق على كل شىء وأتجاوز النصيحة إلى باب الإلزم والأمر، رغم أن أبنائى تجاوز أصغرهم الأربعين عاما إلا أنى طبعى شديد، لذا فعلى الرغم من أن أعلم جيدا ما أثيره من مشاكل إلا أنى أعلم أننى غليظة الطبع، وإن كنت أرى بناتى وأبنائى لم يقصروا فى السؤال على وتوفير سبل الراحة أينما كنت، وإن كنت أعتب عليهم أنهم يقضون فقط صباح اليوم الثانى للعيد معى فى دار المسنات وبعدها ينصرفون إلى شئونهم.

"إذا كنت محبوبا من أبنائى كان يحبون إقامتى معهم، إلا أنى أعلم جيدا كيف عاملتهم كأب فى الوقت الذى كانوا محتاجين فيه إلى الحنان والعطف من الأب " هكذا يتحدث الحاج سعد عبد المغيث الذى تجاوز السبعين من العمر، حيث يضيف قائلا " لم يمض يوم إلا ودعوت على أحدهم بالمرض أو الموت، لم أوفر لهم المعيشة التى تناسب دخلى وقطرت عليهم وكأنى لا أجد قوت يومى، لا أنتظر منهم أكثر من أنهم أكرمونى ووفروا لى مكان إقامة مناسبا مع أقران لهم نفس ظروفى أو ما يشابهها ويجيئون لزيارتى فى الأسبوع مرة أو مرتين ويقضون ثانى أيام العيد معى وإن كانوا لا يصطحبون أبناءهم لرؤيتى، معذورين حيث اعتادوا أنى أتلفظ بكلمات تهينهم أمام الآخرين".

" لم أشعر أنى غريبة عن الأهل والأصدقاء فكلنا فى الهم سواء هذا ما تردده عواطف لطفى، التى تقول الوحدة التى أعانى منها ومن معى فى الدار جعلتنا نتكيف عليها، بل إنها أصبحت مهمتنا تجاوزها والقضاء عليها بقدر ما آتينا من قوة وعزم وأفكار تخرجنا عن العزلة، فأصبحنا كلنا أهلا لبعض ومن يأتيه أحد أقاربه يزوره يقوم بأن يعرفه علينا ونجلس سويا نعرف أخبار العالم من خلال الزائر المشترك.

" أترفق على ابنتى لأنها معذبة بين خدمتى وزيارتى وبين رعاية شئون منزلها "، هذا حديث عم عثمان عبد الرحيم، الذى يقول كنت فى شبابى دائم الجلوس على المقهى وعندما كبرت فى السن وأقمت فى دار المسنين برغبتى رددت فى نفسى إنها " قهوة كبيرة بها أصدقاء كثيرون"، وإن كانت ابنتى الوحيدة لا تتأخر عنى فى شىء وتقضى أيام العيد بينى وبين أسرتها وبين بيت حماتها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة