مثقفون: تقرير الجهة السيادية للرئيس واقعى والرئاسة ستواجه غضب الشعب وستلجأ للعنف من أجل البقاء.. ولا فرق بين "مرسى" و"الجنزورى" ونحذر الإخوان من مخاطر تفضيلهم لأهل الثقة

الخميس، 25 أكتوبر 2012 10:37 ص
مثقفون: تقرير الجهة السيادية للرئيس واقعى والرئاسة ستواجه غضب الشعب وستلجأ للعنف من أجل البقاء.. ولا فرق بين "مرسى" و"الجنزورى" ونحذر الإخوان من مخاطر تفضيلهم لأهل الثقة الدكتور محمد مرسى
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد عدد من الأدباء والمثقفين أن مؤسسة الرئاسة إن لم تدرك مدى ما يعانى منه الشعب المصرى وحذر منه تقرير الجهة السيادية التى أرسلته للرئيس الدكتور محمد مرسى، ونشرته بعض وسائل الإعلام الذى رصد غضب الشعب المصرى وشعر من استمرار الغلاء والبطالة وهيمنة الحزب الواحد، وزيادة أسعار الوقود والكهرباء وتفاوت الرواتب وتردى الخدمات التى تهدد أمن المجتمع، وقالوا إن الرئاسة مهددة بسحب الثقة ونزع الشرعية إذا استمر الوضع على ما هو عليه، متوقعين أن تضطر لاستخدام العنف دفاعا عن بقاء الرئيس.

الدكتور صلاح فضل، أستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس، ورئيس الجمعية المصرية للنقد الأدبى، قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" فى تقديرى أن تقرير الجهة السيادية يشير إلى نقاط بالغة الأهمية، ولا بد للرئيس وللحزب الحاكم أن يغير سياسياته لمراعاتها، فالوعود الانتخابية التى قدمها الإخوان والرئيس مرسى للشعب كانت خدعة كبرى لا أساس لها من الصحة، فليس هناك مشروع للنهضة محدد الملامح ومتماسك ومجدول زمنيًُا، وما نراه هو استمرار عاجز وبطئ لما كان يفعله "الجنزورى" دون أى تغيير جذرى.

وأضاف: كما اتضح بشكل قاطع سعى الإخوان للهيمنة على مفاصل الدولة والسيطرة على مواقع الإعلام ووضع رجالهم فى المجالس المتخصصة للصحافة ولحقوق الإنسان وللمجالات الأخرى دون الاستفادة من الكفاءات الوطنية العالية، فالإخوان ليس لديهم كوادر للدولة واختيارهم المبنى على أهل الثقة وليس على أهل الكفاءة سيدمر مصر.

وقال "فضل" إن ضيق الإخوان بالمعارضة واستخدامهم للميليشيات والعنف المادى مع معارضيهم فى ميدان التحرير برهن على أنهم غير ناضجين سياسيًا ولم يستوعبوا الثورة، ولم يتقدم أحد للاعتذار عن ذلك، كما أن إصرارهم على الشعار الانتخابى المتمثل فى العمل على تطبيق الشريعة مع عدم القدرة على توضيح ما يعنيه ذلك، وهل هو وسيلتهم لنهضة مصر حقيقةً، ومواجهة مشكلاتها الاقتصادية الطاحنة وأزماتها الاجتماعية الخانقة، هل ما يطلقون عليه مفهوم تطبيق الشريعة هو الذى سيضمن لمصر خفض عجز الميزانية وتوفير فرص العمل وإنعاش الاقتصاد الزراعى والتجارى، وكيف يتم ذلك، ما زال الإخوان يرفعون شعارات مضللة واتضح هذا فى خطاب "الكتاتنى" بعد انتخابه رئيسًا للحزب ولا يواجهون المشاكل الحقيقة التى تحتاجها مصر، فهدفهم هو خداع الجماهير ومغازلة الشعور الدينى لدى الناس.

وأشار "فضل" إلى أنه لم يصدر حتى الآن أى توجه من رئيس الجمهورية غير ما يقوله فى خطبه التى تشبه خطب الجمعة المليئة بالمواعظ نحو إجراءات عملية لتحقيق العدالة الاجتماعية ورعاية الطبقات الأكثر فقرًا وحرمانًا، فالسياسيات الاقتصادية له حتى الآن رأسمالية جدًا، وتتفادى أى خطوة حقيقة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وامتصاص شحنات الغضب المتراكمة لدى الناس.

وأضاف "فضل" هذا التخبط المؤسف فى القرارات الجمهورية وعدم القدرة على الإفادة من المستشارين الذين عينهم والخضوع فيما يبدو لتوجهات حزبية عليا جعلت الرئاسة تهتز مرتين، الأولى فى قضية مجلس الشعب، والثانية فى أزمة النائب العام، وتعجز حتى الآن عن الفصل الواضح بين الحزب والدولة.

وقال الكاتب الكبير يوسف القعيد، إنه حتى الآن لم تصدر مؤسسة الرئاسة أية تكذيب لما نشر حول هذا التقرير، وهو ما يجعلنا سنفترض أنه صحيح، إضافة إلى أن ما جاء به ليس بعيدًا عن واقع الشارع المصرى، بل جاءت لغته أقل حدة، فالشارع المصرى ملئ بخيبة الأمل والانكسار واليأس.

وقال "القعيد" لا أعرف إذا كانت الرئاسة ستنظر إلى هذا التقرير بنظرة جدية، أم ستنظر له بعين نظرية المؤامرة، وربما يقول المسئولون فيها "مبارك قعد 30 سنة نقعد لنا إحنا 10"، إضافة إلى أننى لست من الناصحين لمؤسسة الرئاسة لأنهم فى الأساس لا يستمعون لأحد.

وأوضح "القعيد" أن حالة الشارع المصرى الآن أوشكت أن تصل إلى الضفة الأخرى من اليأس، وأنه عندما تصل الشعوب إلى هذه المرحلة فلنتوقع أى رد فعل منهم، مؤكدًا أنه من الصعوبة أن نتوقع من الشارع المصرى كيفية رد فعله خاصة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة التى فاقت التوقعات كلها.

وقال الكاتب الكبير فؤاد قنديل، الرئاسة لها أسلوب واحد فى التجاوب مع مثل هذه الأخبار وهو الكلام المعسول والخطب الطويلة والتعبير المزيف عن التواضع والدعوة للتمسك بالصبر، لأن الأيام القادمة لن يمر مثلها على الشعب المصرى، فقليل من الصبر وتتحول مصر إلى دولة من الدرجة الأولى، ولكن أى مشروع أى فكر أى رؤية فمرسى وجماعته محرومون من تلك الأفكار التنموية التى يمكن أن ترفع مستوى المعيشة وتحقق أهداف الجماهير.

وأضاف أنه حتى لو لم تتجاهل التقرير فالثورة يعد لها الآن وهى قادمة بلا شك، هى قادمة أكثر مما يتصور البعض، فنحن لا نرى إلا تراجعا وبطشًَا شديدًا فى كافة المجالات، وهذا لا يستقيم مع أمال وطموحات الشعب ووعود مرسى له، بعدما وقعنا فى الخديعة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة