قال الشيخ عبود الزمر القيادى بالجماعة الإسلامية، إن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية ليس مطالباً بالتعليق على أخطاء غيره من التيار الإسلامى، مضيفاً:" برنامج الرئيس واضح المعالم، ويسعى فى تنفيذه بطاقمه الرئاسى والوزارى والإدارى، فلا يصح توجيه السؤال إليه أصلاً، فضلاً عن أن الاستجابة تأخذ من الوقت الأهم، لصالح أمور هى أقل فى الأهمية، وذلك يعد من الخلل الذى لابد من تلافيه".
وأضاف "الزمر"، فى مقال نشره موقع حزب البناء والتنمية الناطق باسم الجماعة الإسلامية، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس لا يجب أن يتدخل فى الفرعيات التى تشغله عن مراقبة جهازه التنفيذى، فلا يصح أن يستجيب لكل من يوجه سؤالاً يطلب فيه تحديد موقف الرئاسة من تصريح لشخص من عامة الناس لا ينتمى إلى مؤسسة الرئاسة فليس هذا من دوره؟.
وأكد القيادى بالجماعة الإسلامية، أنه يجب على رئيس الجمهورية أن يتدخل فوراً لتصويب أخطاء نوابه ومساعديه ووزرائه، خاصة إذا كانت قراراتهم تلحق الضرر بالمواطنين، ضارباً المثل بـ"مطاردة الباعة الجائلين فى المحافظات" قبل تجهيز أماكن لهم بالأسواق، مما جعل الباعة يتساءلون ومن أين نأكل ؟!!، فيقول ضباط البلدية المختصون أن هذه تعليمات الرئيس شخصياً، فاسألوه هذا السؤال، ولا تسألونا نحن !!.
وشدد "الزمر" على أهمية أن يتحرك الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، بشكل استباقى قبل وقوع الأزمات، مضيفاً:" مثال ذلك مواعيد غلق المحال التجارية فهذا سيؤثر سلباً على العمالة، إذ أن التجار سيوفرون ثلث عدد العمال فتزداد البطالة، وإذا كانت المسألة مرتبطة بتوفير الكهرباء فإن أعمدة الكهرباء تظل طوال النهار مضيئة فى كثير من شوارع البلاد !!، كما أنه لو تم توظيف القنوات الحكومية لتقديم فقرات إعلانية عن ترشيد الاستهلاك بشكل عام لكان ذلك أنفع".
وأكد القيادى بالجماعة الإسلامية، أن الجهاز الرقابى فى مؤسسة الرئاسة مطالب بالنظر فى القضايا التى تهم المواطنين وترفع عن كاهلهم المعاناة، مضيفاً:"وجود مسجونين من عهد مبارك المخلوع فى قضايا مختلفة يلزم إعادة دراستها لكون هناك تلفيقات لا تخفى على من اكتشف حقيقة النظام السابق وطريقة إدارته للبلاد"، موضحاً الجهاز الرقابى فى مؤسسة الرئاسة مطالب بتقديم التقارير للرئاسة التى يجب عليها التحرك وإصدار ما يلزم من تعليمات.
وقال الزمر:" لا شك أن من أهم أعمال الرئيس هو أن يتدخل لرفع المظالم عن الناس لأن ذلك مقدم على جلب المنافع، فلا يصح أن يبيت مظلوم باكياً أو داعياً على حكومته، ومن المعلوم أن هناك أكثر من مليون قضية فى القضاء الإدارى بين الدولة والمواطنين ينبغى أن يوضع الإطار العاجل لحل هذا النزاع من خلال لجان فض المنازعات الموجودة بالوزارات، وقبول التحكيم وليس بإحالتها إلى القضاء الإدارى الذى يستغرق فيه المواطن عدة سنوات حتى يسترد حقه".
وشدد القيادى بالجماعة الإسلامية، أن رئيس الجمهورية يحتاج إلى جهاز للمتابعة ومركز لدعم قراره وإمداده بالمعلومات، حتى يكون مطّلعاً على أبعاد العمل، ومفاصل الدولة، وحركة العمل فى المحافظات والوزارات والمؤسسات، وأن يكون أمامه كل يوم تقرير موجز عن الموقف الاقتصادى، والأمنى، والمشكلات الملحة التى يتعرض لها المجتمع، ونحو ذلك من القضايا التى تشغل المواطن .
وأكد "الزمر"، أنه ليس من المعقول أن تستمر مؤسسة الرئاسة فى تبنى القرار الخطأ مخافة أن ينسب إليها التردد أو ضعف الدراسة المسبقة للملف ونحو ذلك من الأشياء الشكلية التى لا مكان لها فى ميزان العدالة، قائلاً:" صحيح أن كثرة الأخطاء والتراجع تُنقص من هيبة المسئولين عند البعض، ولكن الحق أحق أن يتبع فعلى القيادة الرشيدة حسن الدراسة وحساب المآلات ورسم السيناريوهات المتوقعة لكل قرار، ولقد عاد سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فى عدة قرارات منها تأبير النخل أى تلقيحه فعندما أشار على الصحابة بعدم التأبير خرج البلح شيصاً أى ضعيفاً فلما راجعوه قال لهم أنتم أعلم بشئون دنياكم، وتركهم يصنعون ذلك".
وطالب القيادى بالجماعة الإسلامية، شعب مصر وكل القوى السياسية أن تهتم بما ينفع مصر وأن يكون الجميع يداً واحدةً كما كنا فى مطلع الثورة بعيداً عن روح التنازع والبحث عن الأخطاء وتصيد السقطات، بل لابد من التسديد والتقريب والتعاون على البر والتقوى من أجل مستقبل مشرق لهذا البلد الذى عانى كثيرا فى عهد الاستبداد .
عبود الزمر: رئيس الجمهورية ليس مطالباً بالتعليق على أخطاء التيار الإسلامى.. ويجب أن يتدخل "مرسى" لتصويب أخطاء نوابه ومساعديه.. ويجب أن يتدخل لرفع المظالم عن الناس فلا يصح أن يبيت مظلوم باكياً
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012 08:33 ص