بوذى اعتنق الإسلام وتزوج مسلمة يأمل أن يساعد زواجهما فى المصالحة بين الطائفتين

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012 03:54 م
بوذى اعتنق الإسلام وتزوج مسلمة يأمل أن يساعد زواجهما فى المصالحة بين الطائفتين صورة أرشيفية
سيتوى (ا ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يصلى روحين ملا واضعا المصحف على ركبتيه بينما يجلس فى المخيم الذى أقيم لآلاف المسلمين الذين شردهم العنف الطائفى الدموى فى بورما. لكن قصة ملا الراهب البوذى السابق، ليست عادية.

ولد روحين ملا على الديانة البوذية لكنه وقع فى غرام فتاة مسلمة من أقلية الروهينجيا التى ينبذها المجتمع البورمى بشكل كبير.

ومنذ اعتناقه الإسلام، قاطعه جيرانه السابقون وخسر منزله، ويعيش حاليا فى مخيم للمشردين فى ولاية راخين الغربية التى تعانى من أعمال عنف طائفية بين البوذيين والمسلمين منذ يونيو الماضى. قال ملا "البوذيون الراخين يكرهوننى منذ أن اعتنقت الإسلام".

ولم يعد ملا (37 عاما) الذى كان اسمه الأصلى كياو تون اونج، على اتصال بوالديه منذ زواجه من الفتاة المسلمة قبل عشر سنوات. وأضاف "على مدى ثلاثة أيام ظلت والدتى تسألنى لماذا سأتحول الى الإسلام وقلت لها أننى لا أحب البوذية ولا اعتقد أنها الدين الصحيح".

أما زوجته أمينة (30 عاما) ذات الوجه المستدير والتى غطت شعرها، فقالت انه رغم عدم تقبل المجتمع لزواجهما إلا أن حياتهما معا "سعيدة للغاية". وأضافت "لكن منذ اندلاع أعمال العنف، أصبحت حياتنا صعبة".

وكان ملا عامل البناء، يعيش مع زوجته وأولاده الثلاثة فى راينجويسو المنطقة المسلمة فى مدينة سيتوى عاصمة ولاية راخين، حتى اندلاع أعمال العنف فى الحى الذى يعيش فيه فى يونيو. وقال إن منزله كان من أوائل المنازل التى أضرمت فيها النار. ولم يشفع للملا انه كان بوذيا من الراخين أمضى أربع سنوات من عمره راهبا قبل أن يتحول الى الإسلام.يقول "تذكرنى الرهبان من أيام الدير، وهاجموا عائلتى ودمروا كل شيء فى منزلى".

وتحكى أمينة كيف أنها لم تلتق بوالدى زوجها. وتقول "لم أقابلهم مطلقا"، مضيفة أن زوجها "مسلم صالح". ويعتبر وضع هذين الزوجين حالة شاذة فى ولاية راخين التى يعيش فيها نحو 800 من أقلية الروهينجيا.

ويوضح أبو تاهاى زعيم الحزب الوطنى الديمقراطى للتنمية الذى يدعو الى منع الروهينجيا حقوقهم أن عدد الزيجات المختلطة بين البوذيين والمسلمين "لا يتجاوز المائة".

ويضيف "بعض الناس يلتقون ويقعون فى الغرام فى المدرسة أو خلال العمل"، ولكن لا توجد الكثير من الفرص للتعارف بين أبناء الطائفتين.

وقال أو هلا سو الأمين العام لحزب تطوير جنسيات الراخين انه يعلم بامرأة مسلمة واحدة تحولت الى البوذية لتتزوج من احد أعضاء الراخين، ولكن "بشكل عام فان سكان الراخين لا يقبلون بالزواجات المختلطة". وتقول الأمم المتحدة أن الروهينجيا هم واحدة من أكثر الأقلية تعرضا للاضطهاد فى العالم. وتعانى هذه الأقلية من التفرقة والقيود المفروضة على تحركاتهم وقلة حصولهم على الخدمات العامة.

وتعتبر الحكومة أبناء أقلية الروهينجيا البالغ عددهم حوالى 800 ألف نسمة مهاجرين غير شرعيين وليس مواطنين. وهم يتحدثون لهجة مماثلة لسكان بنجلادش.

وقتل عشرات فى اشتباكات بين الجانبين فى حزيران/يونيو الماضى بينما شرد الآلاف ما دفع جماعات حقوق الإنسان الى التحذير من أزمة إنسانية.

ويلقى ملا الآن نفس مصير أكثر من 50 ألف شخص معظمهم من الروهينجيا يعيشون فى مخيمات بائسة فى الولاية بعدما اجبروا على الفرار اثر إحراق قرى بأكملها فى أعمال العنف فى يونيو الماضي، ولا يستطيعون العودة الى منزلهم. ولأكثر من أربعة أشهر تعيش العائلة مع نحو ألف آخرين فى مخيم دابانج على مشارف العاصمة.

ولا تتعدى مساحة خيمتهم المهلهلة المثبتة الى جذع شجرة نخيل وتحمل شعار "المملكة العربية السعودية، مملكة الإنسانية" أمتارا قليلة.وقد غرست فى الطين مع هطول الأمطار الموسمية التى تشكل صعوبة لهذه العائلة التى تحاول رعاية أطفالها ومن بينهم طفل لا يتجاوز عمره ستة أشهر.
ولا يبدو أن هناك ضوءا فى نهاية النفق، إذ أن القتال عمق العداوات بين الطائفتين وتزايدت الدعوات بين البوذيين لإخراج الروهينجيا من الولاية.

إلا أن ملا وزوجته غير نادمين على زواجهما. حتى إنهما يأملان أن يتمكنا فى يوم من الأيام من العودة الى الحياة التى عاشاها من قبل والمساعدة على المصالحة بين الطائفتين.

يقول ملا "أريد أن أعود الى المدينة التى عشت فيها العديد من السنوات .. وسأكون سعيدا للعيش مع الراخين".





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

لكم الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة