يدق المنبه فى موعده اليومى فى تمام السابعة، ينهض مسرعاً لارتداء ملابسه الرياضية، يقطع المسافة التى تفصل منزله عن شاطئ إسكندرية الجميلة متنفساً هواء الصباح المنعش، على حافة الكورنيش المواجه "لسان استيفانو" يتوقف منتظراً صديقه الذى يأتى مهرولاً لتبدأ رحلة الجرى المصحوبة بالكثير من سخرية المارة الذين يستوقفهم مشهد الجرى على شاطئ البحر صباحاً لتبدأ العبارات الساخرة والمضايقات التى تلحق ب"جاسر وبسام" طوال رحلة جريهما اليومى قبل يوم العمل الطويل، وهو ما دفعهما للتفكير فى طريقة جديدة لتغيير فكرة السخرية من العادات الرياضية وزرع ثقافة الجرى غير المعترف بها عند الكثير من العامة الذين يفضلون العادات الصحية الخاطئة على تقبل فكرة جديدة قد تغير حياتهم تماماً.
"اجرى يا إسكندرية" أو ما أسموه "Alex run" هى الفكرة التى توصل إليها "جاسر الحسينى" و"بسام المغربى" كمبادرة للجرى فى الشوارع وإطلاق فكرة الجرى للجميع، ظروف الروتين الممل بعد تخرجهما من كلية التجارة والعمل بمجال المحاسبة داخل المكاتب المغلقة، كان دافعاً أساسياً للحرص على الجرى يومياً للتخلص من توتر العمل، أما السخرية الواضحة التى يقابل بها المجتمع كل من يحاول ممارسة الرياضة فى مكان عام فكانت هى الدافع الحقيقى الذى ساهم فى إطلاق الفكرة.
"الجرى مهم جداً.. كل شعوب العالم تحرص على الجرى صباحاً للحفاظ على اللياقة البدنية والصحة العامة، أما داخل مصر فالجرى فى الشارع عادة تستوجب الضحك والسخرية، وهو ما حاولنا تغييره، هكذا بدأ "جاسر الحسينى" 27 عاماً حديثه عن فكرة "alex run"، ويقول: بدأت الفكرة بعد أن تعودت ممارسة الجرى مع "بسام" وهو أحد أصدقائى الذى شاركنى مشوار المضايقات من المارة أثناء الجرى، الفكرة غريبة على الشعب المصرى بالرغم من أهميتها وما تحدثه من فرق كبير فى الروتين اليومى والحالة النفسية التى تتحسن كثيراً بممارسة الرياضة، وهو ما دفعنا إلى دعوة الجميع للنزول ومشاركتنا الجرى لتعير نظرة المجتمع للعادات الرياضية فى الأماكن العامة.
الدعوة بدأت بمجموعة من اللافتات التى حاولوا توزيعها على المارة صباحاً، محددين الموعد والمكان الذى تنطلق منه حملة الجرى الأولى، وكانت المفاجئة هى استجابة عدد كبير من الناس بأعمار مختلفة واللقاء فى الموعد المحدد، حتى أصبح من الطبيعى أن تمر بجانب مجموعة كبيرة من الشباب المهرولين صباحاً على شاطئ البحر أو الكورنيش.
بدأنا بمجموعة صغيرة هى من انضم إلينا من الشباب والبنات وحاولنا تعليمهم كيفية الجرى مع ضبط التنفس للجرى أطول فترة ممكنة، وبعد عدة رحلات بدأ العدد فى الزيادة وبدأت الفكرة فى الانتشار، كما نحاول الحصول على أكبر عدد من المشاركين لإطلاق حملات الجرى فى الشوارع الجانبية لنشر الفكرة فى أوسع نطاق ممكن" ينهى "جاسر" حديثه متمنياً أن تنطلق دعوة الجرى من الإسكندرية إلى جميع محافظات مصر.
"مخنوق من حياتك اجرى" دعوة إسكندرانى للجرى فى الشوارع و"اجرى يا إسكندرية"
الإثنين، 22 أكتوبر 2012 02:09 م
جانب من الجرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة