يؤكد الدكتور فاروق لطيف، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة عين شمس، أن كل إنسان له كينونته الخاصة، لذا لا يجب أن يسمى على أساس ظرف أو حالة تواجد فيها، وهو غير مسئول عنها، لذا فإن إطلاق تسمية "لقيط" على الأشخاص مجهولى النسب، والذين يعانون من إنكار الأبوين لهم، لا يليق كتصرف مجتمعى تجاه فئة تحاسب على ذنب لم تقترفه، وحرمت من الحنان والعطف الطبيعى من الأبوين.
إن هذه التسمية تلقى بظلال لا أخلاقية على الصغير، وهذا لا يليق بمجتمع لا تمييز فيه بين أفراده، وكلهم على قدم المساواة لا تمييز بينهم على أى من العوامل المختلفة سواء الجنس، اللون، الديانة، المنشأ أو الميلاد.
ويكفى ظلماً لهؤلاء الأشخاص أنهم محرمون من رعاية الأبوين، حيث ذويهم يقومون بإلقائهم على الأرصفة والطرقات وتحت العربات وفى صناديق القمامة، وعندما يتم العثور على الرضيع توكل مسئولياته إلى مؤسسات رعاية اللقطاء أو الأيتام "ملاجئ" أو تقوم على رعايتهم أسر بديلة، أو يكون مصيرهم الشارع ولا يجدون من يرعاهم أو يحنو عليهم، وهذا يعد ظلماً بيِّناً من المجتمع نحو مجموعة من أطفاله، مما يفرض على أفراد المجتمع توجيه قسط أكبر من الرعاية تجاه هؤلاء الصغار، ويكون ذلك من خلال اهتمام مضاعف بسلامة صحتهم الجسدية والمعنوية، وذلك بغية التقليل من الآثار النفسية السلبية التى تحتل قسطا كبيرا وعميقا فى نفوس هؤلاء الأشخاص.
ويشير الدكتور فاروق إلى أن من حق كل إنسان أن يعرف حقيقته كاملة دون زيادة أو نقصان أو تحريف أو إهانة، لذا فعلى دور الرعاية أن تفهم الطفل منذ أن يبلغ 3 سنوات سبب وجوده فى هذا المكان وعدم وجوده مع أبويه الأصليين، على اعتبار أنه يتيم فقد أبويه ولا داعٍ لأن يؤذى فى مشاعره بوصفه بكلمة "لقيط"، وهذه السن يتقبل فيها الصغير هذا الموقف وإن ترك فى وجدانه غصة وألم إلا أنه يكون قادراً على تجاوزها بعد فترة، كما يقال للصغير إنه أصبح ابناً لمن يقومون على رعايته، ومن ثم فإن له والدين ووالدتين اثنين أنجباه واثنين يقومان على كافة شئونه.
إن المجتمع يعد المسئول الأول عن رعاية هؤلاء الصغار وتعويضهم ليشبوا أسوياء، ولأنه لا يحدث ذلك، فإن المجتمع يوصم بالعوار، وواجبا على المجتمع وليس تفضلا منه أن يقوم بإزالة الذلات لدى مجهولى النسب، ورعايتهم على أكمل وجه وتوفير البيئة الصالحة لتنشئتهم، بهدف مصلحة المجتمع كله.
"اللقطاء" ضحايا لمجتمع يوصم بالعوار..
مجهولو النسب أطفال أسوياء لا يجب أن يتحملوا ذنوب آبائهم
الخميس، 18 أكتوبر 2012 12:03 ص
أطفال شوارع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة