فورين بوليسى: اشتباكات التحرير تضعف الدعم الدولى لحكومة مرسى.. والإسلاميون انفردوا بوضع الدستور الذى يرضيهم.. الدستور الجديد لن يحل مشاكل المرحلة الانتقالية.. والثوار قادرون على إزعاج الإخوان

الخميس، 18 أكتوبر 2012 03:47 م
فورين بوليسى: اشتباكات التحرير تضعف الدعم الدولى لحكومة مرسى.. والإسلاميون انفردوا بوضع الدستور الذى يرضيهم.. الدستور الجديد لن يحل مشاكل المرحلة الانتقالية.. والثوار قادرون على إزعاج الإخوان صورة أرشيفية
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية إن الاشتباكات التى شهدها ميدان التحرير، الجمعة الماضية، بين مؤيدى جماعة الإخوان المسلمين ومعارضى الرئيس محمد مرسى، قد تكون بداية لمرحلة توترات جديدة وربما إضعاف الدعم الدولى للحكومة المصرية التى يهيمن عليها الإسلاميون.

فالاشتباكات التى بدأت باعتداء مؤيدى الإخوان على منصة القوى السياسية المعارضة لفشل برنامج الرئيس وهيمنة الإسلاميين على لجنة وضع الدستور، تكشف بقوة عن الصدع بين الفصيلين المتصارعين.

وترى هانى صبرا، المحلل بمجموعة أوراسيا الدولية فى مقالة بالمجلة الأمريكية، أن سبب الاشتباكات يرجع بشكل أساسى إلى النزاع المتزايد حول الدستور الجديد، فغالبا لا يحظى الدستور سوى برضى الإسلاميين الذين سيطروا على عملية كتابته.

ويؤكد صبرا أن الإسلاميين عزموا بشكل واضح على المضى قدما فى تقديم نسختهم الخاصة للدستور، دون الالتفات إلى الليبراليين أو الأقباط، وحتى إذا ما قضت المحكمة بحل اللجنة التأسيسية الحالية، لأنها لا تمثل طوائف الشعب المختلفة، فإن الرئيس الإسلامى محمد مرسى، سيقوم سريعا بتعيين مجلس جديد على شاكلة ما قبله.

كما يتوقع الكاتب أن يتم الموافقة على الدستور بشكله الحالى، رغم معارضة كافة الفصائل المصرية عليه، عندما يطرح فى الاستفتاء، ذلك على غرار الاستفتاء الذى جرى على التعديلات الدستورية فى مارس 2011 حيث حول الإسلاميين الأمر لقضية تصويت للدين، وكانت النتيجة وقتها موافقة بنسبة 77%.

ويضيف أن العلمانيين يرفضون مسودة الدستور الحالية ذو الميول الإسلامية، ويدعون لآخر يؤكد على حقوق الإنسان وحرية الصحافة وفصل الدين عن الدولة.

ويتابع أن الدستور الجديد لا يسوى مشاكل مصر فى المرحلة الانتقالية، فمن المرجح أن يستمر التوتر وعدم الاستقرار والعنف، بسبب عدم رضا الثوار الشباب الذين أشعلوا الثورة ومعظم السياسة الليبراليين على مساعى الإسلاميين لاحتكار الحياة السياسية فى مصر.

ومضى صبرا بالقول حتى إن كانت هذه المجموعات لا تمثل أغلبية، فإن صوتهم وغضبهم المتنامى يعد دليل على الشجار القبيح بين الإسلاميين والليبراليين، فالنشطاء الثوريون يشعرون بالمرارة بسبب خيانة الإخوان لهم.

وقد دعم هؤلاء الشباب والجماعات والأحزاب الليبرالية الإخوان المسلمين وصوتوا فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لمحمد مرسى، وأيدوا خطواته لعزل كبار جنرالات الجيش، متوقعين فى المقابل أن يلتزم الإخوان بتعهدهم فى أن يمثل الدستور جميع الفصائل المصرية وأن يضمن تأسيس ديمقراطية حقيقة.

غير أن الدستور الجديد ـ يؤكد صبرا ـ يثير المخاوف بشأن قضايا مثل حقوق المرأة والتسامح الدينى وحرية التعبير، مما أطلق العنان للانتقادات الحادة بين الناشطين المحليين والمنظمات الدولية وعلى رأسها هيومن رايتس ووتش.

ويختم صبرا قائلا إن الثوار قد لا يكون لديهم القدرة على فرض دستور أكثر ليبرالية أو إسقاط حكومة مرسى، ولكن يمكنهم أن يجعلوا الشهور المقبلة صعبة على الإخوان وعلى الأرجح سيكون بالفعل، فمزيد من الاشتباكات مثل تلك الأخيرة، ستجذب بالضبط هذا النوع من الانتباه الذى تفضل حكومة مرسى تجنبه، بالنظر إلى رغبتها فى تهيئة مناخ مستقر المستثمرين الأجانب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة