مدد يا سيدى العريان مدد

يخرج الطيار الضرير محاولا الترفيه على زملائه فى إحدى دور رعاية المكفوفين وتمردا على اللوائح والقوانين إلى نافورة أسفل تمثال رمسيس فى شارع العروبة ليسبحوا بداخلها.. ثم تسرق ملابسهم.. فيمشون فى الشارع شبه عراة.. وعندما يسألهم مواطن ساذج لماذا لا ترتدون ملابسكم؟، فيجيب الطيار الضرير أنه مولد سيدى العريان !!!.. فيخلع الساذج ملابسه أيضا لينضم لموكب العراة ظنا منه أنه سيحصل بذلك على بركة سيدى العريان !!

ما سبق كان مشهدا كوميديا أخر للفنان لعادل إمام وجماعته الفنية
يخرج الدكتور الرئيس محاولا الترفيه على زملائه فى أحد الأحزاب وتمردا على اللوائح والقوانين بقرار إقاله النائب العام "رغم حصانته القضائية ضد العزل "وأعلن الخبر فى التليفزيون الرسمى وفى كل الصحف وأذاعته الجزيرة وهى القناة وثيقة الصلة بالجماعة
ثم تأتى تغريدات سيدى العريان المتتالية
*حزبنا اليوم مع الشعب فى الميدان شعارنا الشعب يريد استرداد الثقة فى القضاء الشعب يريد القصاص للشهداء.. هدفنا استقلال تام للقضاء، قضاؤنا حصننا.
* حيث الزند هو الناصح بينما اتهام معلق على رقبته.. أهمس لعبد المجيد محمود الخيار اﻷفضل لك قبول المنصب بكرامة، فكر جيدا، الخيارات اﻷخرى صعبة.
* إلى شباب الحزب موعدنا الرابعة عصرا أمام دار القضاء العالى. الذين ذهبوا إلى التحرير التجمع عند المتحف للتحرك بمسيرة إلى دار القضاء العالى.
* قامت عصابات مجرمة بحرق أتوبيسين استأجرهما حزب الحرية والعدالة قرب ميدان التحرير وستقوم اللجنة القانونية باتخاذ اللازم، من المجرم ومن المعتدى؟.
والتى تعارضت مع تصريحاته الإعلاميه بعدم وجود إخوان فى الميدان وبالتالى المعتدين على منصة الثوار ليسوا إخوانا وإنما محبون للرئيس مرسى.

فبينما قالوا إنه لا يوجد إخوان فى الميدان صدرت أوامر لهم بالانسحاب.

فبينما قالوا إنه لا يوجد إخوان فى الميدان يوجد مصابون ومحاضر إخوانية ضد من هاجموهم.
وبما أن الإخوان قد نزلوا بالفعل نزلوا اعتراضا على الأحكام البراءة ولإقصاء النائب العام عندما عرفوا أن النائب العام قد استبعد بالفعل للمطالبة باستبعاده !!!

وبعد الصدامات والخسائر والحرائق وغياب مؤسسات الدوله ثم انسحاب الإخوان من الميدان وبقاء الثوار ثم صدور تصريحات رئاسية تنفى صدور قرار الإقالة ، أى أن النائب العام أصبح باقيا، إذ نفاجأ بتصريحات إخوانية فى عكس اتجاه الأولى تماما وأن مشكلة أحكام البراءة أنها التحريات وأدلة الاتهام التى هى من صلب أعمال الشرطة وقضاة التحقيق وليس النيابة وأنه لا دخل للنائب العام بذلك كما قال وكيل نقابة المحامين الإخوانى وتصريحات عائلة مكى.

دما سبق كان مشهدا كوميديا آخر للرئيس مرسى وجماعته الحزبية
السؤال الآن لماذا خلع المواطن الساذج ملابسه؟ ولماذا نزل الإخوان الميدان؟

قد تكون المقاربة موضحة لما يمكن أن يفعله الهوس والتبعية والبعد عن المنطقية فى تقييم الأمور، فكل مصر كانت تعلم أن التيارات السياسية المعارضة للرئيس كانت تنوى النزول للتظاهر فى جمعة الحساب بعد المائة يوم، وقد كان ذلك مقررا من قبل أحكام البراءة الشهيرة، ولكن كإجراء احترازى من جماعة الرئيس، أشاروا عليه القيام بهذا المشهد الكوميدى فى إخراجه والدرامى فى أحداثه وخسائره، عساهم يستطيعون التشويش على إخفاقات فى تعهدات الرئيس غير المنطقية والتى ألزم نفسه هو بها.

وكان حشد المهووسين من أنصار الرئيس والذى لم يقبلوا أن يهتف ضده بعض المعارضين هو شرارة انطلاق الحريق، فبدأت الاشتباكات لفظية وبالأيدى ثم الحجارة ثم اشتعلت النيران فى نهاية اليوم فى أتوبيسات كانت تنقل حشدا إخوانيا مهووسا بتأييد الرئيس ولا يقبل مجرد نقد أدائه ومحاسبته.

إنه الهوس الذى يقوده أذكياء يجيدون استخدام الأنصار ويجيدون شحنهم بالغل الذى رأيته بنفسى فى عيونهم، علما بأنى لم أستغرب هذه النظرات فقد رأيتها مرارا فى مليونيات سابقة وعندما منع الإخوان الثوار من التظاهر أمام البرلمان فى أحداث محمد محمود الثانية وبالطبع أراها دائما بالقرب من صناديق الانتخابات.

أقول محذرا إن أخطر ما يمكنه تفتيت الوطن واستقطابه هو الاستمرار فى شحن وحشد المهووسين دينيا ليحصلوا على بركة سيدى العريان.