رجب حميدة يكشف لـ عمرو أديب الصندوق الأسود لرجال مبارك فى سجن طرة: كوادر النظام السابق اعتقدوا أنى جاسوس عليهم.. عناصر من عز الدين القسام اقتحمت السجون.. "طنطاوى" أقنع مبارك بالتنحى وليس عمر سليمان

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012 03:20 ص
رجب حميدة يكشف لـ عمرو أديب الصندوق الأسود لرجال مبارك فى سجن طرة: كوادر النظام السابق اعتقدوا أنى جاسوس عليهم.. عناصر من عز الدين القسام اقتحمت السجون.. "طنطاوى" أقنع مبارك بالتنحى وليس عمر سليمان رجب هلال حميدة وعمرو أديب
كتب محمود رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف رجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب الأسبق، والحاصل على حكم البراءة فى موقعة الجمل، فى حواره مع الإعلامى عمرو أديب ببرنامج "القاهرة اليوم"، كواليس الحياة داخل سجن طرة، وفتح الصندوق الأسود لرجال النظام السابق الذى جمعه بهم عاما ونصف العام داخل سجن طرة.

قال حميدة: أول لقاء يجمعنى بكل رجال النظام السابق كان داخل المسجد، فعندما دخل مسجد السجن وجد كل أفراد الحزب الوطنى، ومنهم حبيب العادلى الذى عندما رآنى معهم قال "لى إيه دة.. رجب حميدة هنا، أنت هنا ليه وأنت مالك"، وقال لى اللواء إسماعيل الشاعر: "أنا مستغرب أنت إيه اللى جابك هنا".

ووأضح حميدة: كان كوادر النظام السابق يظنون أنى سأتجسس عليهم لحساب المجلس العسكرى.

وأضاف حميدة أن رموز النظام السابق كانوا يلقبونه بـ "الشيخ رجب" لأنه كان يصلى بهم إماما بمسجد السجن، متهكما: "بعد انتهاء الصلاة كنت أخشى ألا تقبل منى فأعيد الصلاة مرة أخرى"، وقد اكتشف ذلك هشام طلعت مصطفى، موضحا أن أحد الرموز الذى رفض حميدة ذكر اسمه "قال له ربنا بعتك لى علشان أنا عمرى ما ركعتها، فقلت له الحمد لله وممكن يكون ربنا جابك هنا فى السجن لتتوب".

وتابع حميدة أن علاء مبارك كان الأكثر ارتباطا بالمسجد، ووصفه بـ "الشخص الخلوق"، وإن كنت أختلف مع نجلى مبارك سياسيا، لافتا إلى أنه لم يلتق بهما من قبل، "لأننى لست عضوا فى الحزب الوطنى".

واستطرد حميدة بأن الدكتور زكريا عزمى الأكثر التزما فى مشيته داخل السجن، ويجرى ويلعب رياضة بانتظام، لافتا إلى أنه لم ير أى امتياز فى تعامل نجلى الرئيس السابق من إدارة السجن، كما كان يتردد فى الإعلام، مضيفا: كنت أقول لعلاء مبارك يا "أستاذ" وهو يرد على بـ "يا شيخ رجب"، وتحدثت معه فى حوار جانبى عن حقيقة ما يتردد عن حجم ثروتهم فقال لى علاء، وكان خارجا عقب صلاة العصر من المسجد وقال "والله العظيم يا أخ رجب أن 80 أو 90% من الذى يكتب عن ثروتنا فى الصحف كذب وافتراء، وطالبنا من المشير بأن نرد على تلك الأكاذيب لكنه رفض".

وأردف حميدة بأنه حدثت بينه وبين أحمد عز مشادة داخل السجن، بعد أن قال له "أنت يا أحمد عز اللى دمرت البلد" فتركنى وهو مدمر نفسيا، ونظر إلى الأرض ودخل زنزانته، مضيفا: من يرد أن يتعظ فعليه أن يرى ما حدث لرجال النظام السابق داخل طرة، ففيه تتحقق الآية الكريمة "تعز من تشاء وتذل من تشاء".

وأضاف حميدة قلت للدكتور أحمد نظيف "أنت هنا بسبب دعوات الفقراء عليك، إنها لعنت الفقراء عليك" فهناك مصريون فى الحضيض ومش لاقيين شقة، عندما كنا نقول لك عايزين شقة لأبناء الدائرة، لأنهم مش لاقيين، كنت ترد علينا منين، فى حين نرى من يستولى على مئات الأفدنة".

ولفت حميدة إلى أنه كان يقوم بعمل دروس دينية فى رمضان بعد صلاة العصر، وكان غالبيتهم حريصين على الحضور، مشيرا إلى أن أحمد عز وأنس الفقى كانا الأقل حضورا فى المسجد، بينما كان علاء مبارك كان شغوفا ويسأل كثيرا فى الدين.

وكشف حميدة كواليس تخلى مبارك عن السلطة قائلا: لقد اتصل الفقيه القانونى رجائى عطية بالأستاذ جمال عبد العزيز مدير مكتب الرئيس مبارك وقتئذ، وقال له، إن ما تشهده مصر ثورة حقيقية، ويجب أن يسافر مبارك وأولاده خارج البلاد، وقد تأكدت من تلك المعلومات عندما تم حبس جمال عبد العزيز معنا فى طرة، وأكد لى تلك المعلومات.

وتابع حميدة أن مدير مكتب مبارك، قال لرجائى عطية: "سأجعلك تتصل بجمال مبارك شخصيا لتخبره بما يحدث فى التحرير"، وهو ما رفضه رجائى عطية، مشيرا إلى أنه كانت ترسل التقارير من جهات سيادية سواء من الداخلية أو أمن الدولة والمخابرات العامة بأن الأمور سيتم السيطرة عليها فى البلاد.

وكشف جمال عبد العزيز لحميدة على حد قوله، بأن المشير حسين طنطاوى دخل للرئيس مبارك، وقال له إن الوضع أصبح خارج السيطرة، ويجب أن ترحل وتترك حكم البلاد، نافيا ما يتردد عن أن اللواء عمر سليمان هو الذى طالب مبارك بالتنحى، مضيفا أن مدير مكتب الرئيس أخبره بأن مبارك استسلم بهدوء، وكان مرهقا، وقال للمشير "عدوا البيان وجهزوه"، فطلب منهم ألا يذيعوا البيان إلا بعد أن يذهب نجلا مبارك إلى شرم الشيخ.

وقال حميدة، إن علاء مبارك كشف له عن عدم قدرتهم عن السفر للخارج بعدما ذهبوا لشرم الشيخ، وتم منع مبارك وأولاده من السفر للخارج، والجيش هو الذى منعهم من السفر، وأكد حميدة أن الذى كشف له عن كواليس حياتهم فى شرم الشيخ علاء مبارك.

وأوضح حميدة أن المشير حسين طنطاوى، رفض أن يتولى منصب نائب الرئيس أو منصب رئيس الوزراء، وظل فى منصبه، فى حين قبل الفريق شفيق رئاسة الوزراء، وطلب مبارك من عمر سليمان وأحمد شفيق بفتح حوار مع القوى السياسية، وكان المشير طنطاوى وعنان رافضين لتلك الحوارات، لأنهما كانا يرون بأن الناس خرجوا فى الشوارع ليبدوا استياءهم من الأوضاع التى آلت إليها مصر.

وفيما يتعلق بوضع صفوت الشريف فى سجن طرة، قال حميدة: كان "الشريف" يجلس وحيدا، وأوضح له أن كل قيادات الحزب الوطنى يخشون من أحمد عز، موضحا أن الداخلية ساعدت أحمد عز فى تزوير انتخابات 2010، وكان المستهدف من تزوير الانتخابات البرلمانية إقصاء الإخوان المسلمين، بسبب مواقفهم المتعددة التى جعلت الداخلية تتكاتف مع أحمد عز من أجل إقصاء الإخوان.

وقال حميدة، إنه قال لصفوت الشريف، أن الثورة كان ينبغى أن تقوم عام 2000، فقال لى صفوت الشريف: "فعلا يا ابنى، وعقدت مؤتمرا صحفيا، وطالبت مبارك بأن يخرج للشعب، وأن يحل هيئة المكتب للتخلص من أحمد عز وسطوته أثناء المظاهرات التى كانت تندد بالحكم، فتساءل مبارك ليه نحل هيئة مكتب الحزب؟، وذلك لأن المعلومات التى كانت تصل إلى مبارك كانت معلومات مغلوطة، وبعدها تم تغيير هيئة المكتب، وجاءوا بماجد الشربينى بعد تفاقم الأوضاع.

وفيما يتعلق بقتل المتظاهرين فى أحداث الثورة قال حميدة: لقد تحدثت مع اللواء أحمد رمزى قائد الأمن المركزى، وأقسم لى بالله بعد انتهاء الصلاة، أنه لم يكن هناك تسليح رصاص حى لجنود الأمن المركزى، فكان يتم الضرب بخراطيم المياه، وبعدها التعامل بالرش الذى لا يقتل، والقنابل المسيلة للدموع، ولم يستخدم الرش، إلا بعد أن أنهكت القوات فى محاولتهم للسيطرة على الوضع.

وعن فتح السجون أعقاب الثورة قال حميدة: كشف لى اللواء أحمد رمزى أنه دخلت عناصر عبر الأنفاق فى سيناء بالتعاون مع بدو سيناء، وهى مجموعات تتشكل من عناصر كتائب عز الدين القسام، وعناصر من حماس، وتم إخراج عناصر حزب الله من السجون، متسائلا "لماذا تم فتح تلك السجون فقط؟".

وأكد رمزى لحميدة على أنه ليس لدى الأمن المركزى إمكانية التسليح بالرصاص الحى، موضحا أن المشاهد التى رآها الجميع من قتل للمتظاهرين، قال رمزى إنهم من كانوا يحاولون اقتحام وزارة الداخلية كان يتم قتله بالقناصة، التى كانت متمركزة أعلى الوزارة، وهم عناصر من مكافحة الإرهاب، دفاعا عن وزارة الداخلية، ويتم سحب الجثث لميدان التحرير، ويُقال للرأى العام أن الذين قتلوا هم متظاهرين سلميين بميدان التحرير أثناء التظاهرات.

ووجه حميدة اتهامات لجمال تاج الدين، فى حزب الحرية والعدالة، الذى زج به فى السجن، واستأجر بلطجية للشهادة الزور ضده، متعجبا من أنه يطالب بتطبيق الشريعة، نافيا فى الوقت ذاته علمه إذا كان حزبه هو الذى حرضه على ذلك أم لا؟، وتساءل حميدة باكيا "بكيت لأننى مظلوم، أنا اعتلى المنابر، وأقول قال الله، وقال الرسول، وأشارك فى قتل الناس؟".

وبكى حميدة قائلا: "كيف تظلم وقد ظلمت من قبل؟، وكيف تدفع بناس للشهادة زور ضدى، متسائلا باستنكار، "هل أنا الذى أقف على المنابر وأنصح الناس؟ وأقول: "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً"، مؤكدا أن الثوار فى ميدان التحرير يوم موقعة الجمل قتلوا على يد منظمات مدربة ومحترفة، قائلا من البلطجى الذى يستطيع قنص الثوار عن بعد باستخدام أسلحة متطورة، وهذا ما لم يحقق فيه وزير العدل السابق المستشار محمد عبد العزيز الجندى.

وأضاف أن الإخوان المسلمين هم من أدخلوه السجن بسبب ظنهم أنه تحالف مع مرشح الحزب الوطنى ضد الإخوان فى 2010، لافتا إلى أن والده كان من رجال جماعة الإخوان المسلمين، وأنا لم انضم لهم لأننى لم أقتنع بفكر الجماعة، ودخلت السجن وعمرى 21 عاما لمواقفى السياسية.

وفيما يتعلق بمكتسبات الثورة قال حميدة "حتى الآن لم ينل المصريون من ثورة 25 يناير شيئا، وأرى مصر تعود إلى الوراء، وحالة العبوس مازالت موجودة على وجوه المصريين، لافتا إلى أنه عندما سأله رموز النظام السابق فى السجن، هل ستمارس العمل السياسى؟، فقلت لهم نعم "مفيش على رأسى بطحة" ولا أخشى شيئا، طالما أن يدى نظيفة ولم أستولى على أراضى كما فعل غيرى.

وانتقد حميدة المستشار محمود السبروت، لأنه لم يحقق فى من قتل الثوار بشكل سليم، وكان ينبغى أن يستدعى الأطباء ليسألهم عن حالات الوفاة، وقدمت مذكرة كاملة للقاضى تحت اسم قصور فى التحقيق، والمستشار محمود السبروت ظلمنى وأدعو الله أن يسامحه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة