دراسة عن نهضة الأثيوبى: مشروع سياسى وأضراره أكثر من فوائده

الإثنين، 15 أكتوبر 2012 04:38 م
دراسة عن نهضة الأثيوبى: مشروع سياسى وأضراره أكثر من فوائده نهر النيل
كتبت أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استعرض الدكتور عباس شراقى الخبير بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية دراسة عن المشروعات المائية فى أثيوبيا وآثارها على مستقبل مياه النيل فى "مؤتمر آفاق التعاون والتكامل بين دول حوض النيل.. الفرص والتحديات"، الذى عقد مؤخرا بالقاهرة، أكد فيها أن إقامة سد النهضة ليست فى صالح أثيوبيا، لافتا إلى أنه مشروع سياسى بالأساس.

كما أشار شراقى إلى احتمالية زيادة التعرية وانجراف التربة فى حالة إقامة السد.

وحول النواحى الفنية لسد النهضة أشار شراقى إلى أنه وفقا المعلومات العلمية المتاحة من خلال الدراسة الأمريكية التى أوضحت أن ارتفاع السد نحو 84.5م، وسعة تخزينية 11.1 مليارم3، عند مستوى 575م للبحيرة.

وقد يزداد ارتفاع السد ليصل إلى 90 مترا بسعة 13.3 مليارم3، ولكن طبقا لتصريحات وزير الرى الأثيوبى، فإن ارتفاع السد سوف يصل إلى 145 مترا بسعة تخزينية 62 مليارم3، ازدادت إلى 67 مليارم3 فى تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبى التى لا توجد أى دراسة علمية منشورة تؤكد تلك التصريحات حتى الآن.

وبالنسبة لبحيرة التخزين الخاصة بالسد، أوضح شراقى أنه من خلال دراسة نماذج خرائط الارتفاعات، يمكن استنتاج أن طول البحيرة سيصل إلى 100كم بمتوسط عرض 10كم أى أنها سوف تغرق نحو نصف مليون فدان من الأراضى القابلة للرى والتى يصل إجماليها إلى مليونى فدان فى حوض النيل الأزرق، كما يحتوى تصميم السد على 15 وحدة كهربائية، قدرة كل منها 350 ميجاوات وعبارة عن 10 توربينات على الجانب الأيسر من قناة التصريف، وخمسة توربينات أخرى على الجانب الأيمن بإجمالى 5225 ميجاوات، مما يجعل سد النهضة فى المرتبة الأولى أفريقيا والعاشرة عالميا فى قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء.

وحول فوائد سد النهضة أشار الدكتور شراقى فى دراسته إلى أن الفائدة الكبرى لأثيوبيا من السد هو إنتاج الطاقة الكهرومائية (5250 ميجاوات) التى تعادل ما يقرب من ثلاثة أضعاف الطاقة المستخدمة حاليا والتحكم فى الفيضانات التى تصيب السودان، خاصة عند سد الروصيرص مع توفير مياه قد يستخدم جزء منها فى أغراض الزراعة المروية علاوة على حجز طمى النيل الأزرق الذى يقدر بنحو 420 مليارم3 سنويا، مما يطيل عمر السدود السودانية والسد العالى وتخفيف حمل وزن المياه المخزنة عند بحيرة السد العالى والتى تسبب بعض الزلازل الضعيفة.

أما بالنسبة للأضرار الناجمة عن إنشاء السد، كما يشير الدكتور شراقى فهى تتمثل فى التكلفة العالية التى تقدر بـ4.8 مليار دولار، والتى من المتوقع أن تصل إلى 8 مليارات دولار وإغراق نحو نصف مليون فدان من الأراضى الزراعية القابلة للرى والنادرة فى حوض النيل الأزرق فى بحيرة السد وعدم وجود مناطق أخرى قريبة قابلة للرى مع إغراق بعض مناطق التعدين مثل الذهب والبلاتين والحديد والنحاس وبعض مناطق المحاجر وتهجير نحو 30 ألف مواطن من منطقة البحيرة.

كما أكدت الدراسة قصر عمر السد المتوقع الذى يتراوح بين 25 و50 عاما، نتيجة الإطماء الشديد (420 ألف متر مكعب سنويا)، وما يتبعه من مشاكل كبيرة لتوربينات توليد الكهرباء، وتناقص فى كفاءة السد تدريجيا مع زيادة فرص تعرض السد للانهيار، نتيجة العوامل الجيولوجية، وسرعة اندفاع مياه النيل الأزرق، والتى تصل فى بعض فترات العام (شهر سبتمبر) إلى ما يزيد على نصف مليار متر مكعب يوميا، ومن ارتفاع يزيد على 2000م نحو مستوى 600م عند السد.

وأضافت الدراسة أن الضرر الأكبر منه سوف يلحق بالقرى والمدن السودانية، خاصة الخرطوم، التى قد تجرفها المياه بطريقة تشبه السونامى اليابانى "2011" مع زيادة فرصة حدوث زلازل بالمنطقة التى يتكون فيها الخزان، نظرا لوزن المياه التى لم تكن موجودة فى المنطقة من قبل فى بيئة صخرية متشققة من قبل.
أكد شراقى أن مصر والسودان سوف تفقدان كمية المياه التى تعادل سعة التخزين الميت لسد النهضة والتى تتراوح بين 5 و25 مليارم3 حسب حجم الخران، ولمرة واحدة فقط وفى السنة الأولى لافتتاح السد، نظرا لأن متوسط إيراد النيل الأزرق نحو 50 مليارم3 سنويا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة