وسائل الإعلام ومؤسسات الإيواء تمتص غضب اللقطاء تجاه المجتمع

السبت، 13 أكتوبر 2012 03:59 م
وسائل الإعلام ومؤسسات الإيواء تمتص غضب اللقطاء تجاه المجتمع صورة أرشيفية
كتبت سحر الشيمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الأطفال مجهولى النسب هم صغار يحملون ذنبا لم يقترفوه، وعليهم أن يعيشوا طوال حياتهم متحملين تلك الوصمة وعلى غير إرادتهم، وذلك لأن كثيرا من الناس تنظر إلى اللقيط على أنه طفل من نتاج علاقة غير شرعية، ويتعاملون معه بغلظة ولا يتقبلون أن يكون معهم شريكا فى الجماعات التى ينتمون إليها، سواء جماعات الأصدقاء فى المدرسة أو جماعات الجيران فى الحى أو الشارع الذى يسكنه اللقيط أو غير ذلك من العلاقات الجماعية، هذا ما توضحه الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، حيث تضيف إلى أن معظم الناس ينظرون إلى هؤلاء الأطفال نظرة دونية مستشرفين لهم مستقبل غير أخلاقى، وإن كان هذا ظلما يسقطه المجتمع على أفراد أبرياء لم يذنبوا أو يسيئوا لأحد، فهذا يدل على أن هؤلاء الأطفال ولدوا ليكونوا رهنا لظلم الآخرين منذ الميلاد، وتركهم بلا سند فى الشوارع وعلى الأرصفة ثم ظلم المجتمع لهم بمجرد معرفتهم بالحقيقة، وإن كان الصغار يردون على هذا الظلم بالتوجه نحو المجتمع بعنف كبير، وعدم الرغبة فى بنائه وإتباع سلوكيات غير قويمة.

وتشير الدكتورة عزة كريم إلى أن مؤسسات الإيواء التى تقوم برعاية هؤلاء الأطفال لا تمتلك الأسلوب العلمى السليم لتغيير سلوكهم، بل إن معاملة المشرفين بهذه الدور تزيد من عنف الصغار نحو الآخرين، وتؤكد عدم رغبة المجتمع فى تقبلهم، لذا فإنه من الأهمية بمكان احتواء هؤلاء الأطفال وضمهم إلى صفوف المجتمع السوى الذى يرجى منه نفعا لكل من حوله، كما أنه من الضرورة تغيير تلك النظرة التى ينظر بها إلى هؤلاء الصغار ولا يشار إليهم بأصابع الاتهام.

ومن هنا فلابد من الاهتمام باتباع منظومة تهدف رعاية اللقطاء، ويكون ذلك من خلال إلقاء الضوء فى وسائل الإعلام على تلك المشكلة ومعالجتها من خلال طرحها فى البرامج الاجتماعية، وأيضا من خلال المواد الدرامية التى تعد أكثر قربا لعقل وقلب المشاهد، كما ينبغى تغيير نمط الأساليب المتبعة فى دور الرعاية بحيث تكون أكثر حنانا على هؤلاء الأطفال، ويتم تنظيم دورات مختلفة لتعليم المشرفين والأخصائيين على حسن التعامل مع الصغار، وكيفية معالجتهم للمواقف المختلفة، كما يجب أن يهتم أفراد المجتمع كل على قدر استطاعته، بالتردد على هذه الدور والتعامل مع اللقطاء عن قرب واستضافتهم لهم فى منازلهم، فى إطار التأكيد على أن الجميع يقبل بوجودهم فى المجتمع ومشاركتهم فى تنميته، كما لا يجب التمييز بين اللقيط فى المدرسة وبين الطفل اليتيم فلابد أن يعاملوا على قدم المساواة ويكفى أن مجهولى النسب يعيشون بذنب لم يسعوا إلى اقترافه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة