مع اقتراب يوم 25 يناير وهو العيد الأول للثورة المباركة، تبدو الحاجة ملحة لتنظيم احتفال يليق بهذه المناسبة التى تعد أعز مناسبة للمصريين فى العصر الحديث، وإذا كان البعض يخشى من تحول هذا اليوم إلى يوم دموى بعد انتشار العديد من الدعوات على صفحات الفيس بوك وتويتر وحتى فى الشوارع إلى تنظيم احتجاجات عنيفة ومحاصرة أو تدمير بعض المنشآت العامة تحت حجج مختلفة، فإن المواجهة العملية الصحيحة لهذه المخاوف والاحتمالات هى بالنزول الكثيف إلى ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر للاحتفال بالثورة بكل أشكال الاحتفال التقليدية والمبتكرة.
وحتى يخرج الاحتفال بالشكل الملائم لابد من تشكيل لجنة عليا لتنظيم الاحتفال تضم ممثلين عن الجهات ذات الصلة بالاحتفال سواء كانت جهات رسمية أو شعبية أو حزبية أو فنية أو دينية أو شبابية إلخ، حتى يتم إعداد فقرات متنوعة للحفل بدءًا من صباح يوم 25 يناير وحتى منتصف الليل.
من المهم أن تضم هذه اللجنة فى عضويتها شخصيات شاركت بقوة فى الثورة ونالت ثقة الشعب لاحقا فى انتخابات مجلس الشعب أمثال الدكتور محمد البلتاجى والدكتور عمرو حمزاوى والدكتور مصطفى النجار وزياد العليمى، إضافة إلى باقى ممثلى الجهات الأخرى.
أتصور أن من المهم فى هذه المناسبة أن يحمل خطاب المشير طنطاوى فى افتتاح مجلس الشعب والذى سيسبق الاحتفال بيومين قراراً جديدًا بتقديم موعد الانتخابات الرئاسية إلى شهر إبريل، وإحالة الضباط المعتدين على المتظاهرين والمعتصمين فى التحرير إلى محاكمات عاجلة، مع صرف مستحقات أسر الشهداء بشكل عاجل، إضافة إلى بعض القرارات التى تدخل السعادة على عموم الشعب مثل تعيين عمالة مؤقتة أو توفير بعض السلع الأساسية بأسعار معقولة، والأهم من كل ذلك هو تكثيف الحملات الأمنية فى الشوارع والطرق السريعة لضبط الأمن ووقف أعمال البلطجة والسرقات التى يتعرض لها المواطنون الأبرياء، فقد تحقق جزء كبير من الأمن خلال الأيام الماضية ولكن الشعب ينتظر المزيد.
أتصور أيضا أن يتم إقرار حق المجلس العسكرى فى زيادة عدد المعينين فى مجلس الشعب إلى 30 عضوًا بدلا من عشرة أعضاء، على أن تعطى النسبة الأكبر من هذا العدد لشباب الثورة الذين لم يشاركوا فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة حتى يكون هناك تمثيل مناسب لهؤلاء الثور فى برلمان الثورة، كما أتصور أن من المهم أن يحضر كل نواب مجلس الشعب إلى ميدان التحرير لأداء القسم أمام الشعب مباشرة فى لفتة رمزية على تكامل العمل الثورى فى الميدان مع العمل السياسى فى البرلمان.
أرجو ألا يعتبر أحد دعوتى لترتيب الاحتفال بأنه قفز على دماء الشهداء، وإلهاء عن باقى مطالب الثورة التى لم تتحقق بعد، أو انحياز للمجلس العسكرى، فلا شىء من كل ذلك دار بخلدى، بل إننى أعتبر الاحتفال نوعاً من استكمال الثورة، وتأكيد على بقية مطالبها، وهو وفاء لدماء الشهداء التى فتحت أبواب الحرية وأوصلتنا إلى هذا اليوم، كما أن الاحتفال سيتضمن أشكالا مختلفة للتعبير عن السعادة بما تحقق حتى الآن وأهمه الإطاحة بالديكتاتور وعصابته وتقديمهم للمحاكمة، ومطالبة بتحقيق بقية المطالب وأهمها حقوق الشهداء، وسرعة تسليم السلطة لحكم مدنى، ومن المؤكد أننا سنسمع هتافات مدوية بسقوط حكم العسكر جنبًا إلى جنب مع الأغانى الوطنية والألعاب النارية والرقصات الشعبية، إنه يوم تفرح فيه مصر بحريتها بشكل حقيقى لأول مرة فلا تحولوه إلى نكد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
أتفق وأختلف معك