العوا والبرادعى أبرز الغائبين عن قداسة عيد الميلاد.. والبابا يرسل رسالة حب للغائبين.. حنا جريس: العسكرى أراد ترضية الأقباط والإخوان لكسب الشرعية ومرشحو الرئاسة لم يجذبوا الأضواء

الأحد، 08 يناير 2012 07:22 م
العوا والبرادعى أبرز الغائبين عن قداسة عيد الميلاد.. والبابا يرسل رسالة حب للغائبين.. حنا جريس: العسكرى أراد ترضية الأقباط والإخوان لكسب الشرعية ومرشحو الرئاسة لم يجذبوا الأضواء قداس عيد الميلاد
كتب نادر شكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختلف قداس عيد الميلاد هذا العام عن جميع القداسات فى الأعوام السابقة فقد ألقت ثورة 25 يناير بظلالها على صلاة القداس لتغير الوجوه والشخصيات، فبعد أن كان يظهر نجل الرئيس المخلوع وأحمد نظيف والشريف وحكومتهم فى الصفوف الأولى، تغير الوضع، لتظهر وجوه للمرة الأولى داخل الكاتدرائية، مثل كوادر الإخوان المسلمين والأحزاب السياسية ومرشحى الرئاسة، وهذا ما جعل كلمة البابا فى بدايتها ليقول "لأول مرة خلال سنوات كثيرة مضت تزدحم فيه الكاتدرائية، بأكبر عدد من القيادات الإسلامية بكافة اتجاهاتها يهنئون الأقباط بعيدهم".

وللمرة الأولى فى تاريخ الكاتدرائية يضم الحضور كافة التيارات السياسية والدينية والعسكرية، وهو ما ظهر فى كلمة البابا أنه للمرة الأولى يقدم كلمته دون ذكر أسماء الحضور كالمعتاد فى القداسات الماضية، عندما كان يبدأ بشكر أسماء الوزراء والشخصيات التى حضرت القداس، ولكن نظراً للزخم الكبير فى الحضور، اكتفى البابا بتوجيه الشكر بشكل عام للجميع، وإن كان قد اختص بالذكر التيارات الإسلامية التى كانت هى الأبرز فى هذا القداس، لحضورهم صلاة العيد، ممثلين فى الإخوان وحزب الحرية والعدالة، فى الوقت الذى خرجت فيه تيارات إسلامية أخرى ترفض التهانى أو حضور مراسم الصلاة.

وفى الوقت نفسه غاب عن القداس الإلهى والتهنئة، فى اليوم التالى للقداس، شخصيات بارزة، مثل الدكتور محمد البرادعى، المرشح المحتمل للرئاسة، رغم حضوره قداس عيد القيامة فى أبريل الماضى، كما تغيب عن الحضور سليم العوا، مرشح الرئاسة، وتغيبت التيارات السلفية والسيد البدوى من حزب الوفد ورفعت السعيد عن حزب التجمع.

دلالات ورسائل قدمها قداس عيد الميلاد، كان أبرزها الاحتجاج الذى حدث أثناء قداس العيد من الشباب القبطى ضد حضور المجلس العسكرى أثناء ترحيب البابا بهم، وهى رسالة كما وصفها الدكتور حنا جريس، الناشط السياسى، بأن الكنيسة لم تعد لها السلطة المطلقة على الأقباط، وهو موقف يؤكد أن الكنيسة عليها إعادة ترتيب علاقاتها بأبنائها من جانب، والدولة من جانب آخر، وتأكيد لانفصال الأقباط سياسياً عن الكنيسة التى عجزت عن رد حقوق الأقباط، نتيجة علاقاتها مع الدولة التى رفضها الكثير، لأنها تهدر حقوقهم.

وأضاف أن القداس قدم رسالة أخرى، وهى أن الكنيسة حريصة للتعامل مع السلطة أياً كان نوعها، وهى ملتزمة بالسلطة الحاكمة، وهى أدركت أن الإسلاميين أصبحوا طرفاً فى الحكم، وليسوا تياراً معارضاً، وإن كان هذا الأمر سيكون بشكل مرحلى أن تخرج المؤسسة الكنسية عن المشهد السياسى.

و أشار إلى أن حضور قيادات المجلس العسكرى بهذا العدد، هو شكل من أشكال الترضية للأقباط عن أحداث ماسبيرو، ومحاولة لإظهار شكل الجيش بأنه الممثل للمواطنة، وأنه أول من طبق المواطنة فى القرن 19، عندما ألغيت الجزية، وسمح بدخول الأقباط للجيش للدفاع عن الوطن، أما وجود الإخوان فهم يريدون إرسال رسالة طمأنينة للأقباط باحترام شعائرهم، رداً على دعاوى المتشددين بأنه لا يجوز تهنئة الأقباط، وهم تعاملوا فى هذا التوقيت على أنهم رجال دولة، وظهر جلوسهم فى مقدمة المقاعد فى حين جلس مرشحو الرئاسة ومحافظ القاهرة فى أطراف الصفوف الأولى، وظهر عدم بروز مرشحى الرئاسة لأن حضور العسكريين والإخوان كان هو الحدث الأبرز، لذا لم يكن لمرشحى الرئاسة الأولوية فى جذب الأضواء عدا الفريق أحمد شفيق الذى جلس قريباً من الفريق سامى عنان بحكم رتبته العسكرية.

أما رمسيس النجار، محامى الكنيسة، يرى أن كلمة البابا حملت معانى ودلالات بإرسال الحب والخير والرجاء، وقدم أمثاله فى عظته حول التسامح مثل المرأة الخاطئة التى كان اليهود يريدون رجمها طبقاً لشريعة موسى، ورفع عنها المسيح بأنه من إنسان بلا خطية، وهو رد بكلمته على كل من رفض التهنئة، وحرض ضد الأقباط ليرسل لهم كلمة حب، ووضح ذلك فى بداية ترحيبه بالتيارات الإسلامية حتى لو كان هناك اختلاف فى الرؤى والعقيدة، وقدم كلمة رجاء أيضا للأقباط أن المحبة هى الأساس للحياة، ولا يجب الانفصال عنها.

وحول الحضور قال النجار: إن القداس كان يغلب عليه الطابع السياسى لأنه ضم جميع التيارات والألوان السياسية التى أرادت أن ترسل برسائل عبر هذا القداس، فهناك من أراد الحصول على أصوات الأقباط فى الانتخابات، وآخر يريد أن يكسب الشرعية، وهذا يدل على أن الدين مازال يلعب الدور الأكبر فى مصر، سواء المسيحى أو الإسلامى.

وحول احتجاج الأقباط فى القداس، أكد أن الكنيسة لا تملك سوى تقديم الحب والسلام؛ لأنها تعمل طبقاً لوصاية الإنجيل، ولكن هذا لا يعنى أن حضور العسكرى للقداس يعنى عدم مطالبة الأقباط بحقوقهم، فهناك فصل بين الكنيسة الروحية والأقباط سياسياً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة