لم يكن أحد يتوقع أن أطفال جيل ثورة 25 يناير، والذين شاركوا فى الثورة بميدان التحرير بصحبة آبائهم وأمهاتهم، وزاد وعيهم السياسى من خلال ما سمعوه من أحاديث عن الثورة، لا يعرفون ما هى الانتخابات؟!، وذلك بالرغم من أننا كنا نسمع أصواتهم تمتزج بأصوات الثوار فى التحرير، وهم محمولون على أكتاف آبائهم ويرددون "الشعب يريد تغيير النظام".
نماذج عديدة ومتنوعة من أطفال جيل الثورة، بعضهم لم يشارك فى الثورة وبعضهم سمع عنها عبر التليفزيون وآخرون شاركوا فيها بصحبة آبائهم، وغيرهم من أطفال الشوارع الذين انضموا للميدان ليشاركوا فى الثورة انتقامًا من ظلم المجتمع.
"يعنى أيه انتخابات؟!".. هذا ما قالته مريم الشرقاوى، 6 سنوات، بكل عفوية حينما سألتها "تعرفى الانتخابات؟"، وقالت "أنا معرفش معنى الانتخابات.. بس سمعت ماما وبابا بيقولوا لازم نروح ننتخب، وماما قالتلى إنى مش هينفع أروح عشان أنا لسه صغيرة".
من جانبه، قال محمود أيمن، 11 سنة، "أنا سمعت من بابا إن إحنا لازم نروح الانتخابات عشان فيه غرامة 500 جنيه، لكن أنا بسمع أن فيه حد كويس كل الناس بتنتخبه ومامتى وبابايا رشحوه".
وبغض النظر عن معرفة الأطفال بمعنى "الانتخابات"، على حد قولهم، إلا أن لهم مطالب من المرشحين للرئاسة، حيث كشف استطلاع للرأى أجرته شركة "إدراك" على الأطفال بعد ثورة 25 يناير، تحت عنوان "إزاى نخلى بلدنا أحسن"، وشارك فيه 1105 أطفال، أن 61% من الأطفال اختاروا أن يكون من أهم مواصفات الرئيس القادم هو اهتمامه بمشاكل الناس، بينما 18% قالوا أن يكون ذكيًا وبارعًا، وفضل الكثيرون منهم أن يكون الرئيس الجديد "حبوب".
وعن أهم أولويات الرئيس القادم قال 50% منهم: مساعدة الفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية، وجاء الاهتمام بالتعليم فى المرتبة الثانية بنسبة 35%، بينما صوت 14% لتطوير العلاقات السياسية والخارجية، ورداً على سؤال "عايز مين يكون الرئيس القادم؟" قال بعضهم، "هذا سرى جدًا"، "عايز الرئيس يكون سيدة"، "أنا لا أعرف حتى الآن برامجهم كى أختار أحدهم".
إياد حسام، 7 سنوات، قال لـ"اليوم السابع": "أنا لم أشارك فى الثورة بس سمعت عنها فى التليفزيون"، مضيفاً "الثورة هتكون كويسة لو كان فيه لعب أكتر للأطفال وجناين وملاعب أكتر".
وعن مواصفات الرئيس القادم من وجهة نظره قال "عاوزين رئيس يهتم بالأطفال، ويعملنا خطبة كل يوم جمعة، ويكون لينا وزارة إشمعنى الكبار؟!"
أما عبد الله عبد العظيم، 11 سنة، فكان أحد المشاركين فى الثورة، ولكن بأسلوب مختلف، حيث لم يذهب إلى الميدان إلا أنه كان يتابع الأحداث من "بلكونة" منزله بشارع محمد محمود أمام الجامعة الأمريكية، وقال: "كنت بشارك فى الثورة من البلكونة وكنت بساعد الثوار وأقولهم إن آخر الشارع اللى أنا ساكن فيه مسدود عشان ميجروش فيه ويتحبسوا وتقتلهم الشرطة".
نموذج أطفال الشوارع أيضاً كان لهم دور بارز فى الثورة، ولكنهم أيضًا "ميعرفوش الانتخابات"، حيث قال صهيب، 8 سنوات، أنا هفضل فى الميدان بعد ما تركت منزلنا فى الإمام الشافعى، لأنى أشعر أن روح صاحبى محمد، اللى قتله القناصة لسه حواليا فى المكان، ومش هسيب حقه لازم أنتقم من اللى قتلوه"، مشيراً إلى أنه "ميعرفش الانتخابات بس بيسمع الكلمة دى بتتردد فى الميدان".
صورة أرشيفية