أحزاب جديدة وتوجهات متنوعة غلبت علي المشهد السياسي حول "الصندوق" الانتخابي لبرلمان الثورة الذي شهد إقبالاً غير مسبوقاً، بعد أن تحولت الانتخابات من نتيجة معرفة سلفاً فيما سبق، إلي واجب وطني حرصت علي تلبيته طوائف الشعب المختلفة كلاً وفقاً لرؤيته للأحداث، دون سيطرة رأى علي أخر حتى داخل الأسرة الواحدة.
اليوم السابع رصدت حكاية أسرتين في دائرتين مختلفتين حول الصندوق،و تعكس الحكاية التوجهات المختلفة والحرية في الاختيار دون سيطرة رأى على أخر.
المشهد الأول أمام إحدى اللجان بدائرة مصر القديمة بالمرحلة الأولي التي انتشرت حولها أسرة مكونة من 4 أفراد شهدت تنوعاً في الاختيارات بالرغم من السقف الذي يجمع بينهم جميعاً إلا أن أرائهم الحرة لم يسيطر عليها سوى حكمهم الخاص علي المرشحين.
الأم "عائدة محمد" 55 عاماً وقفت في طابور طويل أمام اللجنة تنتظر دورها، وبعد خروجها من اللجنة قالت لليوم السابع: "انتخبت قائمة "الثورة مستمرة" فهي القائمة التي تضم العدد الأكبر من الشباب وهم الجنود الحقيقيين في معركة الحرية ولهم الدور الأول في قيام الثورة ومن حقهم التواجد بشكل قوى في البرلمان الذين دفعوا ثمنه دماءهم"
لم يختلف رأى "محمد زكريا" كثيراً عن رأي والدته، حيث صوت لصالح شباب الثورة بقائمة الثورة مستمرة، ولكنه اختار من مرشحين الفردي من يمثلون تحالف "الكتلة المصرية"، أرجع محمد هذا الاختلاف لضرورة التنوع في البرلمان، لدعم مجموعة مختلفة من الأفكار داخل المعركة الانتخابية القادمة.
أما "هبه زكريا" 26 عاماً فكان لها رأى أخر، بعد أن اختارت عن اقتناع ممثل حزب الحرية والعدالة، نظراً لكونهم "الأكثر تنظيماً" علي حد قولها.
"أنا مقتنعة بالنقاط التي ركز عليها الأخوان المسلمين في برنامجهم الانتخابي، وخاصة فيما يخص المرأة التي التفتوا لها في البرنامج علي عكس غيرهم من الأحزاب" هكذا عبرت "هبه" عن رأيها الذي أنعكس علي البطاقة الانتخابية، وقالت "هبه"أنا مع دعم الشباب في البرلمان لكن المرحلة القادمة تحتاج لمن هم علي دراية بمجريات الأمور ويمتلكون "الحنكة" السياسية".
لم يختلف المشهد كثيراً أمام مدرسة "يوسف السباعي" أحدى لجان دائرة "العجوزة "بالمرحلة الثانية، المنطقة شهدت مجموعة كبيرة من طوابير الناخبين التي وقفت أمام المدارس المتناثرة علي مسافات متقاربة من بعضها، وداخل الطوابير وقف أفراد أسرة "محمد رحيم" 22 عاماً الذي أعطى صوته لقائمة الثورة مستمرة.
"الشباب هما اللي في أيديهم يعملوا حاجة للبلد" هكذا عبر محمد عن رؤيته للمشهد السياسي، مقتنعاً بدور الشباب في قيام الثورة وأحقيتهم في الحصول علي العدد الأكبر من المقاعد، وقال : الأخوان والسلفيين بيستخدموا الدين لتحقيق مصالحهم الشخصية، كما أننا لسنا بحاجة إلي "الدقون" لإدارة الحياة السياسية في مصر.
علي العكس تماماً جاء اختيار "الأم" التي رأت أن الحرية والعدالة هم الحزب الأكثر تنظيماً وهم من في أيديهم إنقاذ الموقف، لذلك أعطت صوتها لحزب الحرية معللة ذلك بأنهم "يعرفوا ربنا".
بعيداً عن هذا الشارع تماماً أعطى "كريم رحيم" الأخ الأكبر صوته لقائمة "الثورة مستمرة" في السفارة المصرية بالسعودية التي يعمل بها من عدة أشهر بعد رحلة طويلة من البحث عن عمل داخل مصر.
"كريم" الذي شارك بالثورة منذ لحظة اندلاعها حرص علي الإدلاء بصوته في انتخابات الثورة التي أنتظرها طويلاً، لاقتناعه أن الانتخابات النزيهة هي الخطوة الأولي للأمام في عهد الحرية الجديدة وبالطبع "شباب الثورة هم الأحق بها"، علي عكس والده الذي أمتنع عن التصويت تماماً بعد أن رأى أن كل ما يحدث هو "مسرحية للنزاع علي السلطة" علي حد تعبيره، ومن هنا فضل الامتناع عن التصويت لعدم أحقية أياً من المرشحين بإدارة البلاد وقال " أنا لن أشارك وهدفع ال500 جنيه".
حكايات انتخابية مصرية.. عندما يجتمع الأمل في بكره والخوف منه "في طابور واحد"
الجمعة، 06 يناير 2012 02:35 م
طابور طويل أمام إحدي اللجان الانتخابية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة