قالت صحيفة الباييس الأسبانية إن بعد مرور عام على الثورة المصرية فازت جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يشاركون فى بداية ثورة 25 يناير التى أطاحت بالديكتاتور حسنى مبارك بالانتخابات التشريعية وحصلوا على نصف المقاعد، وربع آخر لحزب النور السلفى الأكثر تطرفا، وعلى الرغم من هيمنتها فعليها أن تسعى إلى توافق مع القوى العلمانية لتحقيق الديمقراطية المطلوب تحقيقها لإنجاح الثورة المصرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن على مصر النظر إلى نموذج تركيا، حيث إنها بلد إسلامى ولكن تتطلع إلى أوروبا لتحقيق الديمقراطية، وعلى الرغم من أن النتائج حتى الآن إيجابية إلى حد ما، وذلك بأن المجلس العسكرى للقوات المسلحة تعهدوا بالتخلى عن السلطة عند إقرار دستور جديد ورئيس جديد فى أواخر يونيو، فإنه لم يكن من السهل التخلى عن قوتهم العسكرية والموافقة على أن يكون دولة داخل دولة، ولكن فى تركيا فإن الحكومة الإسلامية يعتبر بالنسبة لكثيرين مثالا للنجاح ونموذجا للديمقراطية فى إطار إسلامى ومصر تفتقد إلى هذا، سوف تحتاج إلى إنشاء نموذج الخاص بها، والتى ليست بالضرورة إلى الليبرالية الأوروبية.
وقالت الصحيفة إن الإسلاميين الذين فازوا فى الانتخابات فى تونس والمغرب طوروا من أنفسهم فى التحديث السياسى والاقتصادى، وذلك ضرورى للدفاع عن القيم الاجتماعية المحافظة، وحتى هذه اللحظة لم تكن لهم أى جهات معادية للغرب ولم يظهر أى معادية لإسرائيل فى مصر، ولكن الطريق لا يمكن أن يخلو من المشاكل وأولها كانت بين الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأمن لاضطهاد المنظمات غير الحكومية التى تعزز من الديمقراطية.
وستواجه الديمقراطية فى مصر مشكلة كبيرة والتى تكمن فى الحالة الاقتصادية التى تعتبر سيئة منذ سنوات، حيث إن مصر فى حاجة إلى مساعدة، والتى من الممكن أن تتلقاها من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حتى لا تفشل التجربة الديمقراطية فى البلدان العربية.
الباييس: على الإسلاميين الفائزين بالانتخابات المصرية السعى للتوافق مع القوى العلمانية
الأحد، 29 يناير 2012 01:40 م