باعة "التحرير".. مركز توثيق متنقل لأحداث الثورة

الأربعاء، 25 يناير 2012 12:24 م
باعة "التحرير".. مركز توثيق متنقل لأحداث الثورة الباعة الجائلون ضيف دائم على الميدان
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقارير صحفية وتحليلات خرجت من ميدان التحرير لمدة عام عن سبب تواجد وانتشار الباعة الجائلين، لكنها لم تكن على لسان أصحابها.

وحول المشاكل المختلفة التى أثارها هؤلاء الباعة طوال عام الثورة ومن أين ظهر كل هذا الكم من الباعة وماذا كانوا يفعلون قبل الثورة؟ وكيف يروا المشاكل والتجاوزات التى تحدث فى الميدان من وجهة نظرهم؟ وماذا سيفعلون عقب انتهاء المظاهرة؟ قرر "اليوم السابع" أن يذهب للميدان عشية يوم مرور عام على الثورة للحصول على الإجابة منهم مباشرة.

ناصر عبد الحميد الذى يقف بموتوسيكل مع مجموعة من الملصقات تسخر من مبارك ونظامه ليبيعها منذ بداية الثورة وحتى الآن قال "أنا فى الأساس عامل توزيع بمؤسسة أخبار اليوم، وعانيت كثيرا فى عهد مبارك بعد أن تم اعتقالى بالخطأ من أمن الدولة ليولد بداخلى مرارة أخرجتها فى هذه الرسومات وبدأت النزول إلى التحرير عقب انتهاء عملى يوميا لأقوم ببيعها كنوع من توصيل القضية وكسب الرزق".

وعن أسباب المشاكل فى ميدان التحرير وخصوصا مع الباعة قال "الميدان أصبح الآن خاليا من الشرطة تماما، وهو ما شكل مجالا خصبا للبلطجية الذين يقومون بطلب "فردة" مننا لذلك حينما نقوم بالرفض تحدث مشاكل ضخمة ويرانا الناس على أننا بلطجية على الرغم من أننا ندافع عن أنفسنا" وبالنسبة لما سيقوم به ناصر عقب انتهاء المظاهرات قال "سأعود إلى عملى الطبيعى كما كان".

وليد سيد وأحمد يحيى اللذان يقفان بموتوسيكل يحمل عربة كشرى قالا "هذا عملنا الأساسى وعقب اندلاع المظاهرات أكد لنا زملاؤنا أن الميدان مكان جيد للبيع" وربنا كرمنا جدا لما جينا"، لكن نحن نعرف أن وجودنا هنا ليس دائم وسنعود لمكاننا السابق بمجرد انتهاء الاحتجاجات" الشابان كانت لهما وجه نظر فى أسباب المشاكل وقالوا "أطفال الشوارع الذين لا نعرف تفسير لوجودهم فى الميدان أحد أهم الأسباب التى أدت إلى المشاكل، كما أن شباب الثورة والمصابين المعتصمين يتعاطفون مع هؤلاء الأطفال ويمدونهم بالطعام، إضافة إلى البلطجية المنتشرين بالميدان بمجرد أن ينخفض عدد المتظاهرين ويطالبونا بدفع أموال فنحن نتعرض لخطر الموت يوميا مقابل دفع جنيهين أو أن يحصلوا على علبة كشرى دون دفع مقابلها، وهو ما نشعر أنه إهانة لكرامتنا".

أمل الشابان رغم تأكيدهما أنهما سيرحلان عقب انتهاء المظاهرات كان أن توفر لهم الحكومة مع زملائهم من البائعين شارعا محددا يقفون فيه لعرض بضائعهم ويكون بشكل منظم وتواجد للشرطة.

"أ.ع" الذى كان يعمل فى مبنى التليفزيون بأحد الأعمال الإدارية قبل أن يتركه بسبب عدم تجديد العقد المؤقت له، ويأتى للميدان ويقوم ببيع الشاى، أكد أنه سيترك التحرير بمجرد انتهاء المظاهرات، مضيفا: "هذا بالنسبة لى عمل جانبى أحاول من خلاله تدبير مصاريفى الشخصية بدلا من اللجوء لأى شخص وأنا أبحث عن عمل بالفعل".

وعن رؤيته للمشاكل قال: "بنات الشوارع والمخدرات والمنشطات بين بعض الباعة وأطفال الشوارع إضافة إلى التعامل بعصبية وعنف غير مبرر بين البائعين والمتظاهرين هم عناوين لأهم المشاكل التى تحدث فى الميدان.

وعلى منضدة المشروبات المجاورة له يقف الشاب محمد محيى عبد الحكيم، والرجل الأربعينى خالد حسين الذى قال "كنت أعمل ميكانيكى بحرى وأسافر لأفضل الأماكن قبل أن تلحق بى إصابة توقفنى عن العمل، وجئت هنا أبحث عن أى مصدر دخل وأملى أن توفر لى الحكومة القادمة شقة لأتزوج ومكانا أقف فيه بعربة الشاى التى أستخدمها".

وتابع الشاب الذى شاركه نفس المكان "جئت للتحرير فى الأصل متظاهرا مع 13 شابا من البحيرة يوم 25 وعدنا إليها 3 بعد أن رأيت 6 من أصحابى يقتلون أمام عينى والباقون لا أعرف مصيرهم حتى الآن" ويشرح محمد "بعد أن جلست فى بلدى فترة قررت العودة لآتى بحق إخوتى الذين قتلوا وعملت فى بيع الشاى لأوفر مصاريفى أثناء الاعتصام".

الحديث مع البائعين كان محاولة لكسر العزلة التى وضعوا فيها بسبب وضعهم غير القانونى، ولكنهم أكدوا أن وجودهم غير القانونى لا يبغون منه سوى توفير لقمة عيش حلال، وتمنوا أن تجد لهم حكومة الثورة -التى عاشوها يوما بيوم- مصدر رزق يكفى فقط ليعيشوا يومهم ليس أكثر، وأكدوا أن أشكالهم ستتحسن ولن يصبحوا مخيفين للمتظاهرين أو غيرهم إذا توفرت معهم بعض الأموال التى تتوفر لأقرانهم "الناس النضيفة" وفقا لتعبيرهم.














مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة