شبهت الكاتبة والروائية أهداف سويف الثورة المصرية بالنيل فى فيضانها، ولا يمكن إرجاعها للوراء بالحواجز والزى الرسمى "لرجال الشرطة أو الجيش". وتحدثت الكاتبة فى تقريرها بصحيفة "الجارديان" البريطانية عن يوم الاثنين الماضى الذى شهد انعقاد أول جلسة لبرلمان ما بعد الثورة، والمسيرات التى انطلقت من عدة فئات باتجاه مجلس الشعب، والتى كان أبرزها مسيرة الفنانين والمثقفين التى كانت واحدة من بينهم.
وقالت سويف إن أيا من المسيرات لم تستطع الدخول بحجرة أو حتى بوردة إلى البرلمان بسبب التأمين الكثيف له من جانب قوات الجيش والشرطة. واعتبرت الكاتبة أن هذا التأمين الشديد يعنى مدى علم السلطات بالضغوط التى يتعرض لها هذا البرلمان، لكن مرة أخرى ارتُكبت أخطاء بسبب طبيعة الضغوط. فالثورة المصرية مثل النيل فى فيضانها، ووصلت إلى كل مكان، ولا يوجد شخص أو شىء أو مكان لم يتأثر بالثورة. وبينما كان مجلس الشعب ينعقد، والمجلس العسكرى يخطط، استمرت الثورة على الطرق والمسارات التى صنعتها بل وقطعت مسارات جديدة.
فقد اكتسبت الحملة ضد المجلس العسكرى زخماً هائلاً على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، وتمثل ذلك فى حملة "كاذبون" التى قامت بعرض انتهاكات المجلس العسكرى يحركها الغضب من عمليات القتل التى حدثت بحق المحتجين فى منتصف ديسمبر الماضى، وبالإضافة إلى النشاط العملى، هناك معركة أخرى قانونية من خلال عدد من القضايا التى أقيمت ضد الجيش والشرطة وضد المنتفعين من الفساد فى قطاع الأعمال والصناعة، وبعض المحاكم، ولا سيما محكمة القضاء الإدارى، أصدرت أحكاما رائعة وتاريخية. مثل إعادة الشركات التى تم الحصول عليها بالاحتيال إلى الملكية العامة والسماح للعمال بإدارتها، إلا أنه لا يوجد شرطة تقوم بتنفيذ تلك الأحكام.
وتشير سويف إلى أن البرلمان الجديد قد منح الثورة نقطة جديدة لكى تضغط به عليه، مسار سياسى آخر، فبسبب الظلم الكبير الذى أصبح المعيار فى مصر، قامت الثورة. وأصبحت محاولات تصحيح الخلل "الطبيعية" خطرة، لكن الطبيعة هذه المرة كانت إنسانية حيث تدفق الناس الذين تركوا منازلهم ونزلوا إلى الشوارع وساروا نحو الميادين فى مدنهم بطريقة سلمية ليقولو كفى: كفى حكم عسكرى، سواء كان واضحا أو خفيا، وكفى حكما للطوارئ، أو قوانين قمعية. لا للفساد ونعم لتطهير القضاء، ونعم لحقوق الإنسان.
ويمكن للبرلمان الجديد أن يبدأ بمعالجة هذه القضايا إذا سمح له الجيش بذلك أو إذا تخلص من حكم الجيش. وما سيتضح خلال الأسابيع القادمة هو الكيفية التى سيعمل بها البرلمان أو قطاعات منه على تحقيق أهداف الثورة، وهل سيسمح باستخدامه كغطاء للنظام القديم من أجل الاستمرار كالمعتاد تحت حكم الجنرالات أم سيدرك الإسلاميون حجم قوتهم ويستخدمونها لصالح البلاد.
وختمت الكاتبة تقريرها بعبارة "عندما ينحسر النيل بعد الفيضان يترك الأرض خصبة ومتجددة ومتحمسة. لا زالنا فى مرحلة الفيضان، لكننا بدأنا نرى بالفعل براعم خضراء".
أهداف سويف: الثورة مثل النيل فى فيضانها ولا يمكن إرجاعها للوراء
الأربعاء، 25 يناير 2012 12:35 م
جانب من ثورة 25 يناير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى بشاى
تحدثت عن الثورة من اعتصامات 2006 ويمكن قبل ذلك لا اعلم .
كاتبة مصريةمتميزة مفخرة للمصريين بالخارج .