الأغلبية العظمى من هؤلاء الشباب تعود لحملة تحت اسم أسبوع الجرافيتى العنيف، والتى أطلقها أحد أشهر هؤلاء الرسامين "جنزير" منذ يوم 13 يناير لتقديم إعلام بديل عن الإعلام الموجه، والحشد لمظاهرات 25 يناير.
الفكرة لاقت نجاحا فاق التوقعات بعد أن بدأ فى تصميم رسوماتها الرسام إيفيانو، وبدأ فى الدعوة لها وتجميع الرسامين "هيما مونيريان" الذى تحدث لـ"اليوم السابع" قائلا "كل ما نحاول تقديمه هو إعلام بديل عن الإعلام الكاذب، والدعوة ليوم 25 يناير، واختزال الفكرة فى الوجه يعتبر تضيع لها"، وأضاف "الوجه بالنسبة لنا هو وسيلة لإخفاء الهوية وعدم استنشاق الإسبراى الذى يُرش لرسم الجرافيتى والذى يُعتبر مضرا بالصحة حتى نستطيع الرسم بارتياح وتوصيل رسالتنا".
وتابع "بعض الشباب أيضا ارتدوا الأقنعة وقاموا بالرسم كنوع من التقليد، فالهدف الرئيسى من الحملة كان الدعوى للنزول إلى الميدان والشارع، ولم يكن الوجه ضمن الخطة على الإطلاق، وبعضنا ارتدى القناع والبعض الآخر اكتفى بوضع وشاح ليقوم بالغرض".
ويشرح "بالطبع ما حدث فى الفيلم من قلب للنظام هو ما نتمناه، ولكن ليس بنفس الشكل وليس معنى هذا أن ندعو للتخريب وننفذ ما حدث فى الفيلم بالضبط".
وأضاف ماندو فرغلى الذى نفذ الفكرة فى الدقى "الوجه فى الأساس يدعو لإنكار الذات مقابل القضية، وكثيرون مثلنا ارتدوا هذه الأقنعة اقتناعا بالقضية، هذا إضافة إلى فريق الجرافيتى زن زن الذين يقومون بالرسم به دائما، وأجرت معهم "اليوم السابع" حوارا سابقا، وقالوا وقتها "زن زن" هى صرخة جديدة أطلقناها للتعبير عن رأينا، وقد اخترنا عدم الإفصاح عن هويتنا لعدة أسباب، أولها إخفاء تعبيرات وجوهنا وترك التعبير للألوان وكلمات الأغانى التى تصاحب رسوماتنا على الجدران، والتى نضعها فى شكل مقطع فيديو نصوره لأنفسنا، ونقوم بنشره على الإنترنت، بهدف توصيل رسالتنا.
وأضاف "اختفاؤنا خلف الأقنعة ليس خوفا، علينا أن نرسم من خلال شخصية خيالية بهدف التأكيد على الهدف الواحد الذى نعبر عنه، دون أن نحمل توجهات سياسية أو دينية، الأهم هو المحتوى الذى يظهر من خلال الرسومات، ونحلم أن يشارك الجميع فى 25 يناير القادم، من خلف قناع توحيداً للهدف دون النظر للأشخاص".
يذكر أن بداية قصة الوجه كما يعرفها الجميع كانت فى الفيلم الأمريكى "فى فور فينديتا" واستعارته مجموعه الهاكرز الأكبر فى العالم انونيموس، بعد انتشارها فى 2008، وذيع صيته فى مظاهرات احتلال التى جابت العالم، وخصوصا بعدما ارتداه مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج ودعى وقتها أن تضمن الحكومات سرية هوية المتظاهرين مثلما تضمن سرية حسابات البنوك الفاسدة.


