تعيش وزارة الخارجية حالياً فترة ترقب ممتلئة بالشائعات تصل إلى حد حدوث أزمة مكتومة بين أعضائها بسبب حركات التنقل الدبلوماسية المقرر الإعلان عنها خلال أيام.
يبدو أن عددًا من الدبلوماسيين، الشباب والمخضرمين، استغلوا صمت وزير الخارجية محمد كامل عمرو عن الإفصاح عن المعايير التى سيستند إليها فى إعداد وإصدار حركات التنقل التى تعد الأولى له منذ توليه الوزارة، فى ترويج شائعات تخدم مصالح كل منهم وتروج لرؤاهم، وقالت مصادر دبلوماسية طلبت عدم الافصاح عن أسمائها فى ضوء حساسية الموضوع لـ"اليوم السابع" إن حركة تنقلات السفراء تحظى بأهمية كبيرة عادة على المستوى القيادى بالوزارة نظرًا لطبيعتها، بينما ينشغل الأعضاء الدبلوماسيون من الدرجات الأخرى بالتحضير لنقلهم إلى البعثة المناسبة لظروف كل منهم فى الخارج، مشيرة إلى أن حركة تنقل السفراء للعام الحالى تشهد تنافساً حاداً بين المرشحين لمنصب السفير للفوز بأحد السفارات المميزة، خاصة أن هذه الحركة تشمل أكثر من أربعين بعثة دبلوماسية بالخارج أبرزها سفارات مصر فى الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وروسيا وبريطانيا وسويسرا والمملكة العربية السعودية والأردن وتونس وإندونيسيا وأستراليا، بالإضافة إلى منصب مندوبى مصر فى الأمم المتحدة فى نيويورك وفى جنيف.
يشار إلى أن وزارة الخارجية تشهد فى الربع الأول من كل عام حركتين لنقل الدبلوماسيين إلى السفارات فى الخارج سواء كسفراء وقناصل، وهى التى تصدر بقرار جمهورى (أى بقرار من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة هذا العام) أو كأعضاء فى هذه السفارات وهى حركة تنقلات يصدرها الوزير، ووفقا للقواعد الدبلوماسية فإن الخارجية لابد أن تخطر كل دولة بترشيحها لسفير جديد قبل تولى المنصب بوقت كافى لتحصل على الموافقات الدبلوماسية اللازمة، علماً بأن القاعدة المستقرة هى أن السفراء الحاليين يغادرون مواقعهم فى نهاية شهر أغسطس.
وسأل "اليوم السابع" مصادره الدبلوماسية عن أبرز الشائعات المتداولة فى هذا الخصوص، حيث أوضحت المصادر أن تلك الشائعات لم تقتصر على مسألة ترشيح أسماء بعينها لتولى مناصب محددة وإنما امتدت لتشمل ما إذا كانت مناصب السفراء ستكون للسفراء العاملين أم أنه سيتم الاستعانة بأشخاص من خارج المؤسسة لتعيينها فى المناصب المهمة فى حالة عدم توافر الكفاءات المطلوبة داخل وزارة الخارجية، وقالت المصادر، إن الدبلوماسيين يتمسكون بألا تتضمن حركة تنقلات السفراء أى أشخاص من خارج الخارجية باعتبار أن الوزارة مليئة بالكوادر المؤهلة والتى تصلح لملء المناصب الشاغرة على أسس من الكفاءة والمهنية، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين عبروا لوزير الخارجية عن تطلعهم لدعمه ومساندته لهم فى هذا المطلب، وأنه أبدى تفهمه لذلك خاصة أنه أحد أبناء هذه المؤسسة العريقة.
وأضافت المصادر أن نقل أى سفير للعمل بالخارج – خاصة فى البعثات ذات الثقل والأهمية – يخضع لمعايير دقيقة مثل مدى تميز السفير فى متابعة المسئوليات المكلف بها وأسبقية تواجده فى ديوان الوزارة وغيرها، كما يتم مراجعة سجل عمل السفير وتاريخه المهنى الذى يزيد عن عشرين عاماً من قبل لجان داخلية تعرف بلجان الصلاحية والتى يعتمد عليها الوزير فى اختيار السفراء المرشحين لكل بعثة، مشيرة إلى أن هذا النظام مستقر فى الوزارة منذ عقود وأنه حقق قدرًا عاليًا من الأداء المهنى الكفء وأنه حتى فى حالة المخالفة فإن النظام المعمول به يساهم فى كشفها وتصحيح الوضع.
وأوضحت المصادر أن الشائعات داخل الوزارة تتناول أيضاً إمكانية الاستعانة ببعض السفراء الموجودين بالخارج لنقلهم الى أماكن أخرى فى الخارج أيضا دون العودة الى ديوان الوزارة، وإن كان هذا المبدأ لا يطبق عادة إلا فى أضيق نطاق احتراماً لكفاءة المنقولين من الديوان العام، لافتة إلى أن بعض الشائعات تقول إن وزير الخارجية لم يحسم الأمر فى هذه المسألة حتى الآن.
وكشفت المصادر عن أزمة أخرى يواجهها الوزير تتعلق بوضعية سفير مصر فى سوريا، فرغم صدور قرار منذ عام بتعيين السفير مصطفى كمال سفيراً فى دمشق، الا أنه تقرر لاعتبارات سياسية تأجيل تنفيذ القرار على أن يظل السفير الحالى لمصر فى دمشق رغم انتهاء فترته، وتقول المصادر إن الأمر أصبح يحتاج لقرار من الوزير لتحديد الموقف.
من جهة أخرى، علم "اليوم السابع" أن أبرز الأسماء المتداولة لتولى مناصب السفراء فى البعثات الكبيرة بالخارج فى حركة التنقلات التى يجرى إعدادها تشمل كلاً من السفير محمد حجازى مستشار رئيس الوزراء السابق عصام شرف للندن أو نيويورك، والسفير إسماعيل خيرت رئيس الهيئة العامة للاستعلامات لبرلين أو موسكو، والسفيرة وفاء بسيم مساعد الوزير لشؤون مكتب الوزير للوفد المصرى فى جنيف أو نيويورك، والسفير ساهر حمزة مساعد الوزير للشؤون المالية الى برلين أو لبنان (فى حالة نقل السفير الحالى من هناك إلى واشنطن)، والسفير الحسينى عبد الوهاب مساعد الوزير للشؤون الأمريكية إلى برلين أو إندونيسيا، والسفير حسام زكى المتحدث الرسمى السابق للخارجية نائب مساعد لشؤون مكتب الوزير لباريس أو طوكيو (فى حالة نقل السفير الحالى من طوكيو إلى نيويورك)، والسفير مصطفى كمال مساعد الوزير للشؤون العربية للسعودية أو باريس (فى حالة عدم تنفيذ النقل إلى دمشق)، والسفير أشرف الخولى مساعد الوزير للمراسم إلى الفاتيكان أو أستراليا، والسفير محمود الديب للأردن أو دبى، والسفير معتز خليل نائب مساعد لشؤون مكتب الوزير إلى جنيف أو أستراليا، والسفير مرسى عوض مدير إدارة السودان إلى إندونيسيا أو السعودية، والسفير عمرو رمضان نائب مساعد الوزير لشؤون عدم الانحياز إلى لوس أنجلوس أو طوكيو، والسفير أشرف حمدى نائب مساعد لشؤون الاتحاد الأوروبى إلى سوريا أو أستراليا، والسفير خالد نادر نائب مساعد لشؤون شرق أوروبا إلى موسكو أو الفاتيكان، والسفيرة هبة المراسى نائب مساعد للشؤون الثقافية إلى لوس أنجلوس، والسفير أيمن مشرفة نائب المساعد لشؤون المغرب العربى إلى تونس أو دبى.
حرب الشائعات تشتعل بالخارجية قبل صدور الحركة الدبلوماسية
الجمعة، 20 يناير 2012 11:29 ص