أكد يعقوب الشارونى، كاتب الأطفال، أن أطفال جيل اليوم ليسوا مبدعين مثل الأجيال السابقة، وأننا يجب ألا نلقى اللوم عليهم، ولكن السبب أنهم خرجوا للمدرسة فلم يجدوا أحدًا يعلمهم الرسم أو الغناء أو الموسيقى، مشيراً إلى أن إلغاء وتهميش تدريس مواد الرسم والموسيقى كمادة أساسية بالمدارس أثر سلبياً على الجانب الوجدانى لهم.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها نقابة الصحفيين، مساء أول أمس، لمناقشة كتاب جديد بعنوان "أنا ومحمد وصاحبى مينا" للكاتبة الصحفية حسنات الحكيم، والذى يضم مجموعة من القصائد العامية للأطفال تغرس روح الانتماء والمواطنة لديهم.
وأوضح "الشارونى" أن الفن يغرس أيضاً لدى الأطفال روح الانتماء والمواطنة بشكل غير مباشر، فيصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصيتهم، مضيفاً أن ديوان "أنا ومحمد وصاحبى مينا" يساعد الأطفال على احترام الأديان المختلفة عن ديانتهم.
وأشار "الشارونى" إلى أن الدعوات التى ظهرت مؤخراً لتقول بأن الفن حرام شرعاً ليست لها أى أساس من الصحة، مضيفاً أن هناك عددًا كبيرًا من الدعاة قد حللوا الفن، وأنه من وسائل تربية الوجدان والمشاعر.
واستطرد "الشارونى" قائلاً إننا نربى أطفالنا بطريقة خاطئة وغير متكاملة، حيث أننا نربيهم علمياً ولا نربيهم وجدانياً، مضيفاً "حضرت حفلاً للأطفال فى معهد دينى ووجدتهم يقدمون على المسرح تواشيح دينية فقط، ولكنهم لا يعرفون شيئاً عن أنواع الفن الأخرى"، وأضاف أن الفن مكمل لشخصية كل طفل، ولا يوجد طفل لا يحب أن يغنى ويرقص، لذا يجب أن نهتم بغرس الفن الراقى لدى أطفالنا.
وأوضح "الشارونى" أنه من الضرورى أن ينقل الأدب احترام الأديان المختلفة، مشيراً إلى أن أدب نجيب محفوظ كان ينقل لنا أهمية الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وبشكل غير مباشر، من خلال تعامل الناس بشكل طبيعى داخل الرواية دون أى تفرقة على أساس الدين.
ومن جانبها قالت حسنات الحكيم، مؤلفة كتاب "أنا ومحمد وصاحبى مينا"، إن الديوان يضم 26 قصيدة مقدمة للأطفال، مضيفة أن كل القصائد مستوحاة من مواقف حياتية من خلال تعاملها مع أبنائها.
وأوضحت "حسنات" أن القصيدة الرئيسية للديوان التى تحمل عنوان "أنا ومحمد وصاحبى مينا" تحكى قصة ابنها مع زميله مينا فى المدرسة، والذى حزن بعد أن افترق عنه فى حصة الدين، مشيرة إلى أنه لابد من تربية الطفل على المبادئ والقيم النبيلة حتى يخرجوا أسوياء للمجتمع، مضيفة أن الديوان يتناول قيم أخرى للطفل مثل: التسامح، الصداقة، حب الخير.
وقال الناقد الأدبى شريف الجيار إن الديوان يطرح قضية جديدة، وهى أدب الأسرة وليس أدب الطفل فقط، حيث إنه يطرح قضية من الذى يمهد للطفل قراءة مثل هذه المواضيع وبشكل مبسط، مضيفاً أنه يطرح إشكالية كيف نربى طفلاً صحياً متوازناً نفسياً، مشيرًا إلى أن الكاتبة استطاعت استخدام لغة بسيطة تلائم الطفل، مضيفاً أنه طرح قضية مهمة، وهى أنه لكى نصل لعالمية الطفل يجب أن نهتم به على الجانب المحلى أولاً.
وحذر "الجيار" من عدم الاهتمام بالكتابة للطفل، وقال "إذا لم نهتم بأدب الطفل من الآن لن يصبح فى مصر قارئ واحد بعد 20 عاماً".
الشارونى: أطفال جيل اليوم غير مبدعين لأنهم لم يتعلموا الفن
السبت، 14 يناير 2012 05:02 م
الكاتب يعقوب الشارونى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة