د. رضا عبد السلام

كارثة الـ 9 مليارات دولار!!

الجمعة، 13 يناير 2012 07:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعنا جميعاً - وبشغف شديد - انفراد جريدة اليوم السابع بالكشف عن مليارات باسم "المخلوع" حسنى مبارك فى البنك المركزى!! ولو تأكد هذا الكلام، وأكرر– لو تأكد هذا الكلام- فهى الكارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ولما لا؟! فالكلام عن مليارات تائهة فى خزانة البنك المركزى المصرى!! وأوضح للأغلبية الساحقة المطحونة من شعبنا بأن المليار ألف مليون، وأننا نتحدث عن 9 مليارات دولار أمريكى وليس 9 مليارات جنيه مصرى!! أى أن المبلغ بالمصرى تقريباً كده 54 مليار جنيه!!

صحيح أن رئيس البنك المركزى بادر وصرح واعترف بوجود هذا المبلغ بالفعل، وأنه تم ضمه إلى احتياطى مصر من النقد الأجنبى!! وهو هنا يذكرنى بمئات الملايين التى تم اكتشافها فى حساب بمكتبة الإسكندرية، باسم المحروسة أم المحروس (سوزان مبارك)!!

ألا تتفقون معى على أننا بصدد كارثة حقيقية؟! أنت يا رئيس البنك المركزى، أيها المسئول الكبير والخبير، أين كانت معلومات سيادتك عندما كنا نتحدث عن أموال مصر المنهوبة؟! لِما لم تتكلم على مدى عام كامل، وتثير حكاية الـ9 مليارات الموجودة باسم المخلوع أو باسم غيره، على الأقل من باب العلم بالشىء؟! ألم تسمع عن اللجنة التى شُكِّلت لاستعادة أموال مصر المنهوبة؟! لِمَ لم تُعرِف الرأى العام بقيام المخلوع بسحب 100 مليون جنيه من تلك الحسابات يوم 24 يناير، وذلك على حد وصف مقدم البلاغ للنائب العام؟! ألا يعد السكوت هنا جريمة فى حق مصر وشعبها؟!

أنت تفضلت علينا، بعد أن تم كشف الأمر، وقلت بأن المبلغ قد تمت إضافته إلى احتياطى النقد الأجنبى ... فهل تمت إضافته عقب كشف الموضوع؟ أم كان مضافاً بالفعل، وأن كل ما لدينا الآن هو 18 مليار دولار، بما فيها التسعة التى كانت باسم المخلوع؟! فأين أنت يا يوسف بطرس غالى، يا من كنت تمن علينا بهذا الاحتياطى وثلثه تقريباً من المعونات والمساعدات؟! من الآخر... أين الشفافية يا دولة الشفافية؟! بل أين الحقيقة؟! أليس من حق شعب مصر - من الآن فصاعداً – أن يعرف كل شىء، أليس هذا هو مال الشعب، وأنتم موكلون بإدارته والحفاظ عليه؟! فلم الضبابية إذاً!!

وأنت يا سعادة المستشار جودة الملط، يا رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات على مدى سنوات طويلة، يا من خرجت على الفضائيات تتباكى عن حالك، وكدت تبكينا، أين كنت من هذا المبلغ الضخم؟ ألم يمر عليك بيانه؟ فبحسب الوثائق التى تم الإعلان عنها، أنت كنت تعلم بهذا المبلغ الضخم، واكتفيت بطلب تجميده، فلِمَ لم تُعرِّف الشعب به خلال اللقاءات الإعلامية التى كرستها للحديث عن نفسك؟! ما الذى، ومن الذى منعك من تعريف هذا الشعب البائس، على الأقل لتضيف البسمة ولتعيد الأمل إليه، هل تستكثرون البسمة علينا؟!

إذاً..وفى ضوء تلك المصائب التى تتكشف كل يوم، ازداد إيماناً بأن من حق شباب مصر من الثوار الإصرار على مطالبهم بمواصلة الثورة، فإذا كنا قد أزلنا مبارك، فإن نظامه جاثم على كل شبر من أرض مصر، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا كاره وعدو لهذا البلد.

يا سادة ... مَن يحاسب مَن؟! لقد فقدنا الثقة فى كل شىء. لقد فقدنا الثقة فى كافة المؤسسات.. القضاء! وماذا قدم القضاء منذ قيام الثورة؟ محاكمات! أليست سوى محاكمات صورية، لا تسمن ولا تغنى من جوع؟! لقد تعلمنا أن الثورة ليس لها سوى قانون واحد ألا وهو " قانون الثورة"، وهو يعنى تشكيل "محكمة ثورة"، تحاسب كل من أجرموا فى حق مصر سياسياً لا جنائياً فقط، عندها سنضمن محاسبة الفاسدين والمفسدين والمجرمين. ولكن ما نحن بصدده ليس إلا عبث، وتخدير لهذا الشعب البائس!!

فإذا كان المخلوع قد احتفظ على مدار تلك السنين بتسعة مليارات دولار فى البنك المركزى المصرى، أو على الأقل كانت تحت تصرفه، علينا أن نتوقع قيامه (وقيام عصاباته) بتحويل عشرات المليارات إلى البنوك السويسرية والعربية والشرقية والغربية!! أبعد كل هذا نقول بأننا شعب فقير، ينتظر الحسنة من الخليج أو من الغرب. فقط نرجوكم أن تعيدوا لنا ثرواتنا، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

وبناءً عليه، لو كنت فى موضع مسئولية، ورغبة فى استجلاء الحقيقة وطمأنة الرأى العام، لأحلت- وعلى الفور- كافة المسئولين إلى جهاز تحقيق عاجل، وأقصد هنا رئيس البنك المركزى ونوابه وفريق عمله، ورئيس الجهاز المركزى للمحاسبات وفريق عمله، وكل من تورط فى جرائم إخفاء أموال مصر المنهوبة. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة