خليل ابو شادى

كل ما تهل البشاير

الأربعاء، 11 يناير 2012 10:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للراحل الشيخ إمام عيسى أغنية شهيرة من كلمات عمنا أحمد فؤاد نجم "كل ما تهل البشاير من يناير كل عام"، بمناسبة أن السلطة كانت تعتقل النشطاء السياسيين فى شهر يناير من الأعوام التالية لانتفاضة الخبز 1977، التى كانت فى يناير أيضاً، والمجلس العسكرى يطارد الثوار بالتحقيقات والمحاكمات العسكرية، ويداهم منازلهم فى كل وقت، ويصعد من ذلك منذ بداية يناير.

ولا لوم على المجلس العسكرى، فالشعب هو المصمم على شهر يناير لينتفض ويثور، ولم تفعل الشرطة العسكرية شيئاً جديداً عما فعله السادات ومبارك، فكله قديم، بما فى ذلك المحاكمات العسكرية، عدا كشوف العذرية، والأخيرة هذه أمور-كما يعلمنا الغيورين على الدين والعرض الذين يتسلمون السلطة- بسيطة ويجب أن نغض الطرف عنها وكلنا عزة وإباء وشمم، على النحو الذى يشعر به نواب الشعب المنتصرون فى المعركة الانتخابية الموازية لمعركة هتك العرض بالتحرير.

إلا أن السادات كان ذكياً فخفض سعر الغذاء عندما خرج الشعب، بينما المشير مثل مبارك ترك سعر الغذاء للتجار، وترك الفلول والطرف الثالث لأنه لا يريد الاستقرار، ويريد أن يعمل كل فترة حوار، والأمن الوطنى مشغول بإجراء تحرياته حول 6 إبريل وكفاية والاشتراكيين الثوريين للبحث عن معونات خارجية، والمعونات أنفقها مبارك على "الشلة"، و"الشلة" حجبت الأدلة بالإذاعة والتليفزيون والمخابرات والشرطة، وواصلت الهجوم على المعتصمين، وترسل البلطجية إلى التحرير، والأحزاب الدينية أعلنت أنها ضد المظاهرات وأنها تحترم السياحة والسائحين وليس مهماً القصاص للشهداء، وأن الخروج الآمن يجب أن يتم بنفس سلاسة وسهولة الدخول الآمن.

لكن هناك حقودين مأجورين يقولون إن الدخول لم يكن آمناً، وإنما كان دموياً قانياً، لذلك يجب أن نحاسب الخارج والداخل لأنها"مش تكية ولا دروشة ولا مهلبية".

هؤلاء مأجورون يريدون هدم الدولة، وبناء دولة جديدة، وما لنا نحن ومال الجديد، نحن نحب كل ما هو قديم، نحب أن نتكلم كلاماً قديماً كالذى كان على أيام مبارك، ونغنى قديم ونحس قديم ونلبس قديم، وما أحلى أيام الطرابيش، وشباب الثورة فاشلون، لأنهم يرفضون الطرابيش، ومن فات قديمه تاه، وقتل 80 أو حتى 100 متظاهر ليس قضية كبرى، فمبارك قتل مئات وأصاب آلاف و"عدت ومش معضلة كبيرة يعنى وإذا مش مصدقنى بص ع المحاكمات"، والمصابون ضحوا من أجل مصر، ومن يضحى من أجل مصر لا يطلب علاجاً أو تعويضاً، وإن طلب فالشرطة العسكرية تحوله إلى شهيد، ثم إن الشهداء ضحوا بأنفسهم من أجلنا، و"احنا مبسوطين كده ومرتاحين كده ومش عايزين دولة جديدة ولا يحزنون" والمهم عجلة الإنتاج"المركونة من سنين عند العجلاتي"،"واللى جاى أحلى م اللى فات، واللى فات مات"..مات شهيداً.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة