قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مصر ربما تمثل نموذجاً لما يمكن أن يحدث فى سوريا، حيث تتم الإطاحة برأس النظام (مبارك والأسد) وتتم محاكمته رمزياً، لكن يظل النظام نفسه ممثلا فى الجيش والقوى الداخلية القوية الفاعلة بشكل كبير. وتبدو الثورة وكأنها نجحت ويتوقف العنف تقريباً، وستكون هناك احتفالية كبيرة، لكن فى الصباح التالى نكتشف أن شيئاً لم يتغير حقاً.
وجاء تعليق الصحيفة البريطانية بمناسبة الخطاب الذى ألقاه الرئيس السورى بشار الأسد، والذى ألقى فيه بمسئولية الأزمة التى تشهدها بلاده على مؤامرات خارجية مدعومة من دول عربية. وقالت الصحيفة، إن ثالث خطاب هام يلقيه الأسد منذ بداية الانتفاضة فى سوريا فى مارس الماضى جمع بين التحدى والحديث عن الإصلاحات المستمرة والمستقبلية فى البلاد والثناء على قوات الأمن التى كانت تحارب من أسماهم بالإرهابيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطاب لم يحمل أى تلميح عن المرونة التى يمكن أن تكسر الجمود الدموى بين نظام الأسد والمعارضة الشعبية، والذى أدى إلى مقتل الآلاف خلال الأشهر العشرة الماضية.
وعلق الكاتب سيمون تسيدال فى مقاله بالصحيفة على خطاب الرئيس السورى، وقال إن الأسد ذهب إلى نهج سلبى وعدوانى فى خطاب الأمس بتعهده بسحق المعارضة فى الوقت الذى وعد فيه بإصلاحات غامضة، وهو السلوك الذى ينطوى على نوع من المماطلة والعناد والاستياء والعبوس والعرقلة والشفقة الذاتية والميل إلى خلق حالة من الفوضى. وقد ظهرت هذه العيوب بشدة خلال الأشهر الماضية فى شخصية الأسد الذى لم يكن يريد الرئاسة فى البداية ولم يكن ملائماً لها.
ويقول المعارضون، إن الرئيس الأسد منعزل وبعيد عن الواقع، بينما يظن آخرون أنه رهينة فى أيدى أقاربه الأقوى منه وأيضا فى يد شخصيات من داخل الجيش، فهو لا يعطى انطباعا بأنه سعيد بما يفعله.
ويرى الكاتب أن هناك ثلاثة خيارات فقط مطروحة أما الرئيس السورى فى الوقت الراهن، هى إما الهروب إلى الخارج إذا ظلت الأزمة عصية على الحل، ويمكن أن يفعل الأسد مثلما فعل الرئيس التونسى الأسبق زين العابدين بن على الذى كان أول ضحايا الربيع العربى عندما فر هاربا فى وجه المظاهرات العارمة فى بلاده. ويمكن للأسد أن يتوجه إلى إيران حليفته أو روسيا التى وقفت فى وجه الضغوط الدولية على نظامه.
الخيار الثانى وهو القتال، ويبدو أن النهج الحالى فى التعامل مع الأزمة استقاه بشار من نهج والده الرئيس السابق حافظ الأسد الذى قام بقمع انتفاضة ضد حكمه فى حماة عام 1982 بشكل دموى، مما أدى إلى سقوط آلاف القتلى. والفارق هذه المرة أن القمع الدموى لم ينفع وأن الاضطرابات ليست موجودة فى مدينة واحدة فقط بل فى كافة أنحاء البلاد.
أما الخيار الثالث فهو التفاوض من خلال ما يفعله بوعود الإصلاح، ويرى الكاتب أنه إذا ذهب الرئيس السورى إلى إجراء تغيير حقيقى فإنه ربما يخاطر بالانقلاب عليه من مساعديه، خاصة شقيقه ماهر الرجل الأقوى فى جهاز الأمن.
الجارديان: مصر تمثل نموذجاً لما يكمن أن تكون عليه سوريا
الأربعاء، 11 يناير 2012 02:50 م
الرئيس السورى بشار الأسد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة