إن تاريخ المقاومة العربية تجاه الاستعمار حافل بالنماذج المشرفة التى وهبت نفسها من أجل حرية وطنها حتى ينالها كاملة وستظل المقاومة حية ومشروعة طالما بقى المستعمر، ولكن الأوطان التى نالت حريتها من المستعمر الأجنبى ابتليت بنوع آخر من الاستعمار المقنع خرج من رحم الوطن وأبنائه تلك هى الأنظمة الديكتاتورية التى استعمرت مؤسسات الحكم بقهر شعوبها وزرع الرعب فى قلوبهم بالمؤسسات الشرطية والقوة المسلحة.
عندما دق ناقوس الثورة ضد تلك الأنظمة المستبدة كان المقاوم هو الفارس الأول المساند لتلك الثورة، لتمتلك الشعوب إرادتها وتتخلص من قيودها فسقطت تلك الأنظمة واحدة تلو الأخرى بمباركة فرسان المقاومة فسقط النظام فى تونس ثم مصر ثم ليبيا واليمن، ومازال المقاوم فى المقدمة حتى جاء دور المستبد بشار الأسد بنظامه الفاشى الظالم، وانتفض الشعب السورى العظيم لينتزع حريته من هذا النظام الفاسد منتظرًا المساندة من كل أحرار المقاومة العربية متطلعا أن تكون المقاومة أول المساندين والمعززين ودافعا له كما كانت مع باقى الأنظمة الفاسدة، ولكن المقاومة أصابها العور فرأت النضال فى مصر وتونس وباقى الدول العربية هو مقاومة مشروعة فساندتهم بكل ما لديها من قوة ومصداقية ورأت فى الثورة السورية إرهابا وتدخلا خارجيا وخطرا عليها ووقفت فى صف المستبد الظالم وأدارت وجهها للثورة وخرج حسن نصر الله، الذى يتفاخر بمساندته للثورات العربية، ضد تلك الأنظمة ويحيى الشعوب المنتصرة التى رفضت الخنوع للطغاة والمستبدين وداعما لثورة البحرين برغم صبغتها الطائفية وضلوع وتورط إيران المشبوه فى أحداثها وطالبهم بالصبر والدفاع عن حقوقهم وجاء الدور على الشعب السورى الذى انتظر الدعم والمساندة من نصر الله فتظهر له صورة أخرى للمقاوم يأخذ فيها لوناً آخر كمن أصابه البرص وتقطر من لسانه كلمات السم التى حاول دسها فى نفوس الثائرين فى سوريا وأخرج من باطنه حمما كالقصر تهوى على مسامع الأحرار فى الوطن العربى فتذيب جليد قلوبهم وضمائرهم ليتبدل حبهم غضبا على كلمات العار والخزى التى كبرت مقتا عندهم وعند كل العقلاء فى جميع الوطن العربى وبدت كلمات الهذيان وكأنها درر مكنونة وحديث الهدى للضالين عن صراطه المستقيم ألم ير جثث الضحايا فى الطرقات من العجائز والنساء؟
هل يعقل أن تجند أمريكا أو إسرائيل الأطفال لينفذوا مخططهم ضد سوريا؟ هل النظام السورى هو النموذج للديمقراطية؟ لماذا غلب سواد قلبه على سواد عمامته؟ ألم يرق قلبه لصرخات النساء على ذويهم؟ هل شاهد مقابرهم الجماعية؟ ألم تفزعه صورة حمزة؟ أم على قلوب أقفالها؟ أم أنك امتلكت بوصلة المقاومة فهى تشير لك وحدك على المقاوم والمأجور؟ سقط قناعك وبقيت المقاومة السورية وسيقطعون رأس الأسد ويخزلون عمامة الضلال لن ينطلى عليهم خداعك ولن يثنيهم عبثك فالشعب السورى هو من يختار الطريق فالشعوب العريقة لا تحتاج لوصاية من أى فرد كان أويحدد لها الطريق فهى تعرفه تماما أما شريانك الفاشى الذى تستمد منه قوتك باتت أيامه معدودة فإما أن تختار الوقوف مع الشعب السورى لتستمد منه قوتك وتبقى صورة المقاومة مرفوعة الرأس وإما زوالك مع زوال النظام.
بشار الأسد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Medhat
الآن حصحص الحق و ليس حصص !!
عدد الردود 0
بواسطة:
سيف دمشق المانيا
سورى سورى وافتخر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
سوريا
عدد الردود 0
بواسطة:
jamel syrian from new york
to mr mahmoud
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو بكر
على قلوب أقفالها
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم عرفات
إذا الشعب يوما أراد الحياة
عدد الردود 0
بواسطة:
أمير
حسن نصر الله هو رأس النفاق
عدد الردود 0
بواسطة:
merooooooo
صدقت نحن نرى مقاومتهم
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف
الشيعة أخطر من الصهاينة وعلي رأسهم حسن نصر الله
عدد الردود 0
بواسطة:
adam
ردا على رقم 2 و4