إضراب المعلمين والأطباء لرفع الأجور حق مشروع لهم، ولكن من المفترض أن مهنة الطب والتعليم رسالة تنعدم فيها المصالح الشخصية، فلقد أوجب علينا أن نرعى حقوق الآخرين، فلقد حاربنا أعداؤنا بجميع الوسائل ووظفوا جميع الإمكانات، وكان من أخطر ما حاربونا به نشر المرض والجهل، ولكن العدو يبقى عدواً، ونحن لا ننتظر منه سوى ذلك، لكن عندما يحاربك ابن جلدتك بمثل هذه الأسلحة عندها تكون الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى أن كثيراً من هؤلاء المضربين يدعى الالتزام والانتماء الصادق لهذه الأمة، ألا كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.
إن إضراب المعلمين والأطباء فى هذا الوقت بالذات وكل الأوقات الأخرى هى جريمة دينية شرعية إنسانية وخيانة وطنية بكل المقاييس ذلك، لأن إضراب الأطباء يؤدى إلى أضرار كبيرة بصحة الناس، وقد يؤدى إلى وفاتهم، كما أن إضراب المعلمين هو ضرر فادح وبالغ ذلك، لأن طلابنا وطالباتنا هم أمانه فى أعناق المعلمين، فمن فرط وضيع هذه الأمانة فهو إنسان مضيع لحق من حقوق العباد عليه. فى زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان المعلم لا يتقاضى أجرا ويتحسب أجره عند الله سبحانه وتعالى.
وهناك سؤال يطرح نفسه إذا قام المعلمون بإضراب وفرضنا أن هذا الإضراب سيكون ضرره على المجتمع مؤقت حتى تنفيذ مطالبهم، ولكن عندما يقوم الأطباء بإضراب فما هو ذنب المريض؟!!
رشا الحناوى تكتب: إضراب المدرسين والأطباء بين الحق والواجب
الإثنين، 26 سبتمبر 2011 08:46 ص