دعا الدكتور مختار الكسبانى، أستاذ الآثار الإسلامية، الحكومات العربية إلى تحمل ملف التعدى الإسرائيلى على الآثار الإسلامية بفلسطين، مؤكدا أنه علينا جميعا كمسلمين وعرب تحميل مسؤولية هذا الملف قانونا على الأمم المتحدة.
وأكد الكسبانى خلال الجلسة الثانية من الاجتماع الثانى للجنة التراث الإسلامى الذى تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الإيسسكو" التى عقدت مساء أمس أن على الحكومات العربية أن تجعل ملف التعدى على الآثار الإسلامية فى فلسطين ضمن الملفات الدولية الهامة، مشيرا إلى أننا نمتلك من الوثائق والمستندات ما تثبت عروبة القدس وأثارها، متسائلا: "لماذاً تحول التعامل مع ملف مثل هذا إلى ملف سياسى"؟، مطالبا من اللجنة أن تخرج من المؤتمر بتوصية تؤكد أن هذا الملف علمى ثقافى ويجب أن تتعامل معه كافة الدول على هذا الأساس.
وعرض الدكتور عبد العزيز صلاح، عضو لجنة التراث الإسلامى بالإيسسكو لحجم التعديات التى تعرضت لها أثار منطقة القدس، وحتى فى المناطق الأخرى والأثار المملوكية والعثمانية وغيرها فى محاولة من إسرائيل لتغيير ملامح المنطقة ومحاولة تهويدها لإثبات أنها يهودية وليس عربية.
وأشار صلاح فى عرضه إلى أنه ثبت له أن جامعة لندن أجرت عدد من الحفائر لمدة أكثر من عشر سنوات تحت مدينة القدس بتكليف من المحفل الصهيونى العالمى ولم يجدوا أى دليل يؤكد يهودية القدس، مؤكدا أن الإيسسكو بالإضافة للدعم المادى الذى قدمته لفلسطين، قامت بتشكيل لجنة تقصى حقائق كان من أعضائها بعض من المقدسيين الذين يعيشون بالقدس وأكدوا عدم شرعية ما تقوم به السلطات الإسرائيلية.
وأكد صلاح أن الإيسسكو شكلت لجنة أخرى من خبراء الأثريين عام 2009 لجنة خبراء الأثريين وكانت تنوى هذه اللجنة زيارة القدس، ولكن منعت من الدخول لمدينة القدس، وتم تكليف الخبراء الفلسطينيين بتقصى الوضع وعقد بعد ذلك الاجتماع فى الأردن، مؤكدا أنه خرج من الاجتماع الأول على اعتزام الإيسسكو للوصول للمحاكمات الدولية "محكمة لاهاى" للاطلاع بدورها على هذا الملف، لأن الحفريات الأخيرة حول المسجد الأقصى التى ثبت من خلال رصد خبراء الآثار المقدسيين هناك، وكذلك ضم مسجد بلال بن رباح ضمن التراث الإسرائيلى، كل هذا ضد الاتفاقيات الدولية ولوائح اتفاقية لاهاى لحماية الآثار، مشيرا إلى أن القانون الدولى يحاسب على التعدى على الآثار والممتلكات الدولية على أنها جريمة حرب وإسرائيل رفضت حتى تنفيذ قرارات اليونسكو.
وأوضح صلاح أن الإنفاق التى تحفر أسفل المسجد الأقصى المبارك وكل حفرية لهم تؤكد أنهم دائما ما يجدون أثار إسلامية تؤكد أن المسجد الأقصى عربى وملك فلسطين، مشيرا إلى أنه كان يتم التعامل مع الآثار التى يجدوها بالبيع، لافتا أيضا إلى أن إسرائيل تعتزم على تحويل مقبرة "مأمن الله" إلى متحف التسامح، مؤكدا أنه أثر إسلامى مهم يضم نقوش إسلامية ودفن فيه قديما شخصيات مهمة.