شرطة لندن تضبط منفذ أكبر حادث احتيال مصرفى فى أوروبا

اعتقلت شرطة لندن المتداول المحتال الذى كبد البنك السويسرى "يو بى إس" خسارة بنحو مليارى دولار.

وذكرت الشرطة فى منطقة لندن المالية، أنها ألقت القبض على رجل يبلغ من العمر 31 عاما فى تمام الساعة 3:30 صباحا، وفقا للتوقيت المحلى، للاشتباه فى قيامه بالاحتيال عن طريق استغلال المنصب، ولكنها لم تصرح باسم هذا الشخص.

من جانبها، قالت صحيفة "الديلى تلجراف"، إن اسم المتهم كويكو أدوبلى، وأكد بنك "يو بى إس" أن الشخص الذى اعتقل هو المتداول محل السؤال، الذى كان يعمل فى لندن، وفقا لما ذكره موقع "العربية نت".

وفى تصريح سابق، قال البنك إن العملاء لا علاقة لهم بهذه التداولات "غير المصرح بها"، ولكنه أضاف أن هناك إمكانية لحدوث خسارة إجمالية فى الربع الثالث، وقال البنك إن هذه المسألة ما زالت قيد التحقيق، ولم يكشف عن أى تفاصيل أخرى.

ويعد هذا الحادث أكبر حادث احتيال مصرفى فى أوروبا منذ التداولات غير المصرح بها، التى قام بها المتداول الفرنسى جيروم كرفييل، وكادت تسبب فى انهيار بنك "سوستيه جنرال" الفرنسى.

وقد أدين كرفييل فى أكتوبر الماضى بخيانة الثقة، بالإضافة إلى عدة جرائم أخرى، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات على الأقل، كما أمرت المحكمة بتغريمه تعويضات قدرها 4.9 مليار يورو، أو 6.7 مليار دولار، وهو إجمالى المبلغ الذى خسره البنك نتيجة للتداولات التى قام بها فى أوائل عام 2008.

ونسبت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى باناغيوتيس سيبليبولس، رئيس قسم الأبحاث فى بنك فونتوبل الخاص فى زيورخ، "إنها صدمة، ومفاجأة سلبية، فقد اعتقد الناس أنه بعد أن تم إجراء إصلاحات داخل البنك فى أعقاب أزمة 2008، أن البنك قد تم إعداده بطريقة تمكنه من تجنب الوقوع فى هذا النوع من الحوادث".

ورفض البنك والمنظمون توضيح نوع التداولات التى تمت فى هذه القضية، ولكن إحدى النظريات الأولية التى ذكرها محللون ترى أن الخسارة، نظرا لحجمها، مرتبطة بمداولات متاجرة مشتقة بتداول مشتقات فى سوق الصرف الأجنبى، تقدر قيمتها بنحو 4 تريليونات دولار فى اليوم.

وقال سيبليبولس، إن الخسارة قد تكون مرتبطة بالقرار المفاجئ الذى صدر مؤخرا عن البنك الوطنى السويسرى بوقف ارتفاع الفرنك.

يذكر أنه فى بداية هذا الشهر، سعى البنك المركزى، نتيجة للقلق الذى شعر به من التهديد الذى يمثله ارتفاع قيمة الفرنك السويسرى على الاقتصاد، لوضع حد لقيمته فى مقابل اليورو، وقال إنه مستعد لإنفاق مبلغ "غير محدود" للدفاع عنه، وقد انخفضت قيمة الفرنك مقابل اليورو منذ ذلك الحين.