أكد الدكتور بول سالم، مدير مركز كارنيجى للشرق الأوسط، أن نجاح المرحلة الانتقالية فى مصر يعتمد على هندسة هذه العملية، وتحديد متى يبدأ وينتهى الانتقال، والقرارات الهامة والحاسمة التى يتم اتخاذها فى تلك الفترة.
وقال إنه يجب وجود أحداث رئيسية فى الفترة الانتقالية وهي: وضع الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وإقامة مؤسسات منتخبة. مضيفا أن آلية تعديل الدستور فى المراحل الانتقالية تعد بنفس أهمية مضمون الدستور نفسه، حيث يجب أن تقوم الآلية على التوافق العام، وتوافر حيز مناسب من الوقت، والمصادقة على التعديلات فى استفتاء عام.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظّمها مركز دراسات السلام والديمقراطية بمكتبة الإسكندرية بعنوان "التحول من السلطة المطلقة إلى الديمقراطية: تجارب عالمية وتحديات عربية"، تحدث فيها الدكتور بول سالم، مدير مركز كارنيجى للشرق الأوسط، وأدارها السفير على ماهر مستشار مدير مكتبة الإسكندرية.
أما بالنسبة لنظم الحكم التى اختارتها الدول بعد انتهاء الفترة الانتقالية، أوضح سالم أن معظم الدول اختارت الأنظمة البرلمانية حتى تشعر معظم الأحزاب أنها متمكنة ومنخرطة فى العملية السياسية، ونتيجة التخوف من خطر تمركز السلطة من جديد فى ظل الأنظمة الرئاسية. وأوضح أن هذا الاختيار لا يعنى أن النظم الرئاسية لا تستطيع النجاح، إلا أنه يكون عليها مجهود أكبر لمقاومة إغراء إعادة بناء المركزية فى السلطة السياسية، كما يتعين عليها التعاطى مع قوة الجيش.
وقال إن معظم الدول اختارت التمثيل النسبى فى الانتخابات، حيث لم يكن لديها فرصة للتنظيم، ولذلك فإن التمثيل النسبى يسمح بتفتح الحياة السياسية ودمج المجتمع فى مؤسسات الدولة الديمقراطية.
وفى الختام، أكد الدكتور بول سالم أن التجارب العالمية أثبتت أن التحول الديمقراطى عملية معقدة وصعبة دومًا وتنطوى على العديد من التحديات والأثمان الاقتصادية والاجتماعية الباهظة التى تتحملها الشعوب فى البداية، لأنها تعد تحولا عن مسار مستقر.
وأشار إلى أنه لا يوجد تعويذة سحرية للتحول أو طريقة لتجنب العمل الشاق، إلا أن بعض الدول العربية مثل مصر وتونس بدأت بالفعل فى اتخاذ خطوات هامة وفعالة فى طريق التحول الديمقراطى.
مدير مركز كارنيجى للشرق الأوسط: نجاح الفترة الانتقالية يقوم على وضع الدستور
الأربعاء، 14 سبتمبر 2011 05:10 م