تقدم الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة، بورقة عمل عاجلة إلى مجلس الوزراء؛ تتضمن خطة شاملة وموسعة لتنمية سيناء شرقا وغربا ثقافيا، وذلك فى إطار الخطة العامة العاجلة للدولة، لإعادة تنمية سيناء فى كل المجالات اقتصاديا وزراعيا وصناعيا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا، وأكد الوزير على أهمية شبه جزيرة سيناء من الناحية الثقافية، وأنها تعد واحدة من المناطق التى تتميز بالخصوصية، وأن طبيعة المجتمع البدوى تنتج تنويعات ثقافية تختلف عن الثقافة السائدة فى الدلتا والوادى، لذا تولى وزارة الثقافة اهتماما بسيناء من الناحية الثقافية.
تأتى هذه الخطوة بعد دعوة "اليوم السابع" إلى المجلس العسكرى، والدكتور عصام شرف، والدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة والدكتور شاكر عبد الحميد أمين المجلس الأعلى للثقافة ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية الثقافية ورجال الأعمال إلى تبنى فكرة أعمار سيناء ثقافيا بالتوازى مع إعمارها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ووضع خطة متكاملة لكسر عزلة سيناء الثقافية، وتنمية ثقافتها المحلية والحفاظ عليها، وهى الدعوة التى استجاب إليها وزير الثقافة الذى أوضح أن ورقة العمل تتضمن محورين، الأول هو تحقيق ديمقراطية الثقافة عن طريق التركيز على المناطق المحرومة ثقافيا والخروج من سياسة المركزية إلى اللامركزية فى الأنشطة الثقافية وتوزيعها بشكل عادل فى كل مناطق سيناء، موضحًا أن سيناء ظلت محرومة من الخدمات والأنشطة الثقافية لفترة طويلة، بالإضافة لوضع التعبيرات الثقافية فى سيناء فى مركز اهتمام وزارة الثقافة فى المرحلة القادمة، وإبراز الخصائص الثقافية للتراث السيناوى من ناحية، وإلقاء الضوء على الإبداعات المعاصرة لأبناء سيناء من ناحية أخرى.
بينما يرتكز المحور الثانى على الحرف التقليدية والبيئية السيناوية وتنميتها؛ حفاظا على التراث، وكمصدر للدخل القومى، موضحا أن الوزارة تتبنى مشروعا لإنشاء مجلس قومى للحرف التقليدية، يعمل على رعايتها وتطويرها، وأن شبه جزيرة سيناء من المناطق الغنية بالحرف التراثية التقليدية، وهناك بعض الجمعيات الأهلية التى تعمل فى هذا المجال وتتعاون مع وزارة الثقافة لتوثيق التراث السيناوى.
وأشار الوزير إلى أن وزارة الثقافة تقوم بوضع خطة لتطوير العمل؛ من خلال التعاون مع وزارة السياحة، وتوطيد التعاون مع الجمعيات الأهلية، وتنظيم قوافل ثقافية، ومعارض للكتاب، وتحويل أحد مقار الحزب الوطنى المنحل بسيناء إلى متحف قومى لتاريخ سيناء وفنونها، وإمداد المكتبة العامة بمحافظة الإسماعيلية بمدينة القنطرة بأحدث الإصدارات، والمشاركة فى تنظيم الأنشطة الثقافية بها، بالإضافة إلى طلب تخصيص مواقع بمحافظتى شمال سيناء وجنوب سيناء لإنشاء منافذ لبيع الكتب والمنتجات الثقافية يتولاها صندوق التنمية الثقافية، فضلا عن تحويل بيت مشيد على طراز حسن فتحى بالقنطرة شرق إلى متحف تراثى، ومن ناحية أخرى أكد الدكتور شاكر عبد الحميد، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، مشاركة المجلس فى سلسلة من القوافل الثقافية، التى ستنظمها وزارة الثقافة، ممثلة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة مضيفا أن الوزارة أعدت تصوراً عن هذه القوافل، آخذة فى الاعتبار ضرورة التنمية الثقافية لسيناء، بكل أبعادها.