كاتب بريطانى: على الثوار الليبيين عدم العودة إلى المعارضة

الجمعة، 26 أغسطس 2011 02:07 م
كاتب بريطانى: على الثوار الليبيين عدم العودة إلى المعارضة الثوار الليبيين
كتبت نهى محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال المحلل الصحفى باتريك كوكبيرن إن التحرر من الخوف لم يصل بعد إلى سكان العاصمة الليبية طرابلس، حيث لا تزال الشوارع خالية والمحلات التجارية مغلقة، مؤكدا خلال مقالته بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن الشوارع فى طرابلس أصبحت تغص بالمسلحين الذين يرتدون القمصان والبنطلونات القصيرة.

وأوضح كوكبيرن ألا أحد يعلم علم اليقين الجهة المسئولة عن الأمن فى طرابلس على خلاف الوضع فى جبال نفوسة الواقعة جنوبى العاصمة التى انطلق منها المسلحون المنظمون تنظيما جيدا باتجاه العاصمة فى الأسبوع الماضى.

وأشار إلى أن كل مدينة وبلدة استولى عليها الثوار تخضع لمسئول عسكرى ولها إدارة تتولى تسيير أمورها، لكن الأمر مختلف فى طرابلس إذ يبدو الثوار أقل ثقة بالنفس مع وجود بعض مظاهر الفوضى المرورية التى تعكس حالة من التوتر والقلق.

وأضاف: "مظاهر القصف التى تعرضت لها طرابلس من قبل طائرات حلف شمال الأطلسى (الناتو) تبدو محدودة ما عدا منظر دبابة محترقة وبناية متهدمة".

ومضى قائلا إن الساحة الخضراء التى سميت باسم ساحة الشهداء والتى طالما شهدت مظاهرات تمجد الزعيم الليبى العقيد معمر القذافى والكتاب الأخضر بدت خالية تماما، إلا من مراسل قناة كورية جنوبية مصحوبا بالمصور، وتابع "لكن الصمت الذى خيم على المكان سرعان ما بددته أصوات إطلاق النار فى الهواء التى اتضح أنها ما هى إلا تعبير عن الفرح بالنصر أطلقها ثوار يستقلون شاحنتين خفيفتين".

ونقل كوكبيرن عن موظف فى القطاع النفطى قوله "أمامنا ستة أشهر قبل عودة الأمور إلى طبيعتها"، مشيرا إلى أن أحد أسباب خلو شوارع طرابلس من المارة يعود إلى رحيل كثير من سكان العاصمة الذين يملكون القدرة المالية، إلى تونس أو أماكن أخرى داخل ليبيا فى انتظار استقرار الأمور وعودة الهدوء"، وأضاف الموظف "كل شىء سيكون على أحسن ما يرام لو قبض على القذافى".

وعلق كوكبيرن على حديث الموظف، قائلا، إن توقعاته قد تكون صحيحة ولو أن القبض على صدام حسين لم يقض على التمرد فى العراق، بل ما حدث هو أن المشكلة تفاقمت.

واستطرد كوكبيرن: "بالنظر إلى نقص المياه والمواد الغذائية التى تعانى منها طرابلس، فإن استئناف دورة الحياة الطبيعية قد يستغرق أسابيع إن لم يكن شهورا قبل عودة هؤلاء إلى ديارهم".

وتساءل الكاتب: "هل سيقدر المجلس الوطنى الانتقالى على فرض سلطته فى طرابلس"، مجيبا: "إن المجلس الانتقالى لم يستطع فى الماضى فرض سلطته بشكل واضح فى المناطق الغربية من ليبيا".

واسترسل كوكبيرن: "هناك مشكلة إضافية تعانى منها ليبيا تتمثل فى أن نظام القذافى عمل على إنشاء بلد بدون مؤسسات طبيعية، إذ اكتسب سمعة سيئة فى عدم التخطيط للمستقل وتلقى الأوامر الشفوية من القيادة فى طرابلس".

وفى نهاية مقاله قال: "إن مشكلة ليبيا تتمثل فى معانتها من حكم الفرد لمدة طويلة، ولذا سيكون من الصعب فى البداية إدارة البلد بدونه".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة