ببدلة كحلى غامقة وقميص سماوى ورابطة عنق زرقاء، ظهر بشار الأسد برقبته الطويلة وصوته الخافت المهذب لأول مرة فى حوار تليفزيونى على الشاشة منذ مجيئه إلى الحكم.
المحاوران على تليفزيون الدولة الرئيسى مذيعة ومذيع يتكلمان بهدوء وفق سيناريو مُعد سلفاً. أسرف الرجل فى حديثه حول الإعداد لقانون الأحزاب وآخر للإدارة المحلية وثالث للإعلام ضمن حزمة من الإجراءات العاجلة للإصلاح السياسى والإدارى. هدد بشار الغرب فى حال القيام بعمل عسكرى ضد بلاده بأمور «لا يمكن احتمالها».
كما أكد أن وضع بلاده لا يدعو إلى الخوف الشديد حال تصعيد إجراءات الحصار الاقتصادى عبر 40 دقيقة بدا طبيب العيون الانطوائى، الخجول، الذى لم يكن لا به ولا عليه، وفجأة وضعته الأقدار على رأس واحد من أعظم بلدان الشرق، بدا مهزوماً من الداخل، تلاحقه دماء حمزة الخطيب، الطفل الذى حولوا جثمانه الطاهر إلى شبكة من الثقوب، التى أحدثتها رشاشات القوى الأمنية.
لم يكن الرجل الأربعينى الأنيق، ممشوق القوام، مقنعاً وهو يتحدث عن رفضه لأن يقوم الجار التركى بدور المعلم أو المرشد، لم يصدقه أحد وهو يعد برفع سقف حرية الإعلام المضحكة بضعة سنتيمترات، ولو من باب حصوة فى عين العدو. كان من الواضح أنه يرسل رسالة إلى الخارج مفادها أعطونى المزيد من الوقت حتى أنجز المهمة: ذبح كل معارض وبتر أطراف كل متظاهر. كان الهدف أن تقول كل من الصين وروسيا: أرأيتم كيف أن الديكتاتور الصغير جاد فى الإصلاح، ألم نقل لكم معشر أعضاء المجتمع الدولى امنحوه الفرصة؟!
(2)
عادتك ولا هتشتريها...!
الديكتاتور هو الديكتاتور. يقوم الشعب بالثورة وتخرج الملايين فى المظاهرات ويتساءل الطاغية: ما الذى يحدث؟ يجيبه أعوانه: لقد خرج الشعب يا سيدى ليلقى عليك نظرة الوداع. يتساءل الطاغية مرة أخرى ببراءة: ليه.. هو الشعب رايح على فين؟
بشار يرفض أن يعترف بوجود ثورة حرية فى بلاده.. يرفض الاعتراف بوجود انتفاضة كرامة. لا يصدق أن الشعب السورى العظيم قرر إسقاط النظام البوليسى، الذى حكم البلاد وأذل العباد.
كل ما فعله أن صور الأمر على أنه مجرد حركة مطالب فئوية، قدم رشوة للشعب تتمثل فى زيادة رواتب العاملين بالدولة، وحين ازداد إيقاع المظاهرات اشتعالاً قرر خفض أسعار البنزين!
وحين التهبت مدينة بانياس العظيمة بنيران الحرية ودكتها الدبابات بالقذائف الثقيلة، كان تبرير النظام: لقد اقتحم الجيش بانياس لينفذ مطلب الأهالى بعزل رئيس بلدية المدينة، وليأتِ لهم برئيس جديد.
(3)
ارحل بشار..
ما فى حوار..
عدد الردود 0
بواسطة:
عربي
اشربوا ياعرب
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
رقم 1
يارب يحشرك معاه لا تفارقه ابدا
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي المنسي
بعد الشر