الأحلام ليست هذياناً وليست بعثا مكرراً لمشكلات الطفولة كما رأى فرويد، الأحداث والحقائق والوقائع التى نعيشها أمس واليوم والغد جعلتها فى الحقيقة بعثا جديدا فى خبرة العقل الباطن وحكمته وبصيرته فبداية التغير كسر حواجز الخوف وتحقيق الأحلام على أرض الواقع" الأحلام هنا للأسف برغم النجاحات ترتدى زيا حزينا لا أستطيع أن أقول أسود لأنى لا أتحدث عن أحلام شعب عظيم فقط، ولكن عن أحلام باقى الشعوب. فطبقاً لعادات البعض والبعض الآخر أحياناً يكون زى الحداد أسود أو أبيض لا يهم المهم أن الأحلام دارت بها نفس الاحداث ونفس الوقائع ونفس المطالب وأصبحت على الأرض بعضها مختنق حزين على من مات نتيجة اصطدامه بوجه الواقع فى محاولة للانتصار وجلب كل ما سُرق وبسؤال أحد الأحلام (فى زى الحداد) فى من تتلقى العزاء؟ أجاب: فى كبت الحريات_ فى تكميم الأفواه بالقوة ـ فى استيقاظ أهل الكهف بعد النوم القهرى 3 عقود متتالية. بماذا تشعر هنا فى وقفة الحداد؟ أجاب: أنا فقط؟ أما تقصدى كل من فى الخيمة؟ أنا فقط؟ أما كل من جاء ليأخذ العزاء ويقف حدادا؟ أقصد الأحلام أنت وزملائك؟ أجاب: سأجيبك عنا نحن الأحلام فقط فليس كل من قدًم واجب العزاء جاء بهذا الغرض وأنا لا أعرفهم فهم يظهرون فى المناسبات الضارة والسارة أحياناً لتكملة حلقات البرامج وأحيانا لملاحقة الكاميرات وأحياناً لمجاملات ورائها مصالح تقصد من؟ أجاب بعض من يأخذون واجب العزاء سأكرر سؤالى مرة أخرى قبل أن أسألك من أنت؟ أخبرنى ماذا تشعر فى وقفة الحداد؟ أجاب الحلم: أشعر بكآبة وحزن على كل من ضاع منا ومن لم يكتمل ومن استُشهد فى سبيل الوجود وأراد إثبات وجوده ورفض أن يستمر كحلم فقط، من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يجد كل منا نفسه فلم يُوجد بعد النظام الذى يحقق للكل واقعه كل الأنظمة فى الدول محاولات تقريبية لتحقيق الأحلام والسعادة للسادة، والسعادة نسبية، ووقتية أيضاً فكل نظام ومزاجه ومزاج نظام هو عكننة بالنسبة للآخر فكيف يمكن إرضاء الملايين لكن من الممكن إرضاء أحلام السادة على حساب أحلام الملايين، من أنت؟ أنا حلم أعيش غولا اسمه الواقع سألته باستغراب؟ غول؟؟؟؟ نعم الواقع أصبح غول يلتهم ويكبل ويحاكم كل من يفكر فى التحدث أو المطالبة بحق ضائع أو حتى الإفطار فى لمة صينية!!! الواقع ملىء بمن يريد ان يجعل الشعوب مرضى بالأعصاب ينامون بكثرة لأنهم لايريدون أن يفتحوا أعينهم على مآسيه يتعاطون دواء النوم للهروب أو محاولة الانشغال بلقمة العيش والأكل كوسيلة لتضيع الوقت وتنفيس الهموم حتى الأحلام تم اغتيالها فأولى الأمر أصبحوا على اقتناع أنا الذى يتحدث فى الأحلام ليس صوت العقل الباطن وإنما صوت الغيب والمستقبل المرسوم! فأصبحوا يرتعدون حتى من الحروف المكتوبة التى تجول فى خواطر تافه جامعى، كما صنعوه وكما كانوا يطلقون عليه بفضل تأخرهم الفكرى! عفواً أيها التافه العظيم!!!!! سألته: بما أننا فى ذكرى الأحلام ونحضر معا فى وقفة الحداد التى تعلو فيها أصوات الصياح والقهقهات والبكاء والدخان اللى يخنق ده! من هؤلاء؟ أجاب: كل ما أستطيع قوله أنً القتلة هنا لا يلتفتون عمدا حينما تسأليهم من أنتم؟؟؟ ليس كبرياء أوغرورا ولا هو حتى أطرش فى الزفة!! وإنما خوفأ أن ترى وجوههم خوفاً من المواجهة، سألته؟ لماذا تختصر فى إجابتك هل أنت خائف؟ أجاب أنا حلم لست موجودا لست واقعا فأنا لم أتحقق بعد؟ ولكن مازلت حياً وشبحاً معاً فالشبح لا يخاف!!!!! بل يُرعب البعض، أُصبت أنا بالخوف كل هذا الحوار مع شبح!!!! آخر سؤال من فضلك أريد أن أتعرف على حلم أصبح واقع ومازال حياً أيضا؟
أخذنى إلى أحد الأحلام بعد أن أصبح واقعا فى خيمة الحداد وتركنى!!! سألته فى بداية الحديث حضرتك شبح ولا واقع؟ أجاب هاعرفك بنفسى وإنتى احكمى؟
الحلم : يحكى نفسه
المريض يدخل القاعة جوها رهيب وكل من فى القاعة صامت لا يتكلم بامرأ مهيب ولكنه أيضاً مشغول بمشهد غريب وعلى الجدار وخلف المنصة لافتة مكتوب عليها(قاعة الحريات) تقف عليها بعض الغربان وتقول (هيهات) المريض يمتطى السرير، أصوات وزحام وافواه وازياء سوداء وكحلى ورمادى! والميت راضى! المهم أموت فى بلادى!!! مشهد تنشغل به كل العيون قبل الأفواه مش مهم الجنازة كانت عسكرية ولا شرفية! المهم تكون علنية لحساب مين العيون تفضل مستغمية!! وترضى وتسكت وتطاطى! فى وقت الأصوات بتتحول لمحاكمات عسكرية! وإن حد اتكلم ده أطرش فى الزفة ولا حياة لمن تنادى!! إن الحرية والعدل ليست ذهداً وليست تهلكة وليست رفضأً للحياة وتعطيلا للمصالح كما يزعم البعض (من يقف فوق اللافتة ويقول هيهات) دعونا نعود للحلم، يخرج المريض من القاعة ليرى على البعد نارا متوهجة خلف الجبل مازالت متوهجة لم تستطع رشاشات مياه الأمن المركزى أن تخمدها أو تهديها فلا بد انُ تكون عمرها طويل تشتعل منذ الأزل نارأً مقدسة رمزاً للقدرة الإلهية هذا رأى الحلم وليس رأى المريض فالمريض لا يعترف بالقدرات! ولا يعترف بأحلام الإلهام لأن الحلم كان حلما من أحلام الإلهام.
انتهى الحديث وذهب الحلم الواقع ليحتفل بتحقيق نفسه وسيغضب منى فرويد بشدة فبينما يعتقد هو أن الحلم عودة إلى الماضى وإلى الطفولة بهذيانها ومشاكلها الجنسية! فحقائق اليوم ومعجزات الأمس أطاحت بالنظرية وأصبح الحلم إشارة إلى المستقبل وإلهام من الملأ الأعلى!!