قائد شرطة دبى يستبعد وصول الربيع العربى لدول الخليج

استبعد الفريق ضاحى خلفان، القائد العام لشرطة دبى، أن تمتد آثار الربيع العربى لدول الخليج، وقال "إن أسباب الاضطرابات الحاصلة فى المنطقة العربية لها خصوصيتها ولا يمكن تعميمها على منطقة الخليج، أو على دولة كالإمارات تسعى قيادتها السياسية إلى تحقيق أقصى درجات الرفاهية لمواطنيها من توفير فرص العمل والتعليم المجانى والعلاج والمسكن، وتبادر قيادتها الرشيدة إلى دعم كل محتاج وتحقيق التنمية والحرية، عدا عن أن نسب الولاء والانتماء فى الإمارات تتجاوز فى تقديرى إلى نسبة 95%".

وأشار خلفان إلى أن دول الخليج والإمارات تمتلك ثقافة الإنصاف، ولفت إلى أن شرطة دبى تحاسب أى شرطى وتقدمه لمحاكمة عسكرية فى حال ارتكب أى خطأ بحق أى إنسان، وأن سجون دبى خالية من أى شخص يختلف معها بالرأى ما لم يرتكب جرماً يعاقب عليه القانون.

وكان نادى دبى للصحافة، قد استضاف مساء أمس الفريق ضاحى خلفان ضمن مجلسه الرمضانى المقام فى قاعة مركز المؤتمرات فى مركز دبى التجارى العالمى، وشهد المجلس نقاشاً ودياً مفتوحاً وصريحاً مع ممثلى وسائل الإعلام بإدارة عبدالحميد أحمد، رئيس تحرير صحيفة "الجلف نيوز"، ناقش خلالها مجموعة من القضايا المحلية والوطنية والعربية التى تتعلق فى المجال الأمنى والمجتمعى.

وتحدث الفريق خلفان عن تجربته الحديثة على موقع التواصل الاجتماعى الإلكترونى "تويتر"، وقال إنه تطلع بالأساس إلى تعزيز تواصله مع الجمهور وزيادة أدوات التفاعل التى من شأنها خدمة الجمهور والإجابة على استفساراتهم فى إطار خدمات شرطة دبى، وأعتقد أننى كنت أول مدير عام فى حكومة دبى يتسخدم "تويتر" للتواصل مع الجمهور، مؤكدا على أن شرطة دبى تعتزم تقديم خصومات على المخالفات المرورية للجمهور بنسبة قد تصل إلى 30% وإنها تنتظر إنتاج برنامج إلكترونى جديد يسمح تقنياً بتنفيذ هذا الخصم، والذى يتوقع فى أوائل شهر سبتمر بعد فترة عيد الفطر المبارك.

وأشار خلفان إلى ضرورة التفكير جدياً بإنشاء جهاز"إنتربول" خليجى لتعزيز التنسيق الأمنى والربط الإلكترونى واتفاقيات التعاون الأمنى، وقال إنه قد تقدم باقتراح سابق فى هذا المجال إلا أنه لم يدخل بعد حيز التنفيذ لإنشاء جهاز أمنى خليجى فعال، كما اتفق مع رؤية تنادى بإيجاد جسم يعيد النظر فى المنتج الإعلامى بما يتماشى مع احتياجات وثقافة المجتمع المحلى، وقال إنه يقترح تعميم تجربة الشرطة فى مجال المجالس الاستشارية بحيث يتم إنشاء مجلس استشارى تناقش فيه هموم الناس ويطرحون قضاياهم ورؤاهم، لافتاً إلى أنه كان يستمع على الدوام إلى انتقادات الشباب على برامج رمضان التليفزيونية مؤخراً، خاصة تلك التى تقدم إنتاج لا يخدم المجتمع ولا قضاياه، ومتمنياً أن يرقى الجهد الإعلامى المحلى لإنتاج برامج هادفة تستضيف النخب فى مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتستمزج آراءها ومقترحاتها.

وحول موضوع التعاون الأمنى بين دول الخليج قال إن دول الخليج قادرة على حماية نفسها والدفاع عن أوطانها، وأن التاريخ خير شاهد على قدرة هذه البلاد فى التأثير على العالم. وقد تناول المشاركون فى اللقاء العديد من القضايا المحلية والعربية والدولية، تحدث خلالها القائد العام لشرطة دبى عن حجم التعاون الأمنى الداخلى بصفته رئيساً لقيادات مجلس الشرطة، وكيف يعملون كفريق واحد لتعزيز الأداء الأمنى وتقدمه والاستفادة من المنهجيات وطرق العمل المكتوبة فى اتخاذ القرار وتطوير الأداء.

وشارك الفريق ضاحى خلفان الحضور قصيدة شعبية من أشعاره بعنوان"انتماء" ألقاها وسط تصفيق وترحيب كبير من المشاركين، تحدث فيها عن حبه وانتمائه لوطنه ومدى افتخاره بقيادته، وقام فى نهاية اللقاء بتوزيع ورقة تتضمن إحصائيات عامل لعمل حساب "تويتر" التابع للقيادة العامة لشرطة دبى وثقت مجموعة من الإنجازات والحقائق والمعلومات حول أداء هذا الحساب، دخل فى ترتيب أكفأ عشرة ملايين حساب على مستوى العالم وفقاً لتصنيف موقع tweet.grader.com، حيث تمكن من جذب متابعة أكثر من خمسة آلاف شخص، وحقق أيضا تفاعلا طيباً مع الجمهور من خلال الرد على استفساراتهم ونشر آخر الأخبار، واستقبال مجموعة من البلاغات الجنائية والمرورية، وأشارت الإحصائية إلى اعتزام الموقع تقديم خدمات إضفية مثل خدمة الحالة المرورية فى الشوارع العامة فى أوقات الذروة، وخدمة الاختناقات المرورية والطرق البديلة، وخدمة تفاعل الجمهور مع الحملات التى تطلقها شرطة دبى.

من جانبه أكد عبد الحميد أحمد على دور قيادة الشرطة فى إحداث فرق كبير فى مسيرة تطورها، واصفا ضاحى خلفان بالشخصية المجتمعية التى تحظى باحترام وتقدير الجميع، وقدرة القيادة على استيعاب المتطلبات اللازمة لتوفير الأمن والأمان فى ظل معدلات الزيادة السكانية الكبيرة فى دبى وتعدد الجنسيات واختلاف الثقافات، وسرعة الكشف عن الجرائم بما فى ذلك الجرائم المنظمة أو التى توصف "بالجريمة الكاملة"، وتمكن هذا الجهاز من تطبيق شعار"الشرطة فى خدمة الشعب" من خلال قربها وتواصلها مع المجتمع وقضاياه، مشيداً بملامستها للحقوق والواجبات من خلال إنشاء إدارة حقوق الإنسان والتى تعد مبادرة سباقة لدى أجهزة الشرطة على مستوى الوطن العربى.