«يا بنى وطنى وإخوتى وأهلى وأصدقائى، يا رفاق الميدان والثورة: يلمّ بى ألمٌ لم أستشعره من قبل لا ساعة شهادتى، ولا ساعة دخولى القبر، ولا حتى حينما كنت أقف أمام المدرعات وقنابل الغاز والرصاصات التى ما تركت فى جسدى قيد أنملة إلا اخترقته، لأننى ساعتها كنت أشعر أننا جميعاً نعرف حقنا ونجاهد للوصول إليه، وأراكم الآن نسيتموه- أو تناسيتموه- وتاه عن أعينكم همّ وطننا الذى كانت شهادتى لأجله، وانسكبت دمائى أنا وغيرى لحريِّة طالما عُذِّب وسجن وقُتل لها أهل بلادى.. يا أحبتى: لا يؤلمنى أننى متّ، فلو علمتم ما أعدّه الله للشهداء وجهّزه للمدافعين عن الحق، المحاربين الظلم والقهر والاستبداد لتسابقتم على ذلك سباقاً، لكن سبب ألمى ومنبع حزنى أننى- يا إخوتى- أرى قاتلى وقاتلكم، وسارق أحلامنا وأموالنا يهنأ بعيشة لا يهنأ بها أصحاب هذا الوطن وأبناؤه، يؤلمنى أن أراهم يرتقون فى مناصبهم ولا يحاكمون، أو يقدّمون لمحاكمات «هزلية» ويبرّؤون، ما يؤلمنى أن أرى محمود عامر ولؤى نجاتى وغيرهم العشرات - أو المئات - ممن كانوا يصنعون من صدورهم العارية السمراء دروعاً تحمى هذا الوطن من رصاص الغدر وطلقات الخيانة، أراهم الآن يُحاكمون ويسجنون ويُعذّبون، والمجرم الحقيقى إما تُركَ ليهرب، أو نُصِّب على كرسى الوزارة، أو بقى فى مكانه يتمتع بالسلطة والجاه وأموالكم التى سُرقت على مدى عشرات السنين. يا أحبتى: إن كان دمى عليكم هيِّناً لا يساوى عودتكم للميدان لتحقيق مطالبكم، فافعلوا ما يحلو لكم، وإن كان وطنكم يساوى عندكم مالاً أو سكناً، فاتركوا الثورة، وعودوا لما كنتم عليه من قبل، أمّا إن كانت هذه الدماء تعنيكم، أو كان فى قلوبكم شعور– لم يزل- بالرغبة فى الثأر والانتقام ممن عذّب وسجن وسرق وقتل، فمكانكم هو الميدان، وتيقنوا أن دمى، وكرامتكم، وحريّة هذا الوطن... «أشياء لا تُشترى» «المجد للشهداء... النصر للشعب».
عدد الردود 0
بواسطة:
khreu
مش كل واحد يفتى فيها
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حمعة
ياريتك كنت من الشهدلء
عدد الردود 0
بواسطة:
على
مدايق طبعا
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
ماتزعلش
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد شريف
احلي ما في المقال عنوانه
انت ظلمك اللي عملك كاتب بصراحه
عدد الردود 0
بواسطة:
soma
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
مين انت
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
مين انت
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الصافي
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
اللورد المصرى
امل دنقل قالها من سنين - لا تصالح