قال ياشار ياكيش وزير خارجية تركيا السابق، وأحد مؤسسى حزب العدالة والتنمية الحزب الحاكم فى تركيا، إن الثورة المصرية تطور هائل فى تاريخ المنطقة العربية بأكملها، وكذلك جغرافيا وللعالم اجمع لان مصر دولة ذات ثقل على مستوى العالم.
وأكد ياكيش خلال برنامج"الحياة اليوم"على قناة"الحياة1"مع الإعلاميين شريف عامر ولبنى عسل، وأجرت المقابلة مراسله البرنامج مروة الشبراوى، أن نظرة المصريين ليسوا بحاجة إلى النصيحة، فهم يعرفون طريقهم جيداً، ولكن "علينا الوقوف بجانب مصر والتعاون معها لمساندتها على عبور هذه المرحلة الصعبة فى تاريخها بدون تصعيب ودون التدخل فى شئونها،وذلك من خلال الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، عن طريق التعامل مع ممثلين اقتصاديين من تجار ومستثمرين لتجاوز هذه المرحلة بسرعة".
وأضاف ياكيش،أن آليات الثورة فى سوريا تختلف فى ما يجرى عنها فى مصر، ولذلك ستأتى النتائج مختلفة، وأنه فى مصر ليس هناك احتمال وقوع تناحر بين طوائف مختلفة، أما فى سوريا فهناك هذا الاحتمال ،والمجتمع المصرى ليس منقسما، فمصر لها تاريخ طويل فى التسامح و"أمل ألا يندثر هذا التسامح فى سوريا"، وأن بشار الأسد إذا أراد أن يخرج بطلا من هذه الأزمة فعليه أن يقوم بتنفيذ الإصلاحات التى يطالب بها الشارع السورى.
وأوضح ياكيش أنه لا يعتقد نقل تجربة النموذج التركى بذاتها لتطبق فى دولة أخري، وأنه فى تركيا حدث شئ فى غاية الأهمية منذ عشر سنوات، عندما تأسس حزب العدالة والتنمية و"قررنا أن نحتضن كافة أطياف المجتمع التركى قدر المستطاع، وعند إجراء الانتخابات عام 2000 وجدنا أن نسبة 46 % من المجتمع التركى غير راض عن الأحزاب السياسية المتواجدة آنذاك، وكنا وقتها فى مرحلة تشكيل سياسى جديد، ووجدنا أن أولوياتهم هى الغذاء والأمن والعدالة والوظائف وهذه النوعية من الاحتياجات، وأن المسائل المتعلقة بالدين لم تكن من الأولويات، لذلك قررنا أن يقيم الحزب على أساس توقعات المجتمع وترك مسألة الدين لأنفسهم، فالدين هو أمر خاص بعلاقة الفرد بربه، ولا يجب خلطها بأمور الدولة، فإذا ما نجح احد الأحزاب فى مصر فى عمل أى إشارة للأمور الدينية للأطياف من مسلمين ومسيحيين مع ضم توقعات المجتمع ربما يصلوا لمقدار النجاح الذى حققه حزب العدالة والتنمية فى تركيا، وأنه لا يرى أى مخاوف من وضع وتطبيق الدستور المصرى، لأن المصريين تعلموا كيف يعبروا عن اهتماماتهم، ولديهم تاريخ طويل من التسامح، وعليهم الحفاظ على هذه العادة وعليهم ألا يتوقعوا أحداث التغيير بين ليلة وضحاها، وأن الانتخابات القادمة ستشهد الكثير من الأخطاء، وأحيانا لا يكتشف القضاء حقيقة ما يحدث فيأخذ قرارات خاطئة، فكل هذه الأشياء قد تحدث، ولكن على ألمدى الطويل يمكن تصحيح هذه الأخطاء واحدة تلو الأخر، وإذا لم تصحح هذه الأخطاء أثناء الانتخابات القادمة فسيخسر الحزب الذى يأتى للسلطة فى الانتخابات التالية، ويأتى حزب أخر يصحح أخطاء سابقين، ويستمر الأمر هكذا لسنوات عديدة وربما لقرون، فمنذ عهد الفراعنة ويتطور المجتمع المصرى وسيستمر فى عملية التطور السياسى".
وأشار ياكيش إلى أنه يمكن القول بأن الثورة المصرية حققت أهدافها وإنها ثورة ناجحة عام 2050، لان الديمقراطية ليست شئ يمكن أن نصل إليه، فهى عملية ممارسة مستمرة مثل النموذج الديمقراطى فى بريطانيا، والذى يأتى سابقا للعديد من الديمقراطيات فى العالم ما زال حتى ألان فى مرحلة التطور ويصححون أخطائهم، وما حققناه حتى ألان هى خطوة أولى على طريق الديمقراطية وحينما نحقق المزيد لا يمكننا القول بأننا أنجزنا كل ما علينا، وليس هناك المزيد فى ممارسة الديمقراطية فهو أمر مستمر للأبد لا يتوقف.
وزير خارجية تركيا السابق: الثورة المصرية تحقق أهدافها عام 2050
الأحد، 31 يوليو 2011 07:44 م