دراسة: الثورة وراء ارتفاع نسبة الزيجات فى مصر

فجرت إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بزيادة عدد الزيجات بعد الثورة، وانخفاض نسب الطلاق مفاجأة مثيرة، نظراً لعدم استقرار الحالة الأمنية والظروف الاقتصادية المرتبكة التى طالت البعض.

ويرى الدكتور مدحت عبد الهادى، مؤسس المركز المصرى للدراسات والتنمية الاجتماعية، أن حالة الشباب قبل الثورة والانكسار والإحساس بالغربة داخل وطنهم، أدت بهؤلاء الشباب إلى الخوف وتنازلهم عن فكرة الزواج والارتباط وتكوين أسرة وإنجاب أطفال فى تلك الظروف الصعبة لهم، وبعد اندلاع ثورة يناير أثبت الشباب المصرى الرائع النبيل أن قلبه ينبض بالوطنية، وأنه متواجد على الساحة مملوء بالأمل بعد أن ظن البعض أنه قد استسلم لليأس والانهزام، وأنه مشغول ومهموم بالجرى وراء لقمة العيش، ظنا منهم أن الشباب قد مات إكلينيكيا واستسلم للأمر الواقع، وأنهم نجحوا فى إطفاء شمعة الإيمان بالوطن والانتماء إليه والحب بداخله.

ولكن هؤلاء نسوا، كما يقول الدكتور عبد الهادى، أن شمعة الأمل بداخل هؤلاء الشباب مازالت مضيئة، وبالفعل استعملها هؤلاء الشباب الرائع لإضاءة الثلاث شمعات الأخرى مرة ثانية، واستعادوا إيمانهم وأيقظوا انتماءهم وأحبوا بعضهم وبلدهم. ويرى أن هذا الأمل هو سبب زيادة نسب حالات الزواج والارتباط بعد تخلصهم من الحالة النفسية التى كانت تسيطر عليهم بالرغبة داخل وطنهم.

وشدد عبد الهادى على أهمية التمسك بالأمل لأنه بدونه يصبح الإحساس منعدما، فنجد فاقد الأمل دائما لا يفكر فى المستقبل، ولكن الأمل يجعل الشخص قوى الإيمان ولديه حب للمغامرة والإقدام.

وأكد أن جيل الشباب لدية جرأة تجعله يشعر بالأمل، وهى التى تعطى له القوة والدفعة للمغامرة، لذلك زاد عدد الزيجات بالرغم من حالة عدم وجود الاستقرار والأمان، ولكن بالأمل فى الغد ورؤيتهم للمستقبل استطاعوا تخطى بعض الحواجز التى قد تعوق أشخاصا آخرين فى نفس موقفهم، وهؤلاء الآخرين يشعرون بالانكسار مما يؤدى بهم إلى شعورهم بالغربة وعدم الانتماء للبلاد.