سلمية سلمية

إذن نحن نعيش فى مناخ صاخب، نعيش فى صراع وصداع سياسى حاد بين الزعماء الجدد.
وسط كل ذلك تاه الشعب المصرى، الذى أرجو ألا يتوه كما تاه أنصار النبى موسى أربعين عاماً فى صحراء سيناء المصرية.

الحال الآن أن الجميع يتكلم فى وقت بل فى نفس الثانية ونفس الدقيقة، لا أحد يعطيك فرصة أن تشم نفسك، حتى تفهم ما يقال، ليس مهما أن تفهم، ولكن المهم أن يتكلموا هم فقط.
الإخوانى يكلمك عن مبادئ الإخوان وقصة كفاحهم ونضالهم، والسلفى يكلمك عن الإسلام كما لو كنت تسمع عنه لأول مرة، الليبرالى يغنى عليك ليقول لك نحن الأفضل، والشيوعى العائد يقول لك نحن ملوك العدالة الاجتماعية، والناصرى يقنعك بأنه ولا يوم من أيام الزعيم الراحل عبدالناصر.

حتى فى ميدان التحرير كانت الشعارات والصيحات أكثر، فليس هناك منصة واحدة، ولكن منصات متعددة متجاورة، والذى يكسب هو الذى لديه ميكرفونات حديثة ذات الصوت الأعلى والأقوى.

فى ظنى أن مشكلة الوطن الآن ليست فقط أنه لا أحد يتحدث عن المستقبل ومخاوفه، بل وجود أكبر قدر من عدم الثقة بين الجميع، ثم هذا التشرذم وهذه الانقسامات، وتلك الائتلافات السياسية التى أشك أن هناك من يحفظ أسماءها أو أهدافها، فى علم السياسة نقول «Too Mach Minoritu, you get nothing» المعنى أن زيادة هذه الائتلافات والأقليات تكون محصلتها صفراً، ولهذا أهم نقطة يجب أن يأخذ بها شباب الثورة هى إنشاء كيان واحد مستقل قوى يجمع الجميع مع اختيار متحدث واحد باسمهم تكون لديه المؤهلات الصالحة لإقناع الشعب وإقناع المسؤولين فربما نراه رئيسا لمصر فى يوم ما.

طيب حضرتك قل لى لو أراد المجلس العسكرى إجراء حوارات مع الشباب يتكلم مع من؟ بلاش المجلس العسكرى، خلينا فى الحكومة عندما جمع د. شرف بعض الشباب فى مكتبه، خرجت الأصوات ولماذا هم؟ وهل هم من الثوار أم لا؟
فى ظنى، موقف الشباب من المجلس العسكرى، هو الحنين إلى أسلوب عبدالناصر فى الحكم، ناصر كان يصدر القرارات دون الرجوع إلى الشعب الذى يخرج ويهتف ويهلل ويؤيد.
أما موقف المجلس العسكرى الآن، قد يكون مقنعاً بأنه يكون الشعب أولاً، بأن يتقدم الشعب بمطالبه من خلال ثواره وقياداته السياسية، ثم يترجم المجلس هذه المطالب إلى قرارات تتماشى مع مبادئ الثورة وأهدافها.

أنا شخصياً أفضل أن يأتى الشعب أولاً والعسكر بعد ذلك، وهو فكر أحترمه من المجلس العسكرى. ولكن قد يتبقى السؤال الأهم وهو: متى يتوحد السياسيون والثوار قبل أن يتوحد الشعب؟
استقلال القضاء واستسلام الحكام
طيب بأمارة إيه نقول إن حكام الكرة كالقضاة، فهم لم يحاولوا منذ نشأة لجان الحكام أن يفكروا فى الاستقلال، رضوا بأن يكونوا فى حضن وعلى حجر اتحاد الكرة، الخلافات والصراعات أولاً والاستقلال رابعاً وأخيراً؟

صدع البعض رؤوسنا بأنهم كالقضاة، ولابد أن تكون لهم حصانة خاصة، وللأسف هم أول من خلعوا رداء الحصانة ليس فقط على باب رئيس الاتحاد، ولكن على باب أحد أعضائه، لم تحاول لجنة الحكام أن تكون سيدة قرارها، لأنها فرطت فى السيادة منذ البداية، تعرضوا لإغراءات وضغوط، ومع ذلك لم يصرخ، ولم يشك أحد، عاشوا ويعيشون فى أسوأ الظروف من قلة المكافآت، إلى سوء المعاملة، إلى عدم الاحترام، ومع ذلك قبل كثيرون منهم ذلك، كان بعضهم نعاماً مع الاتحاد، ونمورا وأسودا كاسرة مع بعضهم البعض ومع الأندية الصغيرة، القضاة هم ممثلو العدالة للبشر، والحكام هم ممثلو العدالة لكرة القدم، ومع ذلك كانوا هم أساس الظلم وليسوا أساس العدل.

طيب من فضلك فسر لى تلك المواقف العدائية لبعض الأندية ولكثير من اللاعبين، فسر لى موقف حكم يطارد لاعبا ويستفزه ليصل إلى البطاقة الحمراء، فسر لى الراحة النفسية التى نراها على وجه الحكم بعد أن يؤدى مهمته غير المقدسة.

من فضلك، فهمنى كيف يطالب حكم بحصانة القضاء وهو لا يستحقها، لأنه لم يعمل للوصول إليها، اشرح لى لماذا لا يتنحى هذا الحكم أو ذاك، عدم التنحى هنا هو نوع من التربح الرياضى وربما المالى، يستحق المحاكمة الجنائية.

حضرات القراء
الذين يريدون استقلال الحكام عليهم أن يقاتلوا من أجل الذين يريدون ألا يلمس لهم أحد طرفا، عليهم ألا يجلسوا على حجر مسؤولى الكرة.. والذين يريدون الحصانة، عليهم أن يتحدوا أولا.