غريبان فى بيت واحد.. بينهما سدود وحواجز، وآلاف الكيلومترات رغم وجودهما فى فراش واحد تحت سقف واحد.. تخرج الكلمات منهما ثقيلة فيلزمان الصمت الرهيب الطويل إلى الحد الذى يجعل كل منهما ينسى نبرة صوت الآخر، حيث تبدو وكأنها غريبة بالنسبة له - إذا سمعه وهو يتحدث إلى شخص آخر من داخل العائلة أو خارجها.. يتساءلان كيف وصل الحال بنا إلى هذا الحد؟!.. كيف اختفت سنون الحب والعشرة التى بيننا وتسربت من بين أيدينا دون أن ندرى؟!..
غياب لغة الحوار بين الزوجين شكوى معظم السيدات الشرقيات وسبب جوهرى يتم على أثره خراب العديد من البيوت وبالتالى دمار الكيان الأسرى الذى يترتب عليه ضياع الأبناء وسقوطهم فى مأزق وأزمات لا يعلم آخرها سوى الله!..
للخرس الزوجى أسباب عديدة من أهمها:
* نشأة الزوج الأولى فى بيت يفتقد لغة الحوار ويتسم بالهدوء والصمت.
* بعض الأزواج يعودون من أعمالهم مرهَقين فى حاجة إلى الهدوء والراحة أكثر من حاجتهم للكلام.
* أحيانا تكون للزوجة سلوكيات منفرة تدفع الزوج إلى تجنبها.
*أحيانا تكون الضغوط الحياتية والمسئوليات، خاصة الضغوط الاقتصادية مرهقة، لأعصاب الرجل حيث تؤدى به إلى الدخول فى حالة من الصمت الطويل..
*أحيانا يكمن السبب وراء نظرة الرجل الدونية لزوجته والتعالى عليها.
• ربما تكون أنانية الرجل وعدم التفاته إلا لرغباته فقط هى السبب.
• أحيانا عدم التوافق بين الزوجين منذ البداية من الناحية العاطفية أو الثقافية.
• رغم قوة هذه الأسباب إلا أنه من الممكن تفاديها والقضاء ولو بشكل نسبى على الخرس الزوجى الذى يؤدى إلى القتل البطىء للحياة الزوجية..
• على الزوجة التعرف على هوايات واهتمامات الزوج والتحدث معه فى أمور تهمه وتجذبه.
حاولى أن تجذبيه بذكاء ليشاركك مشاهدة برامج تفضلينها وناقشيه فيها واجعليه يشعر أن لرأيه أهمية كبيرة.
ابحثى بداخلك عما يجعله يتجنب الحديث معك ربما بردت مشاعره وصار يشعر وكأن بينكما حاجزا بسبب سلوكيات من جانبك جرحت كرامته كرجل فى الماضى.
حاولى تجديد علاقتك به واعطيه ثقة أكبر فى أهميته لديك، وعدّلى من أسلوبك وكونى أكثر رقة.
كونى دائماً البادئة بالحديث ولا تنتظرى منه الرد مباشرة.
إذا شعر زوجك أن صمته يبعدك عنه أو أنه سبب لانتقادك له فإنه يتمادى فيه، وخاصة أن الرجل يريد أن يشعر أولا أنه مقبول كما هو إذا كان صامتا بطبيعته فسيحتاج إلى أن ينصت كثيرا أولا وأن يقدر له حسن إنصاته ثم سيكون لديه الكثير ليقوله مع مرور الوقت.
لا تكررى عليه أسئلة وتنتظرى منه إجابة فورية وإلا ستشعرينه وكأنكِ تحققين معه وتقيدين حريته وبذلك ينفر من حوارك ولن يتحدث، ولكن اسأليه برقة والفتى نظره أنك فى انتظار الإجابة وقتما يكون مهيأ للحديث.
تحدثى عن مشاعرك نحوه وإن لم يبادلك فورا ستكون محفزة له ليظهر هو الآخر مشاعره حتى وإن كانت فيما بعد.
إذا شعر الزوج بأنه مطالب بالحديث يصير ذهنه فارغا بالفعل ولا يجد ما يقوله.
أحيانا يكون الزوج فى حاجة إلى قسط من الحرية، وأن يكون منفردا بحاله، احترمى رغبته ولا تقطعى خلوته.
النصائح السابقة الموجهة للزوجة فقط لا تحملها المسئولية الكاملة عن حدوث هذا الأمر وإن كانت تتحمل الجانب الأكبر منها.. فالزوج مسؤول أيضاً ولذلك عليه اتباع ما يناسبه من هذه النصائح، لأن احتواء الرجل للمرأة وإشعارها بالأمان والحنان والطمأنينة من أهم أسباب السعادة الزوجية التى تنعكس إيجاباً على الأبناء..
إذا اتبع الزوجان هذه النصائح واستحالت عشرتهما بعد ذلك، فمن الأفضل الانفصال حتى لا تطول فترة هذا الزواج الفاشل الذى ينتج عنه للأسف الشديد نسل المزيد من الأبناء الذين سيعانون الأمرين فيما بعد..
اللهم أصلِح أحوال بيوتنا وجنّبها مرض الخرس الزوجى اللعين ليخرج للأمة العربية جيل سوى نفسياً واجتماعياً بلا عقد أو أمراض نفسية تعيقه عن العيش سالماً فى الكبر.. قولوا آمين.
هناء المداح تكتب: الخرس الزوجى ومبدأ "أهى عيشة والسلام"
الثلاثاء، 12 يوليو 2011 09:57 م