صدر حديثا عن دار رؤية للنشر، كتاب بعنوان "إشكالية الدين والسياسة فى تونس..أزمة مشروع التحديث وظهور حركة النهضة"، للباحث المغربى أبو اللوز عبد الحكيم.
الكتاب يقع فى 414 صفحة ويتناول الكتاب بشكل تفصيلى أزمة مشروع التحديث فى تونس وحركة النهضة الإسلامية، ويرصد الكتاب بدايات الإسلام السياسى فى تونس الحديثة، مع ظهور راشد الغنوشى المولود عام 1941 وتوجهه نحو مصر للتعلم ثم سفره إلى باريس للحصول على الدكتوراه فى الفلسفة، ويبدأ الباحث كتابه بالإشارة إلى أن المجتمعات القديمة عرفت علاقة متميزة بين الدين والسياسة وفى ظل غياب اطر دولتية أعتبرت هذه العلاقة شرطا أساسيا لبناء النظام الاجتماعى فى هذه المجتمعات حيث أسست لعلاقات التعاون والتضامن وخلقت إطارات للتواصل المعنوى والمادى كشرط لازم لقيام حياة اجتماعية.
وأوضح الباحث أن غالبا ما اجتمعت الصفة الدينية والسياسية قديما فى شخص واحد حتى انبثقت فكرة المفارق التى جاءت بها الأديان السماوية لتعرض الوعى الدينى القديم لهزة عميقة لإعادة تنظيم الفاعلية الدينية وتوجيهها نحو غايات جديدة بواسطة تحرير فكرة الأولوهية عن الملك وعدم إلحاقها بأى سلطة دنيوية.
وأكد الباحث على أن إشكالية العلاقة بين الدين والسياسة لم تطرح كأشكالية على الوعى الإنسانى سوى فى حقب محدودة من تاريخ المجتمعات، أى فى فترات التناقض والتفاوت بين قيم الدين وقيم المجتمع، وحتى هذه الحالة لا يمكن أن يحدث إلا فى ظرفيات تاريخية مخصوصة إذا كان الدين مفروضا بالغزو أو إذا كان المجتمع قد تجاوز الفكرة الدينية القديمة وطور نظاما دينيا جديدا.
وأضاف الباحث أن المجتمعات الإنسانية لا تعرف مثل هذه الإشكالية بنفس الطريقة فإذا تحدثنا عن السياقين الغربى المسيحى والعربى الإسلامى، نلاحظ أن اختلاف النظامين الاجتماعى والسياسى وتباين المنطومتين الثقافيتين أنتج أشكالا مختلفة للإشكالية كما تباينت الحلول التى اقترحها الوعى الفكرى داخل كل من السياقين.
ويحوى الكتاب بابين وهما الأول بعنوان الجبهات التوافيقية ويضم فصلين الأول بعنوان التوافق على مستوى المجال الدينى ، والثانى بعنوان التوافق على مستوى المجال السياسى أما الباب الثانى فهو بعنوان المركبات التوفيقية ويضم فصلين الأول بعنوان مظاهر النزعة التوفيقية عند الغنوشى وآثار التوفيقية على الفكر الإسلامى.