الحنين لقصر الملك فاروق بعابدين يجذب النوبيين لـ5 مقاهٍ

الثلاثاء، 28 يونيو 2011 02:43 م
الحنين لقصر الملك فاروق بعابدين يجذب النوبيين لـ5 مقاهٍ نوبيين
كتبت رانيا فزاع تصوير محمود حفناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجوه سمراء وملامح مصرية أصيلة وأفراد يتجاذبون أطراف الحديث ويجلسون فى مجموعات أشبه بحلقات نقاشية لا تقتصر فى كلماتها على أحوال المعيشة، وتمتد للمشاكل البلد السياسية، هذا المشهد تجده يتكرر يوميا أمامك على قهاوى النوبيين الذين رفضوا بعد هجرتهم الأولى والثانية إلى القاهرة بأن يسكنوا فى أماكن متفرقة، ولكنهم أرادوا أن يكونوا حياتهم وأن يعيشوا معا مثلما كانوا من قبل.

ونجح النوبيون فى تقسيم أنفسهم فى عدد من المناطق فى القاهرة ويتركز أغلبهم فى منطقة عابدين، وإمبابة وبولاق وإن كان العدد الأبرز فى عابدين حيث كانوا يعملون فى الماضى فى قصر الملك، وتتمركز أغلب القهاوى النوبية فى نفس المنطقة يوجد بها ما يزيد عن 22 جمعية نوبية، وخمسة قهاوى نوبية هى أماكن تجمع النوبيين يوميا فى المساء، حتى إن كانوا من غير قاطنى المنطقة يفضلوا أن يأتوا ليلتقى بأصدقائهم .

أول هذه القهاوى هى قهوة عبد النبى والمعروفة بقهوة فنانى النوبة لوجودها أمام نادى على كوبانة الفنان النوبى الشهير، على هذه القهوة يجلس الفنانين النوبيين يوميا باحثين عن رزق قلما يوجد فى عصر غلب على جمهوره البعد عن أغانى التراث.

سيد سليمان واحد من فنانى النوبة قابلناه على القهوة كان جالسا يتكلم عن زمن غنائى مضى، ويتذكر أيام كان يغنى ويستمع له الجميع، أما الآن فنضب الحديث عن الغناء مثلما نضب استخدامه قال سليمان: " كنا معتادين أن نجلس على القهوة يوميا، قبل الذهاب لأفراح والحفلات نتحدث ونأكل ونشرب ونتدرب، وهنا كان يتجمع أعظم فنانى النوبة، من على كوبانة وأحمد منيب وغيرهم".

قهوة عبد النبى واحدة من أشهر القهاوى النوبية، حيث تم بنائها منذ ما يزيد عن 70 عاما، على يد أحد النوبيين الرياضيين.

على بعد أمتار تجد قهوة الملوك هذه القهوة تختلف تماما، لأن من يجلس عليها يتحدث عن مشاكل النوبيين وكيفية الرجوع لأراضيهم مرة أخرى.
قهوة ملوك يجذبك بها مشهد لرجل برزت تجاعيد وجهه لدرجة تشعرك أنه من زمن مضى، وآخر هو أن الجالسين حولوا القهوة لحلقة نقاشية عن مشاكل النوبيين.

الحاج أحمد بشير 60 عاما، أحد العاملين بالقهوة ونوبى الأصل، كان يعمل شئون قانونية بفندق النيل هيلتون ثم انتقل للعمل مع أقاربه النوبيين، رفض بشير ما يقوم به بعض الزبائن من الحديث عن مشاكل النوبة قائلا: "القهوة مكان لتبادل الكلمات والتعرف على مزيد من الصداقات، أما المشاكل الخاصة بالنوبيين فمكانها فى الجمعيات وليس هنا".

وقال حسن على حسن صاحب القهوة: "بنينا القهوة منذ ما يزيد 30 عاما، وكانت عملا تجاريا فى البداية ثم تحولت لمكان لمقابلة النوبيين يوميا، والحديث معهم، حيث يأتى يوميا بعد العشاء نوبيين من عابدين وغيرها لتبادل الحديث والتعرف على أحوال الأهل والأصدقاء وتذكر أيام البلد القديم".

وأضاف حسن: "القهوة كانت وقت ثورة 25 يناير مكان لمساعدة الثوار وإمداداهم بالاحتياجات اللازمة".

قهوة الغندور بعابدين كان المشهد عليها مختلف، حيث مالكها ليس نوبيا، ولكن القهوة أصبحت مكانا لجذب النوبيين، ويصف محمد أحمد الحالة قائلا: "النوبيون يأتون إلينا يوميا منذ زمن للجلوس وتبادل أطراف الحديث، ويتجمعون منذ الساعة التاسعة مساء ويبدءون فى حلقات نقاشية لا تنتهى".

انتقالا من عابدين تتمركز عدد من القهاوى النوبية أيضا فى مناطق إمبابة والكتاكيت والزمالك ووسط البلد وبولاق الدكرور، وفى إمبابة يوجد حوالى ثلاث قهاوٍٍ نوبية أولها قهوة توشكى بمنطقة عزبة الصعايدة.

وهذه القهوة صاحبها نوبى ويدعى إبراهيم جمعة أنشأها عام 1995 والمشهد فيها يبدو مختلف من شدة الزحام وانشغال النوبيين فى لعب الدومنة وتدخين الشيشة غير عابين بشئ من حولهم سوى التسلية، والقهوة جاذبة للنوبيين وغيرهم ويـأتى إليها النوبيون من مناطق إمبابة والكتاكيت، ولكن النوبيون يعانوا بعد الثورة من زيادة عدد البلطجية فى المنطقة مما يجبرهم على عد الجلوس عليها فترات طويلة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة