مايكل منير

ماذا تعلّم شباب الثورة من شباب السويد فى استكهولم ؟

الأربعاء، 22 يونيو 2011 03:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاركت مع عدد من شباب الثورة والصحفيين فى رحلة للسويد الأسبوع الماضى، بدعوة من المعهد السويدى بالإسكندرية لمقابلة شباب الأحزاب فى السويد وبعض السياسيين لتبادل الخبرات، ردا على زيارة قام بها شباب الأحزاب السويدية لمصر أوائل أبريل الماضى، وشاركت فيها وزيرة التنمية السويدية إلى جانب سفيرة السويد لدى مصر، والسفيرة برجيت هولست الآنى، مديرة المعهد السويدى، للمشاركة فى ورش عمل فى مدينة الإسكندرية عن الطرق المثلى لإنشاء أحزاب سياسية، والمعوقات التى تواجه شباب الثورة فى هذا المجال، وكنت شخصيا فى حالة إعجاب بشجاعة الشباب السويدى الذين تراوحت أعمارهم بين تسعة عشر وخمسة وعشرين عاما، وقدومهم إلى الإسكندرية فى وقت كانت الحالة الأمنية غير مستقرة، وجُمع حماية الثورة مازالت مستمرة، وخرج بعض الشباب السويدى مع شبابنا المصريين إلى شوارع الإسكندرية للمشاركة الرمزية فى الثورة، وأصبح الشباب السويديين أول شباب سياسى فى العالم يشارك فى الثورة المصرية بالخبرة والفعل. ولكن ما أذهلنى هو أسلوب وكيفية الممارسة السياسية للشباب السويدى، ليس فقط داخل الأحزاب، بل أيضاً داخل الحكومة ومجالات صناعة القرارات فى السويد، أعتقد أن علينا جميعا- حكومة وأحزاباً- دراستها وتطبيقها إذا أردنا نجاح مصر مستقبلا.

أولاً دور الشباب ومؤسساته الحزبية: يقوم الشباب فى السويد بإدارة مؤسسة خاصة بالشباب، وخارجة عن نطاق وتحكم وإدارة الحزب الذى ينتمى إليه الشباب، فمثلا شباب حزب الخضر أو شباب الحزب الليبرالى يديرون منظمة ينتخبون رئيسها ومجلس إدارتها بالكامل من الشباب الذى ينتمى اليها، يقوم مجلس الإدارة والرئيس المنتخب بإدارة جميع أمور المنظمة المالية والإدارية، وتمول المؤسسة من تبرعات الشباب، رسوم العضوية، وفى بعض الأحيان من الحزب الذى تنتمى إليه. وتضع سياسات حزبية خاصة بها عن أهم ما تريده أن يحتل سياسة الحزب فى العام، وبوضع برنامج سياسى، ويقوم الشباب بالتصويت على هذه السياسات وإقرارها، ثم يطلب من الحزب تبنى هذة البرامج.

ثانياً الدور الحكومى: سهلت الحكومة اندماج الشباب فى العمل السياسى، فأقرت سن الترشح لمجلس الإدارة عند ثلاثة عشر عاما، وسن الترشح للبرلمان ليكون ثمانية عشر عاما، وبالطبع يمكن لحاملى الجنسيتين الترشح فى البرلمان، وكان من ضمن محاضرينا برلمانية من أصل عراقى فى الخامسة والعشرين من عمرها.

ثالثاً الدور الحزبى: يلتزم الحزب بالبرنامج المرجح من مؤسسة الشباب التابعة له، ويحاول جاهدا تطبيقها، ولا يتدخل فى إدارة المؤسسة الشبابية التى تتبع الحزب، أو فى انتخاباتها، أو طريقة صنع القرار بها، ويقوم الحزب بتفضيل ترشيح الشباب على قائمته البرلمانية، وللمناصب القيادية فى الحزب، والمناصب الوزارية لدرجة أن أكثر الأحزاب النامية الآن هو حزب رئيسه لم يتعد الثمانية والعشرين عاما. لقد حظى الشباب المصرى بلقاء كم كبير من السياسيين الشباب الذين يقودون السويد الآن، وأمضوا فترة كبيرة مع الوزيرة روزنباد، وزيرة العلاقات الأوربية EU، والتى أيضاً كانت فى بداية الثلاثينيات، وقالت لنا إنها انتخبت للبرلمان وهى فى بداية العشرينيات. ولقد أخبرنى أحد قياديى هذه المؤسسات وهو إيرك بنجتزبوى، وهو شاب فى الثانية والعشرين، إنه بعدما كسب انتخابات البرلمان السويدى قرر ترك المقعد لأنه يعتقد أن قيادة مؤسسة شباب حزب الموديريت، أهم فى وجهة نظره من كرسى البرلمان، وعندها أدركت أن هذه التجربة فى تحميل الشباب المسؤولية فى سن صغيرة خلقت أجيالا ناضجة، وقادرة على العطاء، وتحمل المسؤولية لسنوات طولية، وأثرت على طريقة تفكير الشباب. يا تُرى كم عضو برلمان مصريا يستطيع أن يفعل ما فعله إيرك؟.. كنت أتمنى أن تكون هذه الزيارة لصناع القرار فى مصر، لأنهم جميعا شركاء فى إقصاء شباب مصر عن المشاركة الفعالة فى صناعة القرار. هل نتعلم من التجربة السويدية التى تستحق الدراسة والنقل بتأنٍّ؟.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة