قبل ثورة 25 يناير كان يوجد 24 حزبا ليس لها أى تأثير على الحياة السياسية فى مصر ماعدا أربعة أحزاب كانت أنشطتها محدودة وهى تمثل ديكورا للحزب الحاكم من أجل الهبة التى كانوا يحصلون عليها من الحكومة وأعطت للحزب الشرعية أمام العالم، وتم تشكيل هذه الأحزاب فى مباحث أمن الدولة لتكون مسيرة وفق أهواء قادة الحزب الوطنى.
وهذه الأحزاب الورقية سارعت لتحاور عمر سليمان أثناء الثورة ليكون هناك انطباع بأن هناك تحاور وتشاور مع الأحزاب التى تعتقد خطأ أنها تمثل الشعب وقد علق أحد الإعلاميين فى قناة الجزيرة متحديا عمر سليمان أنه لا يعرف هذه الأحزاب ولا قادتها وأن جموع الشعب المصرى يجهل هوية هذه الأحزاب التى لم يكن لها أى دور إيجابى قبل الثورة وأعلنت قادتها أنها لم تشارك فى الثورة.
وهذه الأحزاب زالت مع زوال فلول الحزب الوطنى الفاسد لأن الشعب عرفهم على حقيقتهم المخزية لأنها أحزاب فاسدة لا تسعى إلا لمصالح قادتها الشخصية.
وبعد الثورة أعلنت عدة جهات تأسيسها أحزابا جديدة تصل إلى 20 حزبا كحزب المصريين الأحرار– حزب العدل– حزب النهضة– حزب الإصلاح والتنمية– حزب مصر الحرة– حزب ثوار التحرير- حزب الحرية والعدالة 0000 الخ، وكثرة هذه الاحزاب ظاهرة صحية وبعض الدول الغربية يوجد بها 100 حزب وإسرائيل الدولة غير الصديقة يوجد بها 40 حزبا.
المهم أنه من يحظى بأغلبية الشعب المصرى ويمثله ويحقق طموحاته وآماله فى ظل الحرية المتاحة فى وسائل الإعلام المختلفة فكل حزب يعرض برامجه دون مضايقات من الأمن كما كان يحدث قبل الثورة.
ومن الضرورى أن يكون لكل حزب فروع مقار فى جميع المدن والقرى على مستوى الجمهورية من أجل الاتصال بالجماهير وتوعيتهم بخطورة المرحلة المقبلة وأهمية مشاركتهم ومساندتهم للحكومة لتخطى هذه المرحلة الحساسة فى تاريخ مصرنا العزيزة.
ويكون لها أماكن تتيح لها إقامة ورش عمل للتدريب المهنى والتثقيف والتوعية المجتمعية، وأن يكون لهذه الأحزاب برامج متكاملة وأن يبرز كل حزب من بين برامجه قضية يوليها أكبر اهتمام فيكون من الأحزاب قضيته الأولى التعليم والبحث العلمى، ومنها ما يكون اهتمامه بالزراعة وغزو الصحراء ومنها ما يكون اهتمامه بالتصنيع والتدريب المهنى ومنها ما يكون أولى اهتمامه إقامة نهضة سياحية كبرى وآخر بالصحة ودعم العلاج للمواطنين، ومن الأحزاب من يهتم بالبيئة وتطهير الترع من القاذورات وتشجيرها بأشجار مثمرة، فيركز حزب على إزالة الألغام ويطالب ألمانيا وبريطانيا للمساعدة فى تطهيرها.
وأن تتكاتف هذه الأحزاب لتحقيق ما أعلنته من أهداف حتى ولو لم يتيسر لها الوصول إلى الحكم فإنها تستطيع بالجهد الشعبى والالتحام بمؤسسات المجتمع المدنى أن تقطع شوطا كبيرا فى تحقيق هذه الأهداف.
جمال المتولى جمعة يكتب: أحزاب بعد الثورة والدور المطلوب
الأربعاء، 22 يونيو 2011 09:38 ص