وزير خارجية رومانيا: أوصيكم بعدم التهاون فى قضايا التعذيب

الثلاثاء، 14 يونيو 2011 09:07 م
وزير خارجية رومانيا: أوصيكم بعدم التهاون فى قضايا التعذيب وزير خارجية رومانيا تيدور ماكوسنى فى لقاء بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أوصى وزير خارجية رومانيا تيدور ماكوسنى المصريين بعدم التهاون مطلقاً مع "البوليس" فى قضايا التعذيب التى تمت فى السجون خلال السنوات الماضية، والتعامل من خلال القضاء مع الجميع فى مثل هذه القضايا، وقال "لا يوجد أى أعذار أو تبرير لما حدث فى النظام السابق لأن التعذيب جريمة، ولابد من العقوبة على كل جريمة من خلال محاكمة عادلة، وأتمنى أن تنتهى معاناة الضحايا من خلال نظام يطبق ضد كل من قاموا بالتعذيب، لأن التعذيب ليس حادثاً عرضياً".

وطالب ماكوسنى فى اللقاء الذى عقد اليوم بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة المصريين والعرب باختيار النظام الديمقراطى الذى يتناسب معهم، مشيراً إلى أنه يجب أن تكون الثقافة العربية هى التى توجه الديمقراطية فى العالم العربى، وقال "عليكم أن تتمسكوا بالقيم التى صاغها الإسلام المعتدل والوجه المشرق منه وليس الراديكالى".

وأضاف، "مصر ليس بها أقليات بالفعل، وكان لدينا فى رومانيا أقليات عرقية، وأخبرونى أن مصر لا ترى المسيحيين أقلية، وأعتقد أنه يجب أن تتغير صورة أوروبا عن مصر وتعرف أن المسيحيين ليسوا أقلية، والتطور الديمقراطى سينهى أكليشيهات الغرب السائدة عن الإسلام المتشدد".

ولفت فى اللقاء الذى أدارته الدكتورة عالية مهدى عميد الكلية بحضور الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة، إلى أن المجتمع الدولى عليه مسئولية فى هذا التحول الديمقراطى، ولكن تظل للعرب والمصريين السيادة حول ما يريدونه لأنفسهم.

وعرض ماكوسني تجربة رومانيا، والتى تشبه تجربة مصر، مشيراً إلى أن بلده قدمت للقيادة المصرية خبرتها حول التحول، وقدمت وثيقة لأول انتخابات تمت هناك، وأن هناك دراسات يمكن أن نقدمها حول النظام الانتخابى.

وأشاد وزير الخارجية الرومانى بالشباب المصرى المكافح الذى حول الانترنت إلى ساحة قتال، على حد تعبيره، مضيفا أن مصر دولة كبيرة بها كل ما تتمناه الأمم، ولفت إلى أن أول ما تعلموه فى رومانيا أن الأمل قيمة سياسية، وحذر من أن التنازل عن الأمل أكبر خطر يحيط بالثورة، وعدم الصبر والتوتر، والانتقام الذى ربما ينتج من قمع السنوات الماضية ربما يؤدى إلى إفشال الثورة، مطالباً برفع شعار الاعتدال والعقلانية كشرط مهم للتحولات الديمقراطية.

ولفت إلى أن هناك بعثة من رجال الأعمال الرومانية ستأتى إلى مصر، وأن بلده تتمنى توسيع الاستثمارات بين الطرفين إضافة إلى أنه يتمنى عودة السياح إلى مصر، معتبراً أنه مصر بها ما تتمناه أى أمة، وبها عقول متميزة تتيح لها التطور والتقدم سريعاً.

ووصف الثورة المصرية والتونسية وما تلاهما بـ"الربيع العربى"، مضيفا أانه نقطة انقلاب فى التاريخ، وأن نجاح المجتمع المصرى سيزيل الصورة القديمة غير الحقيقية لدى الغرب والتى تعتبر أن الاسلام غير متوافق مع الديمقراطية"، وحذر من خطورة القمع وتجاهل المطالب المشروعة بالنسبة للشعوب العربية التى تشتاق للتغيير، مشيدا بتجربة الأردن والمغرب التى تتم بها تغييرات كبيرة للاستجابة لمطالب المجتمع.

وقال إن الثورات العربية لا تنفصل عن شيئيين أساسسين هما مستقبل السلام فى الشرق الأوسط، وإيران، معتبراً أن هناك فرصة كبيرة لإحلال السلام فى الشرق الأوسط، بالنسبة للقضية الفلسطينية الإسرائيلية بشرط الالتزام بالحلول السياسية وتنازلات من الطرفيين، مضيفا أن بلاده لا ترى أن الإعلان أحادى الجانب دون تحديد لأمن اسرائيل الخيار الافضل، وأنه يتمنى أن يكون لدى الامريكيين جدية أكبر لحل الأزمة، لأن العالم تعب أكثر من هذا الصراع".

وتابع "أنه يجب على السلطات الإيرانية أن تفهم أن المجتع الدولى يريد أن تتعامل بشفافية أكبر بخصوص الأوضاع النووية وحقوق الإنسان بها، خاصة أن الوضع الحالى بها يتدهور، وعلى طهران أن تتوقف عن القمع والتخويف للشعب الإيرانى".

واعترف بأن أزمة الدول الأوروبية المالية ربما لن تتيح لها تقديم مساعدات مالية مباشرة لمصر، لأنه لا توجد أموال جاهزة، وقال "يجب أن تكون المساعدة الأجنبية محددة بالنسبة للوضع فى مصر، وأن تكون مناسبة لحالتها، ولا تنظروا للمشروطية فى المساعدات على أنها تدخل فى الشئون الداخلية، ولكن هى مجرد دعم فنى خفى لاعادة هيكلة المؤسسات، وأوروبا هى شريككم الأهم والأفضل، وستظل كذلك أهم من جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى".

وعن مشكلة الهجرة غير الشرعية قال "من الواضح أن أوروبا تحتاج لمهاجرين، ولكن أيضا إلى معايير بالنسبة لمستوى الهجرة، وأوروبا حاليا غير قادرة أن تحتوى عددا ضخما من المهاجرين، ولن تحتمله، وأنتم ترون تداعيات الهجزة غير الشرعية فى إيطاليا،ومسئولية كل دولة عربية على البحر المتوسط أن تسيطر على ظاهرة الهجرة الخارجة منها".

وعن المسألة الفلسطينية، قال إن رومانيا لديها قيمة مضافة كشاهد ولاعب فى هذا الصراع الطويل، و"لسنا منحازين، وحل الدولتين كناتج لعملية السلام هو ما نريده، ولكن نعتقد أن الإعلان أحادى الجانب دون تحديد لأمن إسرائيل لا أعتقد أنه الأفضل، وأتمنى أن يكون لدى الأمريكيين جدية أكبر".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة