محمد حمدى

حكومة فك وتصريف الأعمال

الأحد، 12 يونيو 2011 09:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أننى أمتهن الصحافة، منذ عام 1987، ما يرتب على ضرورة قراءة الصحف اليومية، كل نهار، بدقة وتفحص وتمحيص، باعتبارها جزء لا يتجزأ من واجبات المهنة، فإننى اعترف على الملأ بتوقفى عن هذا الواجب المهنى، منذ فترة، بعد أن تحولت جميع الصحف السيارة فى هذا البلد، إلى نسخ متشابهة، وصارت أقرب إلى صحف الحوادث، وغابت عنها الدقة فى أحيان كثيرة.

لكن، وبما أننى حللت ضيفا على برنامج "صحافة أون تايم"، صباح الجمعة الماضى، على قناة "أون تى فى"، فقد اضطررت إلى قراءة كل الصحف، قراءة دقيقة جدا للتعليق على ما جاء بها وتحليله.

وبغض النظر عن الملاحظات السابقة، لفت انتباهى أن صحافة الجمعة حفلت بجملة من التصريحات الوزارية، بداية من رئيس الوزراء عصام شرف، مرورا بوزراء التخطيط والكهرباء، وانتهاء بوزير القوى العاملة، فبدا من إسهال واستسهال التصريحات الوزارية، وكأننا عدنا إلى عهد حكومة طيب الذكر الدكتور أحمد نظيف بتاع الحكومة النظيفة وصاحب القرية الذكية.

وحسب الوصف الرسمى لحالة البلاد والعباد فى مصر المحروسة، نعيش فترة انتقالية، يحاول البعض أن يستمتع فيها بالحرية قدر المستطاع، بينما أراها انتقالية منيلة بستين نيلة، غاب فيها الأمن، وخرج البلطجية من الجحور، وأصبحنا نتحدث عن السنج والمطاوى، أكثر ما نتحدث عن مشاكل البلد الحقيقية.

ولأننا فى فترة انتقالية، فإن توصيف الحكومة الحالية هو حكومة انتقالية، ويعتبرها اللبنانيون والشوام حكومة تصريف أعمال، ومفهوم من التصريف هو العمل على حل مشاكل الفترة الانتقالية بحلول بسيطة وسريعة، لا تخالف القانون، لكن ليس مطلوب منها بأى حال من الأحوال أن تتحول من حكومة تصريف أعمال إلى حكومة فك الأعمال، وصرف الشياطين، وإخراج الجن "المعشعش" فى بدن مصر كلها.

الدكتور عصام شرف رئيس الحكومة رجل طيب، لا نستطيع إنكار ذلك، وهو عضو سابق فى مجلس السياسات بالحزب الوطنى، وشارك فى 11 يناير فى آخر اجتماع يعقده المجلس، ولم يظهر فى ميدان التحرير إلا يوم الأربعاء 8 فبراير، أى قبل يومين من تخلى الرئيس السابق عن سلطاته، وفى هذا التوقيت لا يستطيع أحد ممن ذهبوا إلى ميدان التحرير الحديث باعتبارهم مناضلين، لأن الذهاب إلى الميدان وقتها كان أقرب إلى نزهة فى كرنفال الحرية، وليس مهمة نضالية.

وقد استفزنى فى تصريح رئيس حكومة فك وتصريف الأعمال الدكتور شرف فى صحف الجمعة حديثه عن مشروع مستقبلى لتعمير 25% من مساحة مصر، فهذا المشروع يحتاج إلى دراسات وافية، وخطط مدروسة بشكل علمى، تقوم عليها لجان متخصصة، تضم خبرات وطنية فى الزراعة والإسكان والكهرباء والصناعة والتنمية البشرية والتخطيط العمرانى وغيرها، لكن الأهم من ذلك أن مصر تحتاج إلى خطط سريعة للتعامل مع المشاكل الملحة التى تعترضها الآن، وتعوق مسيرتها، وتطيل خسائر الفترة الانتقالية.

وأعتقد أنه على الدكتور شرف ووزرائه الكرام إدراك حقيقة مهمة جدا ربما غابت عنهم، وهى أنهم أعضاء حكومة انتقالية لتصريف الأعمال، يتبقى من عمرها خمسة أشهر على أقصى تقدير، إذا افترضنا أن الانتخابات ستنتهى بنهاية أكتوبر، ومن ثم فإن البرلمان القادم، هو من سيعهد إلى حكومة دائمة بإدارة أمور البلاد لخمس سنوات مقبلة، وهذه الحكومة عليها التفكير فى المستقبل، وصرف العفاريت اللازقة فى البدن المصرى، ووضع خطط مستقبلية فى بلد اعتادت فيه حكوماته الدائمة على النظر تحت قدميها، وحين رزقها الله بحكومة مؤقتة انهالت علينا بتصريحات مستقبلية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

العنود من السعودية

أول مرة..

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور/ مصرى

والله كلام حقيقى ... واضيف اننى ذهبت للميدان واحلف بالله للمشاهده فقط ولااتباهى بذهابى

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام الجزيرة

توارد خواطر مع الاخت العنود ...

عدد الردود 0

بواسطة:

حـامـد غـانـم

حكومة توزيع أدوار ..

عدد الردود 0

بواسطة:

حـامـد غـانـم

الأخت المحترمة : العنـــــود ..

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

أستاذ حامد غانم

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

الرسالة وصلت !

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد صدقي

أخيرااااااا

عدد الردود 0

بواسطة:

اسامة الابشيهي

استاذ محمد ( اسمح لى أن اختلف معك )

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد قطب

حل الاعمال وفك الاحباط

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة