أهالى شهيد برج مغيزل: النيران انطلقت من بنى غازى على مركب الصيد المصرية ونطالب المجلس الليبى بالقصاص.."الخارجية والقنصلية" لم تهتما والفقيد هو العائل الوحيد لأسرته..والدة الشهيد:"مين ييجب لى حقى"

الأربعاء، 01 يونيو 2011 02:19 م
أهالى شهيد برج مغيزل: النيران انطلقت من بنى غازى على مركب الصيد المصرية ونطالب المجلس الليبى بالقصاص.."الخارجية والقنصلية" لم تهتما والفقيد هو العائل الوحيد لأسرته..والدة الشهيد:"مين ييجب لى حقى" أهالى الشهيد عبده شعبان
كفر الشيخ ـ محمد سليمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سافر عبده شعبان فى رحلة صيد مع أبناء قريته"برج مغيزل"، محافظة كفر الشيخ، إلى جزيرة مالطا منذ حوالى 20 يوماً بمركب (أبودنيا)، وأثناء عودتهم، وقبالة ميناء بنى غازى، فوجئوا بإطلاق الأعيرة النارية تجاههم.

الحادث كان بعد الساعة الثالثة قبل الفجر، وتحديداً يوم 26مايو الماضى، النيران انطلقت من مركب بجوار الشاطئ بميناء بنى غازى، من على بعد ثلاثة أمتار.

قرية برج مغيزل من أفقر القرى المصرية، منازلها قديمة، أطفالها بؤساء، يعمل ساكنوها بالصيد، ولا يجدون غيرها مهنة درجوا عليها، ولكن النيل والبحر بخلا عليهم بالسمك فلم يجدوا ملجأ إلا السفر فى رحلات الموت كما يسميها أهالى القرية، فالصياد منهم يخرج ولا يعرف أيعود لأولاده أم تأكله الأسماك أو تصيبه رصاصة طائشة لاتعرف الرحمة ولا تعى أن ذلك الصياد يستحق المساعدة.



عبده شعبان من بين الصيادين الذين يعملون ليجد أولاده قوت يومهم الذى يحدده الله يوماً بعد يوم، فأولاده الخمسة صغاراً لايحبذون الذهاب للمدارس إلا قليلاً، لأنهم يعلمون أن مصيرهم ركوب البحر الغادر.

خرج عبده منذ أيام فى رحلة صيد ليعود لأولاده بجنيهات قليلة يعيشون عليها لمدة أيام قلائل، ثم يعود فى رحلة صيد أخرى لايأمل فى ادخار الأموال ولا يجيد عد الملايين مثل سارقى أقوات الشعب المصرى، ولا يرغب فى سكنى القصور، فبيته المتواضع من طابق واحد مسقوف أمله الوحيد الحفاظ عليه.. خرج رب الأسرة البائسة، وكانت الأسرة تنتظر عودته بفارغ الصبر، فبحضوره يأتى الفرج عليهم، ويعفهم من مد أيديهم للآخرين والاستدانة حتى يعود فيسد عنهم ما أخذوه ليعيد لهم كرامتهم، ولكنه هذه المرة لم يعد كعادته يحمل ما لذّ وطاب، لا من طعام شهى، من أسماك متنوعة وبعض الجنيهات، لكنه عاد محمولاً على الأعناق، ليخيم على القرية حالة من الحزن وعلى أنجاله اليأس للأبد.

هكذا شيعت قرية برج مغيزل أول شهيد لثورة ليبيا بالقرية، وخرج المئات من أهالى قرية برج مغيزل لاستقبال الجثمان وإلقاء نظرة أخيرة عليه، يضع كل منهم نفسه فى نفس الموقف، قد يكون هو المحمول القادم أو يكون شقيقه أو أبوه سيلقى نفس المصير.



هكذا قالوا وأكدوا فى حين لم يتمالك أشقاء الشهيد أنفسهم فانطلقوا نحو الجثمان لاحتضانه وعيونهم تملؤها الدموع مرددين الشهادة، وكان رضا شقيق الشهيد أكثر المنهارين، وكان يردد كلمات (رحت يا أبويه من غيرك هعمل أيه) لأنه يعتبره شقيقه الأكبر بمثابة والده فى حين وقف أبناء الشهيد لا يعرفون ما يدور ويقفون مع أهالى القرية تظهر عليهم البراءة.

وأكبر الكلمات التى تأثر بها الأهالى عندما سأل الابن الأصغر(محمد) أخاه عصام عن أبيه فأشار للنقالة التى بها الجثمان وقال له، "أبوك هناك"، فسأله "هو نايم فيها ليه؟" فلم يتمالك عصام نفسه فانهار وهو لا يعرف ماذا يقول لشقيقه.. أما مجدى فوقف وسط الرجال يتطلع إليهم مستغرباً عما يحدث لايفهم شيئاً.. أما أمل ورانيا فتواريا عن الأنظار رافضين مقابلة أحد منهارين فى أحد جوانب المنزل إن سمى منزلاً.

يقول أحمد عبده نصار، مدير عام نقابة الصيادين ببرج مغيزل وابن عم الفقيد، إن الفقيد كان فقيرًا جداً ويعول 5 أولاد بمختلف مراحل التعليم، إضافة لوالدته المسنه المريضة، وكان قد سافر فى رحلة صيد مع أبناء القريه إلى جزيرة مالطا منذ حوالى 20 يوماً بمركب (أبودنيا) وأثناء عودتهم وقبالة ميناء بنى غازى فوجئوا بإطلاق الأعيرة النارية تجاههم وأن الحادث كان بعد الساعة الثالثة قبل الفجر وتحديداً يوم 26 مايو الماضى من مركب آخر بجوار الشاطئ بميناء بنى غازى من على بعد ثلاثة أمتار، وأطلقوا النيران على المركب بطريقة عشوائية، كتب الله لـ15صياداً النجاة من موت محقق، ولكن أصيب الفقيد بطلقة من بندقية آلية فى معدته أودت بحياته فى الحال، وأصيب محمد الحداد هو الآخر فى فخذه، ولم يجد رئيس المركب مفر من التسليم للجناة الذين أحاطوا بهم من كل جانب مهددينهم بفقد أرواحهم، ورسى المركب على شاطئ بنى غازى، وقاموا بنقل جثمان الشهيد لمشرحة مستشفى بنى غازى، وبعد ستة أيام جاءت الجثة عن طريق أحد أبناء القرية الذى كان موجوداً بالمركب.



أما عصام شقيق المتوفى فقال إن أسرة المتوفى فقيرة والفقيد كان عائلها الوحيد، وطالب (مصطفى عبد الجليل) رئيس المجلس الانتقالى بليبيا التحقيق فى واقعة مقتل شقيقه، وقال إن جثة عبده ألقيت فى ثلاجة مستشفى بنى غازى ولم تخرج الا بعد أن استغاث أحد أقاربنا يعمل بتونس بمصطفى عبد الجليل تليفونياً، فى حين أن الخارجية المصريه لم تحرك ساكنًا.

وأضاف محمد شقيق الشهيد أنه برغم قيام الثورة التى دعت للتغيير وحقق لها ما أرادت وأطاحت برمز الفساد إلا أن التجاهل وعدم الاهتمام من القنصلية المصرية بليبيا مستمر، لأنها لم تتحرك طوال 7 أيام كاملة وكان من المفنترض إرسال الجثمان بعد مقتله بيومين على الأكثر، لذا أطالب بمحاسبة المسئولين فى القنصلية بليبيا على إهمالهم.

ويقول "إننا 5 أخوة محمد ورضا وناجح ومجدى والشهيد، ولا أنسى يوم خروج أخى وكأنه حاسس أنها ستكون آخر مرة أراه.. رأيت فى عينيه حباً لم أره من قبل فلن أنساه ما حييت، فهو خرج للصيد حتى يستطيع أن يوفر لأولاده الخمسة مايحتاجونه وهنا فى برج مغيزل لا يوجد مصدر رزق حتى السمك نادر".



أما الحاجة (السيدة عبده عرفة)، والدة الفقيد، فأصيبت بذهول وإغماءات متكررة فهى شاردة امتنعت عن الكلام لمدة ثلاث ساعات، انتابها خلالها إغماءات متكررة وفجأة صرخت بأعلى صوتها "هاتولى ابنى فينك يابنى هو فين مين إللى هيسأل عنى بعدك مكنش ينام إلا لما يطمن عليّه هو الطيب، لكن راح يارب رحمتك يارب رحمتك، أطالب من كل مسئول بأن يعطينى حق ابنى من الظلمة اللى موتونى".. ودخلت الحاجة سيدة حجرة نوم نجلها وأغلقت بابها وقالت "سبونى عازوه أكلمه زى ماكان بيكلمني".

وأكد مجدى شقيق الشهيد أنهم سيلاحقون الجناة قضائياً لأنه لم يرتكب ذنباً ليقتلوه، ولم يكن بالمياه الإقليمية الليبية ليصطاد حتى يغدروا به، "كنت أنتظره كل مرة لأحتضنه لأشعر بحنان الأب الذى افتقدته فوجدته فيه، وكل ما أقوله له يرحمك الله سأحتضن أولادك لأشعرهم أنى أبوهم، كما أنك لم تشعرنى بفقدى لوالدى، ولكن هذه هى إرادة الله".


ويقول عصام ابن الشهيد "كلمات أبى تتردد فى أدنى فكان يقول (البحر غدار وغدره لايُحتمل، ومهنتنا عاوزه الصبر والمخاطرة يا ابنى، وبرغم خطورتها علمتنى الصبر والتحمل، ونحمد ربنا فى كل وقت وعلى كل شىء، كلمات علمتنى الكثير برغم أننى صغير السن لكن مهنتنا تعلمنا الكثير".





مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

دودي

الله يصبر اهلة صراحة قلبي يدمع وعيني

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال طاهر الخطابى

ولنا ولهم وله الله ونحسبه من الشهداء

عدد الردود 0

بواسطة:

العقل زينه

الشعب يريد صحوة الضمير

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

هوه ده الشهيد

ا ما الثوره فكانت للاستيلاء على الحكم

عدد الردود 0

بواسطة:

كريم على ابوسعد

الشهيد

عدد الردود 0

بواسطة:

فؤاد عرفة

برج مغيزل ... أرض المآسي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة