حالة من الفراغ الأمنى طالت الشارع عقب ثورة 25 يناير، امتدت إلى أقسام الشرطة لاقتحامها وتهريب المساجين.. بالأمس تمكن 5 مساجين من الهرب من قسم شرطة البساتين بعد تجمهر أهاليهم لإخراجهم من القسم وتزامن ذلك مع محاولة مساجين قسم دار السلام الهروب.
تكرر السيناريو الخاص بهروب المساجين فى عدد من الأقسام بكثير من المحافظات، الأمر الذى دفع البعض للتفكير فى إمكانية أن تكون العمليات مدبرة و مسبق التخطيط لها، فيما سعى البعض الآخر إلى البحث عن الحلول التى تساعد فى القضاء على الانفلات الأمنى بداخل أقسام الشرطة.
اللواء السابق محمود قطرى أشار إلى أن عملية الهجوم على أقسام الشرطة ومحاولة تهريب المساجين، لا يتم بشكل عشوائى بل يعتقد فى وجود مؤامرة من قبل بعض قيادات الداخلية لتنفيذ تلك العمليات، خاصة وأن كثيرا من قيادات الداخلية مازالت تجلس على كراسيها حتى الآن من أتباع المدرسة الفاشلة أمنياً، التى كان يرأسها وزير الداخلية السابق حبيب العادلى، كما أكد أن عودة الشرطة إلى الشارع هى شكلية فقط، فالإحساس بضعف الجهاز يشجع البعض على الخروج على القانون والقيام بتك العمليات.
وأضاف أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة يكمن فى إعادة تذكير الناس وتحذيرهم بمختلف وسائل الإعلام، ووضع لافتات على أقسام الشرطة تشير إلى أنه سيتم تطبيق القانون على مساعدى المساجين للهروب، حيث القانون يعطى للضباط حق إطلاق النار إذا كانت تلك هى الوسيلة الوحيدة لمنع الشغب وهروب المساجين، مشيرا إلى أن الضباط يخشون إطلاق النار خوفا من العقاب، الأمر الذى يساعد فى الانفلات الأمنى.
و أكد دكتور "عبدالله الأشعل" مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن جميع الأحداث التى تشهدها البلاد فى الوقت الحالى منظمة ومخطط لها من قبل النظام البائد من فلول الحزب الوطنى والنظام السابق، ووجود بقايا النظام جميعا فى سجن طرة، مما يساعدهم على التخطيط لمؤامرات تضر بالبلاد حتى يقول الناس (ولا يوم من أيام مبارك)، وأنه يجب وجود جهاز أمن قوى لتوفير الحماية للسجن وأقسام الشرطة وتفعيل دور القانون ضد الخارجين عن القانون والسرعة فى إجراء المحاكمات.
وقال اللواء السابق "فاروق المقرحى" إن عملية الهجوم على الأقسام تتم بشكل مدبر لإثبات أن الشرطة مازالت ضعيفة ولا تستطيع أن تضبط الآن بداخل مقار، والذين يقفون وراء ذلك هم المجرمون والخارجون عن القانون والبلطجية بغرض استضعاف الشرطة، مشيرا إلى وجود عدد من العوامل تساعدهم على تحقيق أهدافهم، منها خوف رجال الشرطة من المسائلة والموقف المسبق الذى تتخذه بعض وسائل الإعلام ضد الشرطة وكذلك جمعيات حقوق الإنسان، مناشدا رجال القضاء على تفعيل تطبيق القانون للقضاء على تلك الأعمال التى يمارسها الخارجون عن القانون ومنها تفعيل المواد من 61 إلى63 و86 و90 من قانون العقوبات.
ومن جانبه قال اللواء "سامح سيف اليزل" الخبير الاستراتيجى، إن الهجوم على أقسام الشرطة ومحاولة تهريب المساجين ليس بخطة مدبرة ولا يقف وراءه تنظيم، ولكنها تقتصر على محاولات من أقارب وأهالى المتهمين لتمكينهم من الهروب وذلك بسبب علمهم أن الجهاز الأمنى فى حالة ضعيفة وهشة، مشيرا إلى أنه للقضاء على ظاهرة هروب المساجين يجب تقوية الجهاز الأمنى وضرورة استخدام أقصى عقوبة ممكنة للمعتدين على السجون أو أقسام الشرطة أو أى جهة حكومية، لتصبح تلك العقوبة رادع لمثل تلك العمليات ورجوع الانضباط إلى الشارع المصرى.
و تساءل "اليزل" متعجباً: كيف تظل الحراسة على أقسام الشرطة بنفس الشكل القديم؟! خاصة فى ظل تكرار عمليات الهجوم عليها واقتحامها، مؤكداً ضرورة وضع خطط لتأمين الأقسام بشكل جيد ووضع دوائر تأمينية مختلفة فى المناطق المؤدية إلى أقسام الشرطة.
خبراء أمنيون: الهجوم على أقسام الشرطة مدبر من قبل بقايا النظام.. وأهالى المساجين يلجأون لتهريب ذويهم لعلمهم بهشاشة الجهاز الأمنى.. ويجب السماح للضباط بإطلاق النار على الخارجين عن القانون
الإثنين، 09 مايو 2011 06:47 م
منصور العيسوى وزير الداخلية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة