د. محمد عادل الحديدى يكتب: من هو أفضل رئيس قادم لمصر؟

الجمعة، 06 مايو 2011 07:08 م
د. محمد عادل الحديدى يكتب: من هو أفضل رئيس قادم لمصر؟ د. محمد عادل الحديدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر الآن مقبلة على مرحلة هامة وحيوية تحتاج منا جميعا التدقيق والاهتمام بكافة التفاصيل حتى نستطيع أن نبنى مصرنا الحديثة على أساس سليم وقوى، فإن أحسنا وضع الأساس للبناء فسوف نضمن بناء عاليا شاهقا ثابتا ثبوت الجبال يبهر العالم كله ونحن نستحق ذلك لما لنا من إمكانيات.

ومن أهم خطوات وضع الأساس فى البناء هو اختيار الرئيس القادم، وهنا يأتى السؤال المهم، ما هى صفاته وماذا نريد منه؟ ولقد قال النبى صلى الله عليه وسلّم: "من ولى من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً وهو أصلح للمسلمين منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين وهنا نرى ضرورة اختيار الأفضل على أساس علمى ومنهجى وليس عاطفيا أو قلبيا.

نحن فى الفترة القادمة نحتاج إلى القائد المميز الشجاع المتمتع بصفات الإدارى الناجح حتى يستطيع أن يحقق أهداف شعبة بطريقة اقتصادية مميزة وفى جو نفسى يرضى عنه معظم الشعب. ويمكن استخلاص الصفات النموذجية للقائد باستقراء تاريخ وتجارب الأمم والشعوب فنرى مثلا فى القرن الرابع عشر رأى العلامة العربى عبد الرحمن بن خلدون أن الصفات التى يجب أن يتحلى بها من يختار قائداً: "العلم والعدل والكفاية وسلامة الأعضاء والحواس" ومن أقوال نابليون فى صفات القائد: "إن أول ما يجب أن يتوفر فى القائد رأس هادئة، وبذلك تظهر له الأشياء على حقيقتها وفى مظهرها الصحيح ويجب ألا يتأثر بالأخبار الحسنة أو السيئة، كما ينبغى ألا يتخلص من مسئولية أخطائه بإلقائها على الأوامر التى تلقاها من رئيس يعلوه، بل عليه أن يسير وفقاً لهدف تجاربه الخاصة ويعتمد على مواهبه".

وبتجميع معظم ما جاء فى الدراسات العلمية نجد أن القائد المنتظر لابد أن يتميز بالتالى:
العقلية الصحيحة وذكاء لتفهم العمل بشكل ممتاز وأن يكون يقظا حتى يرى الخطر وسبل تلافيه وأن يكون لدية القدرة على اتخاذ القرار قبل الوقوع فى الخطر أو تأخر الوقت لاتخاذ القرار المناسب، وأن يكون قادرا على التجديد والتطوير لما تطلبها الظروف والمواقف، وأن يتمتع بالانضباط والفاعلية والإيمان بالعمل الذى يتولاه القائد وأن يستطيع أن يبث الفكرة المثالية التى يؤمن بها فى جماعته ليحملها على معاونته فى تنفيذها رغم كل العقبات.

وأن يكون ديمقراطياً، مرنا وصبورا واسع الصدر، وألا يستقل فى اتخاذ القرارات الهامة وحده، بل يشرك معه من يراهم ذوى الخبرة. الاعتماد على الحقائق، ولا يصدر شيئاً إلا بعد التأكد من ذلك حتى لا تعميه الإشاعات الكاذبة فتكون قراراته كاذبة. الحرص الشديد، وبصفة خاصة إذا تعلق الأمر بمصالح الأتباع، فلا ينبغى للقائد أن يتخذ قراراً خطيراً إلا بعد دراسة كافة جوانبه وردود الأفعال المتوقعة حياله.

أن يكون دقيقا ومتجردا فى الحكم على المواقف وفى اختيار كل فرد فى مكانه الذى يستحقه. ويجب أن يتحلى بعد ذلك على قدر عالٍ من التخطيط على كيفية الوصول للأهداف المطلوبة لتحقيق المصلحة العامة يتتبع ذلك الإرادة لتنفيذ القرار المتفق علية من عموم الشعب وأن يكون قادرا على إثارة رغبة العمل فى نفوس الآخرين لإنجاز العمل المطلوب وأن ويوزع عليهم الجهود والمسئوليات لتحقيق ما أراد.

أن يكون لديه قدر مميز من المعرفة والاحترام، موضع للثقة، متواضعا، صريحا، شفافا، عادلا، واضحا يعطى المثل بأن يخضع نفسه وعائلته للقوانين قبل أن يطبقها على الشعب ولا يحتمى تحت بند الحصانة أو السلطة وبذلك يمكن أن يذيب الخوف والخجل من قلوب مرؤوسيه، بل إنه يجب أن يكون بشوشا هادئا يتميز بالمعاملة الحسنة ويتمتع بدماثة وغنى بالعواطف النبيلة، ملم بمشاعر شعبة ليكون إنسانا قادرا على جمع القلوب وتوحيدها.

بالإضافة لما سبق فضرورى جدا أن يتمتع بالشجاعة، بحيث يستطيع مواجهة هذه المواقف دون خوف. وأن يكون لديه الكفاءة الصحية والبدنية، وهذا لا يعنى قوة البنية أو ضخامة الحجم، بل يعنى ألا يتسم القائد بتشويه بدنى معيب، أو مرض مزمن يقعده، أو كبر فى السن ونقص فى الذاكرة وأمراض الشيخوخة مما يؤثر على قدرته على اتخاذ القرارات، ويفضل أن يكون القائد بحالة صحية جيدة حتى يستطيع أن يبذل الجهد البدنى والعقلى، بم يتلاءم مع مسئوليته، وأن يكون قوى الأعصاب وهادئ لا تهزه المشاكل ولدية القدرة على تحمل المسئولية، وهذا يعنى أن يكون القائد متمتعاً بالسيادة الفنية فى مجال النشاط الذى يشرف عليه وعلى غيره والتابعين.

الإلمام بالأصول العلمية للإدارة، وهذا هو أول الطريق للنجاح ذلك لأن إلمام القائد بأصول الإدارة يوفر عليه الكثير من الجهد الذى يبذله للتوصل لهذه الأصول، العقلية المنظمة التى تستطيع أن تخطط وتنظم وتراقب، القدرة على اكتساب الثقة، المحبة المتبادلة بينه وبين الأتباع. لابد أن يكون فنانا متدربا على مجموعة من الفنون مثل التعليم والتدريب، فن التنظيم، فن إصدار الأوامر، فن المراقبة، فن المعاقبة، فن التعامل مع المشاكل، فن المكأفاة والتشجيع، فن الاستعانة بالمواهب المساعدين وفن التعاون مع القادة الآخرين.

مما سبق يتضح لنا أن كل ما سبق من صفات مستحيل أن تتجمع فشخص واحد مهما كان لديه من قدرات ولكن يمكن تجميعها بأن يكون القائد القادم قادرا على اختيار معاونيه على أساس الكفاءة لتكميل ما لديه من ضعف علمى وسياسى وعسكرى وغيرها من الأمور، وأن يطلب منهم المشورة المستنيرة، وأن يكون مرنا ليأخذ القرار المناسب لصالح الوطن بغض النظر عن أهوائه الشخصية، ثم يقوم بتوضيح أسس اختيار هذا القرار على الناس والغرض منه، والهدف المتوقع تحقيقه، وبعد ذلك دفع وتحفيز الناس على العمل لتحقيق النجاح، ومن الخطأ أن تقوم الدولة على وجود شخص ما مهما كان، بل يجب أن يكون العمل مؤسسيا، يستمر بوجود أو غياب الأشخاص، فالأشخاص زائلون والوطن باقٍ.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة