◄◄التغيير فى الوفد لن يكون جذرياً.. ونشطاء التغيير خرجوا من التجمع.. والناصرى ينتظر القضاء.. والجبهة اختفى بسبب «المصريين الأحرار»
حتى لو قامت فى مصر 100 ثورة، ستبقى أحزاب المعارضة كما هى، يسيطر عليها الجمود، ويفصل بينها وبين الشارع مسافة كبيرة، وينحصر نشاطها الرئيسى فى الخلافات الداخلية، بحيث يختبئ كيان الحزب بالكامل داخل مقراته، وهو الأمر الذى أكد أن جهاز أمن الدولة لم يكن سوى «شماعة»، علقت عليها الأحزاب فشلها السياسى لسنوات طويلة ولم يغير غيابه من الأمر شيئا.
حتى حالة الخوف من الموت السياسى المفاجئ التى سيطرت على أحزاب الوفد، والتجمع، والناصرى التى كانت كبيرة فى عهد الرئيس المخلوع عقب الثورة مباشرة، لم تنجح فى دفع عملية التطوير الداخلية، وتمكن فى النهاية قيادات الأحزاب الـ3 من احتواء عملية التمرد الداخلية بطرق مختلفة، وبقى النشاط فى الشارع غائباً.
حزب الوفد، بوصفه أكبر الأحزاب، عقد سلسلة من المؤتمرات فى المحافظات، ونظم مظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية، وتولى رعاية وفود الدبلوماسية الشعبية المتجهة إلى القرن الأفريقى لحل أزمة مياه النيل، وبالرغم من ذلك فإن الخلافات الداخلية كان صوتها عالياً لتسفر عن مشهد للتراشق بالأحذية والزجاجات أمام مقر الحزب الرئيسى قبل أيام، وفى خلفية المشهد كان الخلاف الذى دب فجأة قبل حوالى شهر بين رجل الأعمال رامى لكح، والدكتور السيد البدوى رئيس الحزب، وفؤاد بدراوى السكرتير العام، الذى تطور إلى فصل رامى من الحزب، وبدأت بعدها مجموعات من الشباب المختلفين مع البدوى فى التواصل مع لكح، مع الاستعانة بعدد من القيادات المستبعدة عن الحزب منذ فترة طويلة، مثل حامد الأزهرى، ومجدى سراج الدين، وفى المقابل سرى تخوف داخل الوفد من عملية اقتحام للمقر الرئيسى على غرار حريق الوفد فى 2006.
واللافت أن المؤشرات الأولية لانتخابات الهيئة العليا التى ستجرى فى 27 مايو الجارى، تؤكد أن نسبة التغيير بين قيادات الحزب لن تكون كبيرة، حيث وصل إجمالى عدد المرشحين تقريبا إلى 70 مرشحا، لا يتجاوز عدد الشباب بينهم الـ12 مرشحا.
فى التجمع كان الوضع أسوأ بكثير، نظرا لأن الحزب لم يقم بنشاط يذكر منذ نجاح الثورة، وانتهى الخلاف بداخله إلى انشقاق عنيف، خرج فيه أغلب نشطاء تيار التغيير، وعلى رأسهم أبو العز الحريرى إلى حزب التحالف الشعبى الذى يتولى القطب اليسارى البارز، الدكتور إبراهيم العيسوى، منصب منسقه العام، بعد استقالته من التجمع، وربما يحظى الحزب الوليد بدعم مالى أكبر بكثير من الذى يحظى به التجمع، حيث يشارك فى تأسيسه عدد من رجال الأعمال اليساريين، مثل صبرى فوزى، وعادل المشد، وهو ما يجعله أكثر قدرة على التعبير عن اليسار.
واقعياً، سينتهى عصر رفعت السعيد داخل التجمع فى المؤتمر العام المبكر للحزب يوليو المقبل، لكن هذا لا يعنى أن كل المشاكل ستنتهى داخل الحزب، وبالتالى فإن التركة التى سيرثها الرئيس القادم للتجمع- غالبا حسين عبدالرازق- ثقيلة للغاية.
التطورات داخل الحزب الناصرى كانت أسرع بعد وفاة ضياء الدين داوود، مؤسس الحزب، حيث دخل الحزب فى نزاع على الرئاسة بين سامح عاشور، النائب الأول لرئيس الحزب، ومحمد أبوالعلا، نائب الرئيس، بسبب الخلاف على تفسير اللائحة الداخلية، وكان من نتائج الصراع أن المؤتمر العام الذى عقده عاشور، أصدر قرارا بفصل أحمد حسن، الأمين العام من الحزب، الذى رد بتقديم بلاغ للنائب العام، يتهم فيه عاشور بالاستيلاء على أموال الحزب، ويترقب أعضاء الحزب ما سوف تسفر عنه الأيام القادمة، وكيف سيكون شكل الحزب.
أما حزب الجبهة الديمقراطية، فقد اختفى تماما عن المشهد السياسى منذ إعلان نجيب ساويرس عن تأسيس حزب المصريين الأحرار، وهو أمر دفع كثيرين للتخوف من مصير الحزب بسبب سحب الدعم المالى الذى كان يقدمه ساويرس للجبهة، لاسيما بعد انضمام خالد قنديل القيادى بالجبهة إلى «المصريين الأحرار»، فكان أن خرج ساويرس فى مؤتمر جماهيرى للمصريين الأحرار، ليؤكد أنه لن يتوقف عن دعم الجبهة، وسواء صدق ساويرس أو لم يصدق، فإنه من المفترض أن الجبهة يضم فى عضويته عددًا ليس بالقليل من رجال الأعمال، ومن ثم فلا يوجد مبرر للغياب السياسى للحزب، إلا إذا كان قد اختار أن يظل حزبا صغيرا إلى الأبد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة